خسر الوداد البيضاوي مباراته أمام مضيفه كايزر شيفس الجنوب إفريقي (0 – 1) في الجولة الخامسة من منافسات دور المجموعات بعصبة أبطال إفريقيا، وهي مباراة تحصيل حاصل بالنسبة للوداديين الذين ضمنوا التأهل للدور المقبل منذ الجولة الماضية، والذين خاضوا المباراة من دون لاعبيه الأساسيين في قرار مدروس منح "الفرسان الحمر" الكثير من المكاسب. ولأول مرة لعب الوداد بكل من عيسى السيودي – الشيخ كومارا – محمد رحيم – بدر كدارين – أمين فرحان – سفيان المودن – أنس سرغات – حمزة أيت علال – زهير المترجي – بابا توندي – بديع أووك، بقيادة محمد بنشريفة الذي ناب عن المدرب فوزي البنزرتي.. وهي تشكيلة من البدلاء تتأسس على شاكلة تزرع الألغام في كل المناطق وترفع الموانع في كل المساحات معتمدة على نظام دفاعي محض.. فالغرض من مهمة اليوم أن يحافظ "الفرسان الحمر" على مركز الصدارة رغم أنهم ضمنوا التأهل للدور القادم قبل خوض هذه المباراة، وأيضا أن يحافظوا على أفضليتهم الدفاعية كفريق لم يتلق إلى غاية الجولة الرابعة أي هدف في منافسات دور الجموعات. ورغم قلة تجربة العديد من لاعبي الوداد خصوصا على صعيد المنافسات القارية، إلا أنهم قرروا خوض المباراة باستماتة كبيرة وبإصرار عارم على انتزاع نقطة واحدة على الأقل، فأغلقوا كل المنافد والممرات في وقت ظل فيه كايزر شيفس يبحث عن إحداث ثغرات في دفاع الوداديين دون جدوى. ولأن الوداد اهتم أكثر بالجانب الدفاعي، لم يتمكن لاعبوه من تقديم أداء قوي على مستوى الإرتداد وبناء الهجمات المضادة ونقل الخطورة لمنطقة الخصم، خصوصا في ظل النقص الكبير الذي يعانيه لاعبوه على مستوى الخبرة والتجربة، ولم نشاهد خلال الشوط الأول سوى تهديدين إثنين خطيرين، الأول في الدقيقة 35 بعد تمريرة رائعة لبديع أووك باتجاه زهير المترجي داخل منطقة العمليات، لم يتعامل معها هذا الأخير بما يكفي من الذكاء والدقة والتركيز.. والتهديد الثاني كان في الدقيقة 44 عندما سدد سفيان المودن ضربة خطإ مباشرة وارتطمت الكرة بأعلى القائم الأيسر للحارس الجنوب إفريقي وتحولت خارج المرمى. ويجب الإعتراف أن الدقيقة 40 التي عرفت تحولا مفاجئا في أحداث المباراة، رفعت الكثير من الضغوطات على لاعبي الوداد، فتحرروا من ثقل كبير.. ذلك أن حارس مرمى كايزر شيفس دانييل أكبيي اقترف خطأ فادحا دفع ثمنه غاليا جدا، حيث التقط الكرة بيديه خارج منطقة العمليات وتلقى البطاقة الحمراء على الفور ليتسبب في كارثة لفريقه الذي اضطر لإتمام المباراة بأقلية عددية. وخلال الشوط الثاني بدا كايزر شيفس أكثر إصرار على التهديف، واندفع هجوما أكثر بحثا عن التهديف، فهو في حاجة ماسة لتحقيق الفوز إن هو أراد التأهل للدور المقبل، ومن حسن حظه تمكن سريعا من تسجيل هدف السبق بضربة رأسية في الدقيقة 48 عبر لاعبه برنار باركر في غفلة من دفاع الوداد. ورغم أن كايزر شيفس لعب الشوط الثاني بـ10 لاعبين فقط، لم يستطع لاعبو الوداد المجازفة هجوما أكثر بحثا عن تعديل النتيجة، واكتفوا بنفس نهج الشوط الأول وهو الدفاع مع ترصد الفرص المتاحة عبر المضادات والتمرير العميق، وأتيحت أفضل فرصة للوداديين في الدقيقة 77 عندما سدد حمزة أيت علال كرته بضربة رأسية لكن بشكل أرعن ومن دون عنوان، والسبب طبعا النقص الكبير في التجربة. ومن غريب الصدف أن كايزر شيفس خسر لاعبا آخر في الدقيقة 89 بعد طرد لاعبه سمير رونكوفيتش إثر حصوله على إنذارين، ليكمل الفريق الجنوب إفريقي المباراة بـ9 لاعبين فقط، لكن لاعبي الوداد لم يستطيعوا استغلال الأنفاس الأخيرة من زمن المباراة لتعديل الكفة، ليخرجوا بخسارة صغيرة بهدف دون رد وهي أول خسارة للوداد في منافسات دور المجموعات.