لم يكن يتوقع أكثر المتشائمين من جمهور المغرب الفاسي أن يعيش فريقه هذا السيناريو المؤلم والذي يأمل محبو الماص أن لا يتطور نحو الأسوأ.
صحيح أن المغرب الفاسي هو الضيف على البطولة الإحترافية الأولى، إلا أن البداية الجيدة للفريق منحت جمهور الماص شعورا بأن احتلال مركز آمن في وسط الترتيب لن يكون صعبا، لكن قرارات واختيارات وتطورات عديدة حدثت خلال هذا الموسم الإستثنائي جعلت الفريق يترنح في أسفل الترتيب ويفقد بوصلة الطريق نحو النتائج الإيجابية، فما هي أسباب هذا التراجع؟

• الاختيارات الخاطئة
عاش المغرب الفاسي خلال هذا الموسم سلسلة من الإختيارات الخاطئة الخاصة بالمدربين أو انتدابات اللاعبين، فالخطأ الأول كان هو التخلي عن المدرب عبد اللطيف جريندو رغم تحقيقه لنتائج توافق الهدف الذي وضعه مسؤولو الفريق بداية الموسم، وثاني الأخطاء كان التعاقد مع المدرب الأرجنتيني غاموندي الذي باع الوهم للمسؤولين قبل أن يعلن بعد ذلك المغادرة، بأن المغرب الفاسي لا يتوفر على لاعبين جيدين، وثالث الأخطاء هو عدم وضع الثقة بالمدرب المساعد عزيز السليماني الذي حقق 6 نقاط خلال أربع مواجهات، أما رابع الأخطاء فهو عدم التعاقد مع إطار مغربي والتوجه نحو التجربة التونسية بشخص المدرب فتحي الجبال الذي لا يتوفر على تجربة تدريبية في الدوريات المغاربية باستثناء فترة قصيرة قضاها رفقة النادي الصفاقصي التونسي.
الإختيارات الخاطئة كانت أيضا في الإنتدابات الشتوية من خلال التعاقد مع لاعب بمبلغ يقارب نصف مليار سنتيم وهو أيوب لكحل الذي لم يقدم خلال 11 لقاء ما يشفع له بنيل هذا المبلغ، كذلك شراء عقد المدافع أيوب البوزيدي من الإتحاد البيضاوي بمبلغ كبير رغم أن الفريق يتوفر على ثلاثة لاعبين في مركزه.

• غياب الانضباط
عاش المغرب الفاسي خلال الموسم الحالي حالة من الفوضى داخل مستودع الملابس  من خلال وجود عدة انقسامات بين اللاعبين، كان أحد أسبابها غياب لجنة الإنضباط وعدم معاقبة عدد من اللاعبين، منهم من تخلف عن التداريب دون سبب كأيوب لكحل وأيضا منهم من تلقى بطاقة حمراء مجانية كإديوال أليمي أمام يوسفية برشيد ذهابا ويوسف أكردوم أمام الدفاع الجديدي إيابا.
الخلل داخل مستودع الملابس إعترف به رئيس الفريق إسماعيل الجامعي، الذي برر اختياره للمدرب التونسي بأنه يملك القدرة على التحكم في مستودع الملابس وإنهاء حالة الفوضى.

• هل كان جبال الإختيار الأفضل؟
قد يرى البعض أنه من المبكر الحكم على التجربة التونسية، لكن البدايات دائما ما تكون مؤشرا مهما يمكن من خلاله الحكم على المدرب فتحي جبال الذي حصد نقطة واحدة من أربع مواجهات وعاش رفقته الفريق 3 هزائم متتالية وهو ما لم يحدث منذ موسم السقوط 2016.2015.
جبال الذي ساهم بخطته في قسط كبير من الهزيمة خلال المواجهات الثلاث الأخيرة من خلال تبديل مراكز اللاعبين، يبدو عاجزا عن فهم تركيبة الفريق البشرية وهو ما كان واضحا في تصريحاته التي أكد خلالها أنه يكتشف الفريق لأول مرة وأن ما شاهده قبل التعاقد مع المغرب الفاسي يختلف عن أرض الواقع. 
تسارع الدورات ومطالبة المدرب التونسي فتحي جبال بمنحه وقتا أكثر للحكم على عمله يأمل جمهور الماص أن لا يدفع الفريق ثمنه غاليا.

