اشتعلت المنافسة مجددا بين قطبي الكرة المغربية، الرجاء والوداد ، بعد  إنقضاء النصف الأول من البطولة، في الوقت الذي يتصدر الفريق الأحمر حاليا، برصيد 31 نقطة،ويأتي خلفه مباشرة غريمه التقليدي ب29 نقطة، في إنتظار ماستسفر عنه نتائج المرحلة المقبلة.

شخصية البطل                                

الدورات المقبلة من البطولة الوطنية ، ستكون حارقة بالنسبة للفريقين البيضاويين، إذ بات كل طرف يترقب خطوة خاطئة من الطرف الأخر، من أجل توسيع الفارق وخطو خطوات أكثر تجاه درع البطولة، سيما أن الغريمان التقليديان، أظهرا بما لا يدع مجالا للشك، أنهما الأكثر  قربا من التتويج بالنظر لقوة الشخصية وترسانة اللاعبين اللذان يتوفران عليها، بينها أسماء دولية بالمنتخبين المحلي والأول، تعد أبرز ما تتوفر عليه الساحة الوطنية من نجوم،  في ظل تذبذب المستوى الذي طبع ظهور بقية الأندية المطاردة، التي عانت من ارتفاع وانخفاض في أدائها من  دورة لأخرى، كحسنية أكادير والجيش الملكي ونهضة بركان، التي لم تجد بعد نسقا ثابتا لما تقدمه على أرضية الميدان، ويختلف مردودها باختلاف المواجهات.

ورغم عدم تمكن الوداد أو الرجاء من تحقيق نتيجة الفوز في بعض مبارياتها خلال هذا الموسم بالبطولة الوطنية، إلا أنهما لم يبدوا بمظهر الفريق المتواضع، كما ظهرت أندية المطاردة في بعض المواجهات الأخيرة، ما يعطي الانطباع بأن الوداد والرجاء الأكثر حظا وقدرة على انتزاع لقب في ثاني موسم بدون جمهور بسبب الظروف التي فرضها فيروس كورونا.

قواسم مشتركة 

الفريقان البيضاويان، يتقاسمان الكثير من الأشياء، بغض النظر عن شخصية البطل التي يتمتعان بها، والترسانة البشرية الجيدة التي تضمها صفوفهما، فالفريقان اللذان يمثلان الكرة المغربية في المنافستين القاريتين، قدما لحد الآن صورة قوية في عصبة الأبطال وكأس الكونفيدرالية الافريقية بتصدرهما لمجموعتيهما عن جدارة واستحقاق، واستحقا اعتمادا على الأرقام والمعطيات لقب أفضل ناديين على الإطلاق في المسابقتين الإفريقيتين.

ففي دور مجموعات الأبطال، تأهل فريق الوداد الرياضي، لربع النهائي على رأس المجموعة الثالثة، محققا أربعة انتصارات وتعادل وهزيمة واحدة، حيث أنهى هذا الدور بـ13 نقطة، محققا رقما مميزا في هذا الدور، كأحسن خط دفاع، حيث لم تتلق شباكه سوى هدفا وحيدا في ست مباريات، تلقاه في مباراة الجولة الخامسة أمام كايزر شيفس الجنوب أفريقي، وهي المواجهة التي خاضها الفريق الأحمر بالبدلاء.

أمام الرجاء الرياضي، فأرقامه في دور مجموعات "كاف" أثارت إعجاب الموقع الرسمي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد سلسة النتائج الجيدة التي بصم عليها "بطل المغرب" ، معادلا رقما قياسيا سابقا، بعد أن حقق العلامة الكاملة في خمس مباريات ماضية من منافسات المجموعة الرابعة، حيث تمكن الفريق الأخضر من التربع على رأس المجموعة برصيد 18 نقطة من ستة انتصارات متتالية .

وفي ميزة أخرى يشتركان فيها، خاض الغريمان ، مباراة في دور المجموعات بالمسابقتين القاريتين بفريق متكون من البدلاء والشباب، بعدما ضمنا تأهلهما مبكرا وفضلا إراحة ركائز الفريق، تحسبا للاستحقاق المحلية والقارية المقبلة.

ويتشابه الفريقان أيضا في دخولهما في ازمات مع بعض اللاعبين، كما حدث مع بنحليب أخيرا، وإلزامه بدفع غرامة مالية (15 مليون سنتيم) بعد رفضه مراقة "فريق البدلاء" في مباراة  نامونغو التانزاني، في الوقت الذي حاول الوداد احتواء أزمة لاعبه سفيان المودن التي تفجرت في مباراة اتحاد طنجة، خلال تبديله في اللحظات الأخيرة من المباراة، وخلعه القميص، إذ سعت إدارة الوداد لاحتواء القضية سريعا حتى لا تؤثر على طموحاته في الانقضاض على لقب اللقب.

لا تنازل عن اللقب

لم يخف فوزي البنزرتي ومعه مواطنه لسعد الشابي، رغبتهما  في حسم لقب البطولة، تكريسا للسيطرة التي فرضها قطبي البيضاء على المنافسة طيلة العقد الحالي، والتي تكرست في السنوات الأخيرة، حيث يتبادلان الأدوار بين البطل والوصيف من موسم لأخر، إذ انهى الرجاء الموسم الماضي متوجا بالدرع متبوعا بالوداد، في حين كان الوداد هو صاحب قصب السبق في الموسم ماقبل الماضي بينما اكتفى غريمه بالمركز الثاني، ومن المرجح جدا ألا يختلف الموسم الحالي عن سابقيه.

وقال البنزرتي إنه يضع امامه التتويج بلقبي البطولة الوطنية وعصبة الأبطال كهدف أساسي للوداد الرياضي، رغم صعوبة المهمة في وجود منافسة شرسة قاريا ومحليا، وهو ما سار عليه مواطنه لسعد جردة، الذي أكد في أول تصريح له بعد تعييه مدربا للرجاء، بأنه يأمل بالتتويج بكافة المسابقات التي يشارك فيها على رأسها البطولة الوطنية، ولم يخف الشابي لهفته لمباراة الديربي لأنها ستكون الصدام، الذي قد يظهر ملامح البطل قبل الأوان.