إنه السؤال الذي تتناقله جماهير الوداد البيضاوي بحزن ولوعة، بعد أن خسر الفريق مباراة طنجة وقد كان متقدما بنهاية الشوط الأول بهدفين نظيفين..
فكيف تنازل الوداد على فوز كان في قبضة اليد؟
ومن يا ترى جنى على الفريق الأحمر فأوقعه في الهزيمة الثانية له بعد الهزيمة الأولى بآسفي؟
لهذا التحول الدراماتيكي أكثر من سبب..

• الإيقاع الوهمي
أول هذه الأسباب أن لاعبي الوداد البيضاوي بعد توقيعهم للهدف الثاني بواسطة مسوفا، ظنوا أن المباراة حسمت نتيجتها ولا حاجة للبحث عن زيادة الغلة وتعميق الفارق، فمالوا إلى تخفيض الإيقاع ومحاولة جر لاعبي اتحاد طنجة لمصيدة الإيقاع البطيء، وهو ما فطن إليه ادريس لمرابط مدرب اتحاد طنجة فغير ثلاثة لاعبين، ما أحدث نهضة فنية داخل فارس البوغاز، فكان أن لدغ الوداد من نفس الجحر ثلاث مرات.

• الكوتشينغ السيء للبنزرتي
في وقت كانت تغييرات لمرابط مفيدة لاتحاد طنجة، إذ جعلت الأداء أكثر حيوية خاصة في الشق الهجومي، أحدثت التغييرات التي قام بها البنزرتي بإخراج كل من الحسوني وأوناجم، برغم أن الأخير لم يكن أداؤه مقنعا، ارتباكا في الأداء الجماعي الذي تراجع بشكل مهول، ما جعل الفريق الطنجي هو صاحب اليد العليا في الشوط الثاني.
وإلى جانب أن التغييرات لم تكن مجدية، فإن الكوتشينغ من قبل فوزي البنزرتي كان هو الآخر غير موفق.

أبو الفتح سبب الجرح؟
كان الشاب أبو الفتح في طريقه إلى إخراج مباراة من الطراز الجميل الذي تعودنا عليه، إلى أن انتصف الشوط الثاني، ليرتكب خطأين مباشرين، منهما حصل اتحاد طنجة على ضربتي جزاء ومنهما سجل اتحاد طنجة الهدفين الأول والثاني.
وأن يلعب أبو الفتح الذي غاب عن مباراة للإصابة وعلى فخده ضمادة، فهذا دليل على أن علاجه لم يكتمل، ذلك أن الخطأين المرتكبين كانا من ردة فعل متأخرة سببها متاعب عضلية.
وما فرض ترسيم أبو الفتح إلى جانب داري في متوسط دفاع الوداد البيضاوي، هو إصابة الشيخ كومارا بفيروس كورونا.
بالطبع لا نلوم ولا ننال من كفاءة أبو الفتح الذي استحق مكانته في دفاع الوداد، بل وانتزع الرسمية من القيدوم الشيخ كومارا، ولكننا نعتبر أن ما ارتكبه أبو الفتح على غرار كل زملائه الآخرين من أخطاء يدق الكثير من أجراس الخطر، أمام وداد يستعد لربع نهائي عصبة الأبطال الإفريقية.