• تغيير الجهاز المساعد
عرف الجهاز التدريبي المساعد للمدرب فتحي جبال تغييرا بعد مواجهة الفريق لأولمبيك آسفي، وذلك بالإستغناء عن المعد البدني عزيز الكحلاوي ومدرب الحراس عبد الرفيع كاسي وضم ثلاثة مدربين من الجنسية التونسية وهم مساعد ثان ومعد بدني إضافة إلى مدرب للحراس. 
هذه التغييرات كانت أحد شروط المدرب التونسي فتحي جبال قبل توليه مهمة تدريب الفريق، إلا أن رئيس الفريق فضل الإنتظار قليلا قبل أن يطالب المدرب بتفعيل شرط التعاقد الذي ينص على استقدام 5 مساعدين من الجنسية التونسية.

• فترة توقف من ذهب
لحسن حظ المغرب الفاسي أن سلسلة النتائج السلبية التي حققها الفريق جاءت قبل فترة التوقف التي قد تكون الأخيرة قبل العد التنازلي لنهاية البطولة.
فترة توقف لمدة أسبوعين ستكون فترة مناسبة للجهاز التدريبي لمعرفة إمكانيات اللاعبين ووضع اللاعب المناسب في المكان المناسب بعد أن قام بتجربة عدد من اللاعبين في آماكن لم يسبق لهم أن خاضوا بها المقابلات سابقا.
جبال الذي كان واضحا وصريحا في حديثه بأنه ما زال في طور اكتشاف اللاعبين، سيكون الآن مطالبا بتحقيق النتائج في ظل الفترة التي منحت له للإستعداد للمواجهات القادمة.
لاعبو المغرب الفاسي إستفادوا من يومي راحة قبل استئناف التدريبات أول أمس الثلاثاء على أن يخوض  الفريق مقابلة ودية بمدينة فاس الأحد القادم.

• 12 نقطة للبقاء
تبدو خريطة تحقيق البقاء واضحة وهي حصد 12 نقطة من اللقاءات التسعة المتبقية بشرط الإنتصار على منافسين مباشرين سيواجههما بمدينة فاس ويتعلق الأمر بفريقي سريع وادي زم ونهضة الزمامرة.
هذا العدد من النقاط يبدو في المتناول إذا ما كان هناك استعدادا جيدا مقرون برغبة لدى اللاعبين بالدفاع عن سمعة الفريق إضافة إلى نجاح الجهاز التدريبي في اختيار التشكيلة المناسبة. 
المغرب الفاسي عليه أن يتجنب قبل التفكير في مواجهة خصومه المباشرين على تفادي الهبوط، الهزيمة في المواجهتين القادمتين خارج الميدان أمام حسنية أكادير والمغرب التطواني وأن يحصد أكبر عدد من النقاط قبل لقاء الدورة 24 أمام سريع وادي زم.

• ملفات مالية تقلق الرئيس
في الوقت الذي يحرص فيه على تدبير ملفات مالية كثيرة منها مستحقات اللاعبين الحاليين والمدربين الذين تم التخلي عنهم (عبد اللطيف جريندو وعزيز السليماني)، ينتظر رئيس المغرب الفاسي إسماعيل الجامعي قرار الفيفا الخاص بثلاثة ملفات تنظر أمام لجنة النزاعات وتهم لاعبين سابقين للمغرب الفاسي هما أليكسيس يوكودا وكريم ماغونغو اللذين جاورا الماص موسم 2018.2017، وكذلك ملف اللاعب الحالي أديوال أليمي الذي يطالب فريقه "الملعب التونسي" بمبلغ شرائه المقدر ب100 مليون سنتيم. 
الملفات الثلاثة التي تم تقديم الاستئناف عليها من المغرب الفاسي، ستصدر قراراتها النهائية في أجل لن يتعدى 27 يونيو الحالي.