• لا للإستهانة حتى لا نصاب بالإهانة 
• هل ستقل الهموم بعودة ربابنة الوسط والهجوم؟

الثانية للمنتخب الوطني المغربي  ننتظرها جميعا أن تكون ثابتة، لفك قيود انتظار الوصلة المؤهلة غدا الجمعة أمام جزر القمر، صحيح أن الفوز كان عسيرا أمام غانا، ولكنه سيكون أفضل أمام هذه الأسماك القادمة لأول مرة من أجل إحراج الكبار. ولكن طعم وحيد الجديد ينتظر فيه عودة الرهانات والغيابات لتمتيع الفريق الوطني بتكامله وروحه الجامحة.  
• الفوز كان ضروريا
من البديهي أن الفوز على غانا كان ضروريا، مهما كانت الإكراهات والاختيارات والأداء، بمعزل عن الغيابات التي أثرت على وضعية الخط الهجومي ووسط الميدان، وشكل ذلك امتعاضا على مستوى وضعية بناء الكرة في العمق كإشكال ظل قائما طيلة المباراة ورافقه شح الفرص. صحيح أن للفوز دلالته الروحية والمعنوية في تكريس مبدإ الاقتراب من التأهل إلى الدور الثاني، ولكن لابد وأن تكون لهذه المباراة دروس وعبر على كل المستويات التي فاجأ بها وحيد الجمهور المغربي، بإشراك سامي مايي في الوسط القشاش ولو أنه غير موضعه الإستراتيجي، فضلا عن إشراك اوناحي من البداية الى النهاية، وهما وجهان لمعادلتين متناقضتين في أول حضور بمحفل قاري، يفترض أن يكون فيه حس الشراسة الوسطية حاضرا، ولكن لوحيد قراراته الغريبة في هذا الشأن، لأنه هو من فرض على الوسط أن يكون بتنافسية حاضرة بين هذين الوجهين. وعلى كل حال  فاز الأسود بمعنويات المجموعة، ولم يفز بالفرديات رغم أن هناك اسقاطات فردية لبعض اللاعبين حضرت نسبيا. 
• 3 نقط أخرى في الانتظار 
في التحليل الثاني الخاص بمباراة الأسود أمام جزر القمر، تبدو المهمة أقل صعوبة من غانا، لأن جزر القمر خسر طبعا أمام الغابون بالسذاجة، وكاد ينهي المباراة بمفاجأة التعادل، لكنه لم يكن خصما سهلا، بل أزعج الغابون خلال الشوط الثاني وأضاع فرصا في المتناول مثلما كاد يخسر بأكثر من هدف، لأن دفاعاته كانت مشرعة ومفتوحة، إلا أن ما يفاجئنا طبعا هو الوجه القتالي والبدني الذي أظهره جزر القمر في كل مفاصل اللعب، دون أن يستقيل نهائيا من المباراة، ولكنه افتقد للخبرة الموصلة الى النضج في التعامل مع الفرص المتاحة ولو أن بداياته الأولى في تاريخ مشاركاته أظهرت نسبيا ذلك المفاعل الروحي لمقاومة أعتد المنتخبات التي سيواجهها ومنها المغرب وغانا بعد الغابون طبعا.
صحيح أن جزر القمر، لن يخسر شيئا لأنه يؤمن بقدراته وآماله المتبقية ولو بالتعادل أو الفوز على المغرب لرفع سقف المفاجأة، ولكن الفوز على المغرب أو التعادل سيكون معجزة لكون الأسود تدرك أن التأهل بل وتأمين الصدارة يمران من هذه المباراة المصيرية مهما قيل عنها بأنها سهلة العبور.
• لا للتساهل ولا للإستهانة
أمر بديهي أن نحذر الاسود من مغبة السقوط في محظور منتخب يدشن أول مراحل بداياته القارية بكأس افريقيا. والحذر واجب لأن محطة عبور الأسود في المجموعة تمر من تجاوز جزر القمر نهائيا دون انتظار المباراة الأخيرة أمام الغابون، وطبيعة هذه المباراة تلزم المدرب والفريق الوطني كليا بوضع خريطة الفوز بشكل مغاير لما كان عليه الأمر أمام غانا، إن على مستوى تقييد الوسط بالفعالية والنجاعة مناصفة مع عودة الخط الهجومي إن حسم أمر الإصابات بكورونا لدى الكعبي وشفاء ريان مايي أيضا واكتمال جاهزية يوسف النصيري، لذلك نحن أمام خيار تحقيق الفوز أيا كانت الظروف التي ستلعب فيها المباراة في نفس التوقيت لما بعد العصر. 
