بتحقيقه لفوزين متتاليين، أرسل الدفاع الحسني الجديدي إشارات قوية على مدى جاهزيته للعب أدوار بارزة وطلائعية في البطولة الإحترافية الأولي الحالية، ومن تمة بدد فارس دكالة مخاوف أنصاره الذين لا يريدون تكرار سيناريو الموسم الماضي الذي نجا خلاله فريقهم من النزول بأعجوبة. 
إشارات الإطمئنان التي أرسلها الدفاع، بدت واضحة بعد تعاقد المسؤولين في الميركاطو الصيفي الأخير مع لاعبين متمرسين خبروا تضاريس البطولة، أبرزهم الزئبقي المخضرم زكرياء حذراف الذي شده الحنين لفريقه الأم الذي عاد ليجدد الوصال مع "المهيبيلة" بعد طول فراق امتد لنصف عقد من الزمن خاض خلالها ثلاث تجارب كروية ناجحة. 
واعتبر كثيرون قرار المكتب المسير للدفاع استعادة حذراف ضربة معلم، لأن الفريق افتقد في السنوات الأخيرة لقائد ناجح ينوب مناب المدرب على رقعة الملعب وخارجها، وهو الدور الذي غاب عن الفريق الدكالي منذ اعتزال المايسترو طيب الذكر رضا الرياحي، ولأنه بلغ درجة عالية من النضج الكروي فقد منح المدرب عبد الحق بن شيخة العميد زكرياء حذراف صلاحيات موسعة لتيسير عمله ومساعدته على خلق الانسجام والتناغم المطلوبين بين اللاعبين الجدد والقدامى، ومن تمة أضحى له تأثير إيجابي داخل الجوقة الدكالية، حيث يتقمص دور القائد الملهم الذي يحفز ويزرع الحماس في نفوس زملائه داخل الفريق. 
ويدين الجديديون بهاته الانطلاقة الرائعة لفريقهم لنجمهم المدلل الذي كانت مساهمته بارزة في الفوزين الأخيرين اللذين حققهما الدفاع في البطولة بتوقيع لهدف في مرمى الحسنية، كما صنع "أسيست" في مناسبتين سجل منهما مسعود جمعة شوكا وشعيب المفتول هدفين في الجولتين الماضيتين، مما يؤكد أن حذراف أو "الشارجور" كما يحلو له تسميته، شحن كل بطارياته وجاهز لقيادة فارس دكالة نحو بلوغ منصة التتويج لثاني مرة في تاريخه بعدما ساهم في تحقيق أول لقب للدفاع في منافسات كأس العرش سنة 2013 تحت قيادة المدرب الحالي عبد الحق بن شيخة.