كالعادة وسيرا على ديدن « المنتخب» الذي لا يتغير، مردة أخرى نكون في صدر الأحداث عند المواعيد الكبيرة إرضاء لشغف قارئنا و مواكبة لما يستحق من تغطية من أحداث.
كنا أول من حاور روماو، في نفس المركز و أول من سبرنا أغوار الإسباني كارلوس ألوس، وبطبيعة الحال الثالثة ثابثة بحوار انفرادي مع البلجيكي زفين فاندنبروك ربان الزعيم الجديد، دون أن نطيل عليكم، نأخذكم في هذا الحوار الثلاثي الأبعاد والمميز في مركز الفريق العسكري لتنفذوا معنا لأعماق هذا المدرب، والكم بعد المداولة نقصد بعد المطالعة..

ـ المنتخب: بداية نرحب بك في بلادنا كما رحبت ورحب فريق الجيش الملكي بنا لنكون أول محاوريك؟ كيف تحب أن نناديك، هل سفين أو زفين، ما نعرفه نحن هو أن زفين إسم لأشهر مدربي السويد غوران إيريكسون؟
زفين فاندنبروك: شكرا لكم، بدوري سعيد بهذه الإطلالة الأولى لي بالمغرب وشخصيا تعودت عند كل تجربة أخوضها أن أتوخى الحياد وأبقى على مسافة مع كل وسائل الإعلام، وأن أتجاوب معها في حدود المتاح والمعقول.
بالنسبة للإسم، فقد تعودت على كليهما زفين أو سفين، ولو أن الأغلبية ينادونني بزفين، وفخور جدا أن تكون المقارنة معإسم مدرب مونديالي كبير مثل إيريكسون الذي يحمل بدوره نفس الإسم، هذا لن يطرح إشكالا بيننا.

ـ المنتخب: تترك ناديا مؤهلا لدور المجموعات بعصبة الأبطال الأفريقية، لتقبل على تدريب فريق الجيش الملكي، يثيرنا فضول كبير لمعرفة سر هذه الخطوة لو تفضلت؟
زفين فاندنبروك: سأكون أمينا وواضحا في جوابي هذا، أولا حين يرن عليك هاتف فريق بمرجعية وتاريخ الجيش الملكي، فهذا الهاتف لا يرفض والقطار الذي توقف عندي إن لم أصعد فيه قد لا تتكرر فرصة اللحاق به مستقبلا.
صحيح أن البعض يرى أن إغراء عصبة أبطال افريقيا مميز وجذاب، مقارنة مع قبول مغامرة تدريب فريق يعيش منذ عقد كامل على إيقاع الإخفاقات أو لنقل مبتعد عن البوديوم ويغير مدربيه باستمرار، لذلك أنا أقول أن تواجدي بينكم اليوم هو لربح واحد من أكبر التحديات في مشواري التدريبي، لذلك أنا هنا إضافة لمغريات أخرى؟

ـ المنتخب: أطلعنا على المزيد من هذه المغريات؟
زفين فاندنبروك: منها مثلا أن المغرب خيار مثالي بالنسبة لي علي حساب تنزانيا، صحيح هناك كان يحضر الجمهور و"كورونا" غير متحكم فيها، بل تكاد تشعر أنه لا وجود للجائحة، لكن هنا أنا على مقربة من زوجتي وأسرتي بساعتين أو 3 ساعات فقط.، بين بروكسيل والرباط يمكن أن تستقل الطائرة وأنت تطالع كتابا أو تتابع، وما أن تنتهي حتى تكون قد وصلت للوجهة المرغوب فيها، حين كنت في دار السلام كنت أحتاج إلى 13 ساعة من التحليق والتوقفات، أقول هذا كي أبرز ما قلته سابقا، التدريب في بلد مثل المغرب وفريق مثل الجيش فرصة ممتازة فعلا.

ـ المنتخب: لا شك أنك تملك فكرة عن مواطنيك الذين سبقوك لتدريب الجيش، هل تعلم أن لقبا للفريق كان مع واحد منهم؟
زفين فاندنبروك: بطبيعة الحال علمت بهذا، كان والتر ماوس وتوج بلقب الكأس قبل عقد من الزمن، قبله مر هنري ديبيرو عبر مرحلتين، وخلف وراءة أثرا طيبا كما سمعته هنا، لذلك هذه التجارب هي مصدر إلهام بالنسبة لي كي أربط ماضي الفريق بالحاضر، وسأكون أسعد رجل في العالم لو توجت مع الجيش لأكون أول بلجيكي بعد آخر بلجيكي هما من صعدا بهذا النادي الكبير للبوديوم؟