• هل ستعود القيادات؟
هذا هو مربط فرس الثقة التي نتمناها جميعا بإعادة ربابنة الوسط والهجوم، لتجويد الاداء عامة والوقوف على الركائز المفترض أن تؤمن أركان الوسط والهجوم لعدم السقوط في الخوف والتفاصيل السيئة لا التفاصيل الجزئية، لأن المجازفة بسامي مايي في الوسط سيضعنا جميعا أمام نبضات قلب مرتفعة لأنه ليس اختصاصه، بل مفروض عليه في الإختيار، وهو مظلوم في ذلك، أيضا يعتبر الزج بأوناحي من البداية أكبر المفاجآت، وإن كانت الحصيلة والخاتمة إيجابية بعض الشيء، ولكنها تحمل على مجازفات خطيرة عندما يخطئ أوناحي التمرير•
ومع ذلك، كان من المفروض على وحيد أن يغامر باختياراته وقد رح الرهان وفاز وهو حق مشروع له، ولكن القادم سيكون أقوى ولو أن الفوارق متسعة بين غانا وجزر القمر، ولذلك ننتظر أن تعود قيادات الوسط كشاعر وأمرابط لمنح الأمان، وعودة خط الهجوم الى هيأته المثالية، هذا إذا شفي الكعبي من كورونا حسب مدة النقاهة، وتعافى ريان من وخز الإصابة، وقتها يمكن أن نستريح معنويا في ظل جاهزية العيارات بالكامل أو عودتها تدريجيا.
• أسماك بسم الأشواك
وهذه هي الدلالة التي يرسمها منتخب جزر القمر على أنه يحمل أشواكا بطعم السم كلقب، وبدا كما قلت ذلك أمام الغابون دون أن يخسر بحصة ثقيلة ، بل بحصة صغيرة كادت تحسم بالتعادل، وهذه الخسارة الجانبية منحته قيمة عالية لدى كل المحللين والمتعاطفين، لكن هناك ما يؤسس لهذه المقاومة وهي أن المدرب أمير عبدو يمهد لمباراة عسيرة أمام المغرب ودون أي مركب نقص، لانه ما أتى إلا لكي يخلق المفاجأة أمالم أي كان، وبقاؤه حتى الآن في خط مباراتي المغرب وغانا يؤشر على أن الختام أو الوداع لا يمكن أن يكون على وقع انهزامي، بل المقاومة والسعي على الأقل لنقطة تؤرخ لهذا الحضور الأول من نوعه في الكان، ونزاله أمام المغرب سيكون على لهذه الغاية، لأن ما فعله أمام المغرب في عهد رونار بجزر القمر عندما آلت المباراة الى التعادل بهدفين لمثلهما، يعيد صورة الماضي القريب على أن النزال دائما ما كان شرسا، وصعبا على الأسود، فقد نالوا الفوز بشق الأنفس بهدف فيصل فجر في الوقت بدل الضائع بالمغرب عام 2018.
• إستراتيجية دفاعية مع المضاد 
وينتظر من جزر القمر أن يبني خط دفاعه بنفس الأنموذج وحتى التوظيف البشري الذي لعب به أمام الغابون، ببنجلود يمينا وسعيد باكاري يسارا، وقاسم نداهوما ويون زاهاري في متوسط الدفاع، على أن يبني وسطه برباعي عياد محمد ورافدين عبدالله وقاسم عبدالله وصانع الالعاب يوسف مشانغاما، مع التناغم الهجومي لمحمد يوسف والفاردو بن، فضلا عن امكانية حضور فايز سليماني الهداف الكبير. ولذلك، نحن أمام قراءات أخرى لتحضير جزر القمر لمقارعة أسود الاطلس على المضاد والإحراج وقت الضرورة.
• البرنامج
نهائيات كأس أمم إفريقيا ـ الكامرون 2022
الجولة 2
بملعب أحمدو أهيدجو: المغرب ـ جزر القمر