لم ينجح المدرب البلجيكي مارك فيلموت في ثاني إختبار له مع الرجاء البيضاوي، وذلك بعد الهزيمة التي تلقاها أمام مضيفه أولمبيك آسفي خلال المباراة التي جمعتهما يوم الثلاثاء الماضي على أرضية ملعب المسيرة. 
وبالرغم من المجهود الذي قام به من خلال متابعته للمباراة الأخيرة للقرش المسفيوي أمام الجيش والإستنتاجات التي خرج بها من مباراته الأولى التي انتصر فيها على شباب المحمدية، فالنهج التكتيكي الذي دخل به المباراة لم يساعده لتفادي الهزيمة والعودة بنتيجة إيجابية للحفاظ على فارق الخمس نقاط التي كانت تفصله عن المتصدر الوداد البيضاوي.
وزاد من متاعب فيلموت الإصابة التي تعرض لها كل من حميد أحداد ومحمود بنحليب، وذلك في ظل محدودية التركيبة البشرية التي يتوفر عليها الفريق الأخضر وغياب بدائل في نفس الحجم، ليخسر النسور نقاط المواجهة الثلاث ويمنحوا الفرصة للوداد المتصدر لتوسيع فارق النقاط إلى 8 بعد مرور فقط 12 دورة من عمر البطولة الإحترافية. 
فالجمهور الرجاوي كان ينتظر تغييرات داخل الفريق بعد الإنتقادات التي كانت توجه للمدرب التونسي لسعد الشابي، واستغلال تغيير المدرب لتحقيق نتائج أحسن وتقديم مستوى أفضل من مما كان يقدمه الفريق في المرحلة السابقة مع المدرب التونسي، غير أن الفريق عاد لحصد هزيمته الثانية هذا الموسم، بعدما عجز المدرب البلجيكي عن إيجاد نهج تكتيكي لمساعدة النسور على العودة في المباراة. 
ويبقى أكبر تحد ينتظر المكتب المسير للرجاء برئاسة أنيس محفوظ، تعزيز التركيبة البشرية للفريق بلاعبين قادرين على منح الإضافات المطلوبة للمجموعة وتحمل ضغط المباريات خصوصا وأن الإنتدابات التي قام بها الرئيس السابق رشيد الأندلسي لقيت انتقادات كبيرة من طرف الجماهير في ظل فشلها في تقديم المستوى الذي يخول لها حمل قميص الفريق، باستثناء اللاعب محمد نهيري الذي نجح في كسب رسميته، والذي يعتبر انتدابه صفقة رابحة في ظل تجاربه الكبيرة مع الأندية التي جاورها.
فيلموت يسعى لاستغلال توقف البطولة لفسح المجال أمام المنتخب الرديف للمشاركة في كأس العرب للدخول في معسكر إعدادي مغلق لإعداد النسور للإستحقاقات التي تنتظرهم، وللتعرف أكثر على مستويات لاعبيه وتحديد الخصاص الذي يعاني منه الفريق، والمراكز التي تحتاج للدعم والتقوية خلال فترة الإنتقالات الشتوية بأسماء وازنة من أجل إعادة التوازن لصفوف الفريق.
الجماهير الرجاوية لا تحمل المدرب البلجيكي مسؤولية هذه الهزيمة، وتوجه أصابع الإتهام للرئيس السابق رشيد الأندلسي بعد الإنتدابات التي قام بها لتعويض الأسماء الوازنة التي غادرت الفريق، وأنعشت خزينته بمبالغ مالية كبيرة تجاوزت ست ملايين دولار، وتعاتبه على عدم تخصيصه لجزء منها للتعاقد مع أسماء من قيمة الرجاء البيضاوي.