ـ المنتخب: أيضا لا شك أنك دققت في هوية هذا النادي الذي انتدبك، أعطيني تعريفا له على ضوء ما جمعته من معطيات؟
زفين فاندنبروك: مؤكد وهذا وضع تعودت عليه قبل أن أنتقل لأي بلد أو أتعاقد مع ناد أو منتخب، كنت أملك فكرة كافية عن الكرة المغربية،  واجهناكم في مونديال 1994 وكانت مباراة رائعة قدم فيها منتخب المغرب كرة راقية، وانتصرنا بهدف دوغريس في مباراة تألق فيها حارسنا برودوم أمامكم.
بالنسبة للجيش، ما علمته ضاعف حجم الشعور بالفخر لتعاقدي معه، إنه ناد ملكي وأول فريق توج بلقب الأبطال بين الفرق المغربية والأكثر تتويجا بلقب كأس العرش والثاني من حيث البطولات محليا، يملك قاعدة جماهيرية هائلة وأنصارا على درجة عالية من الشغف وتجهيزات احترافية ومسؤولين بفكر راقي ومسؤوليات كبيرة، هذه بطاقة تعريفي له.

ـ المنتخب: السيد زفين، هل تعلم أنك داخل فريق يحاط بضغط شديد من أنصاره التواقين للألقاب بعد طول غياب ولا يرحمون من يفشل في كسب الرهان؟
زفين فاندنبروك: بكل تأكيد، وهذا النوع من أنماط العمل يغريني بالإشتغال، لقد انطلقت في تجربتي رفقة سيمبا تحت وقع الضغط والشكوك وأنهيت الموسم بثلاثية ونجاح منقطع النظير.
لقد درست وضعية الفريق، عاينته بفحص شمولي وبمنتهى الصدق ما لمسته هنا من تجهيزات ورغبة في النجاح وطموح المسؤولين ووضعهم كافة الإمكانيات من أجل ريادة هذا النادي يجعلني مستغربا لأسباب غيابه عن البوديوم؟

ـ المنتخب: أنت تتحدث عن الماضي، ألا تملك فكرة عن الفرق الأخرى التي كانت مثلا سببا في ابتعاد الجيش عن البطولات؟
زفين فاندنبروك: نعم أعلم من تكون؟ هي الوداد والرجاء ونهضة بركان، إنها تشارك بانتظام إفريقيا، بل ونجحت في التتويج القاري، لكن لا أعتقد أن الجيش أقل منها كفاءة، لقد قلت لكم في معرض تقديم الفريق، أن الجيش يسمى الزعيم هنا وقد كان سباقا للمجد القاري، لذلك أنا من أجل عودته لمكانته الطبيعية.

ـ المنتخب: ما دمنا فتحنا هذه الصفحة، هل تعلم أنك ستستهل ظهورك الأول بمباراة قوية هي  لقاء الكلاسيكو أمام الرجاء بعد استئناف البطولة، كيف تقرأ هذه المعلومة التي قدمت لك؟
زفين فاندنبروك: أنا أعلمها قبل أن تخبرني بها «وبابتسامة معبرة» يجيب بعد توقف قصير» دعني أخبرك أنها أسهل مباراة بالنسبة لي وأعد جماهير الجيش أننا سنستهل علاقتنا بانتصار في هذه المباراة، قد تسألني عن سر هذا التفاؤل سأرد عليك وعلى الفور، مواجهة الفريق البطل وتحديدا الرجاء، وقد علمت نوع الصراع الذي يرافق مبارياته مع الجيش لا يحتاج مني لتحفيزات إضافية، سيحتاج مني اشتغالا سلسا لن أكشف عنه الآن، اللاعبون سيكونون معبئين من تلقاء أنفسهم، وأنا خضت 4 ديربيات في تانزانيا ومعدل نجاحي فيها جد معتبر.

ـ المنتخب: إذن لقد أبلغوك ما تمثله هذه العينة من المباريات من أهمية تحديدا لأنصار النادي؟
زفين فاندنبروك: مؤكد، ولو أني لا أحبذ أن نحصر أهدافنا في حسم مباريات ذات حساسية أو محمولة على بعض الحسابات، أعلم أنه ينتظرني ديربي ومواجهات كلاسيكو وأنا جاهز ليس لمباريات على حساب أخرى، بل لأفوز بكل المباريت لأنني لو حققت هذه المعادلة سأتوج بطلا.

ـ المنتخب: أي فكرة تحملها عن البطولة المغربية؟
زفين فاندنبروك: هي نفسها الفكرة التي سوقتها البطولة المغربية لنفسها قاريا، تجهيزات متميزة وبطولة دينامية متطورة والدليل تتويج الفرق المغربية قاريا بعصبة الأبطال أوالكونفدرالية، مؤخرا نصف فرق نصف نهائي المسابقات كانت أضلاعه الأربعة مغربية والبقية مصرية، لذلك هي بطولة تغري بالنشاط والعمل فيها، لذلك قلت لك في البداية أن تركي لنادي سيمبا لأحضر للمغرب كانت له أسبابه الموضوعية.

ـ المنتخب: ألا يوجد من بين هذه الأسباب أن تجعل من بطولتنا قنطرة عبور للخارج، مثلما حدث مع مدرب الأسود حاليا السيد وحيد، ومع فيرير وروماو وأسماء أخرى حلقت بعيدا؟
زفين فاندنبروك: لا يا سيدي، أنا هنا من أجل هدف لا يشكل المدى المتوسط أو البعيد، أنا هنا من أجل رهان إعادة الجيش لمنصات البوديوم ولأن يستعيد صفة الفريق البطل، أنا هنا لأعيد للمركز اعتباره وهويته وللفريق أسلوب لعب يميزه ويرتبط به ويجعل أنصاره يفتخرون به غير هذا لن أخوض في موضوع آخر.

ـ المنتخب: كي تنجز هذه الأهداف لا شك أنك تحتاج لكومندو حقيقي، هل ترضيك التركيبة الحالية، بل هل تعرفت عليها بما يكفي؟
زفين فاندنبروك: أنا في طور إجراء الفحص الشامل التي يفترض أن أقوم به، وكم أنا محظوظ بتوقف البطولة لشهر كامل، لقد راجعت 5 مباريات عبر أشرطة فيديو كلها للموسم الحالي وبطبيعة الحال حضوري اليومي في التدريبات يقربني أكثر من صلب الموضوع ومن أسرار المجموعة.
لا يمكنني الحديث حاليا عن نقائص أو حاجيات، أعتقد أن ميركاطو المغرب بالكاد افتتح وسيستمر لوقت زمني، لن أتسرع، الأهم بالنسبة لي حاليا هو أن أجري فحصا شاملا ودقيقا لمن هم تحت تصرفي.

ـ المنتخب: تبدو عسكري الطباع، أقصد حيويا بشكل محلوظ وهذا ما لمسته فيك أنت، إذن البروفايل المثالي لفريق بهذه الخصائص تبدو مطابقا لناديك الجديد، هل أنا مخطئ؟
زفين فاندنبروك: لا لم تخطئ، أنا مدرب يتنفس بالعشب وملتصق بالعشب وشغوف بالعمل والتدريبات اليومية المضنية، بدوري فور حلولي هنا شعرت داخل هذا المركز المتميز أن تطابقا بيني وبين هذا النادي، وهذا يبشر بالخير ويشجع لنحقق نجاحات مشتركة.
أنت تتحدث هنا عن تجهيزات ومرافق وتاريخ الفريق، لا يمكن أن نغفل جانبا آخر وهو احترافية مسؤولي نادي الجيش الملكي، لقد وجدت منهم ترحيبا متميزا وثقافة كروية هائلة ورغبة في إسعاد جماهيرهم.
ـ المنتخب: قرأت عنك أنك صارم نوع ما وقد اطلعت على بعض من هذه الفتوحات مع سيمبا وغيرها من التجارب، هل تعتقد أن هذه الآلية ستنتجح داخل الجيش الملكي؟
زفين فاندنبروك: ليست آلية، هو نمط اشتغال وعمل تمليه الظروف، أنا ودود لدرجة لا يمكن تخيلها لكن أحيانا أتدخل بالصرامة التي تفرضها اللحظة واللقطة، لأنني لا أقبل بالتجاوزات  ولا من يتعدى المساحات والخطوط المرسومة أمامه، هذا كل ما في الحكاية.

ـ المنتخب: أخيرا، أي طاقم سيرافقك وأي وعود تقدمها لجمهور الجيش الملكي عبر جريدتنا؟
زفين فاندنبروك: بالنسبة للطاقم وجدت أشخاصا هنا هم أبناء للنادي و لست مؤهلا لإصدار أحكام القيمة بشأنهم، لن أتحدث في هذا الموضوع حاليا لأنه ليس أولوية بالنسبة لي.
الوعود، أنا أرفض تقديم الوعود التي تمتص الغضب أو الوعود التي تنوم مغناطيسيا، أنا واقعي ولا أومن إلا بما ينجز على الميدان، لذلك فإن وعودي شمولية.
وعودي هي أنني سأمنح للجيش الملكي هوية لعب وسأجعل أنصاره يستعيدون ثقتهم بناديهم».