أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الخميس انفصالها "بالتراضي" عن مدرب "أسود الأطلس" البوسني-الفرنسي وحيد خليلودزيتش، وذلك قبل قرابة ثلاثة أشهر من انطلاق مونديال قطر 2022. وقالت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في بيان إن هذا القرار جاء "بالنظر للاختلافات وتباين الرؤى (...) حول الطريقة المثلى لتهيئ المنتخب الوطني لكرة القدم لنهائيات" المونديال. ولم يشر البيان إلى هوية المدرب الذي سيخلف خليلودزيتش، مؤكدا أن الجامعة "ستوفر جميع الوسائل والامكانيات للتهيئ الجيد للمنتخب الوطني في أفق مشاركته في نهائيات كأس العالم". وأعرب عن "الشكر الجزيل لما قدمه المدرب السيد وحيد خليلودزيتش خلال الفترة التي اشرف فيها على قيادة المنتخب الوطني في مقدمتها التأهل الى نهائيات كأس العالم قطر 2022 بمنتخب شاب واعد مليء بطموحات مستقبلية كبيرة". ونجح المدرب البالغ 69 عاما في قيادة منتخب المغرب للتأهل إلى مونديال قطر 2022، حيث يواجه كلا من بلجيكا وكرواتيا وكندا، غير أنه دخل في خلاف مع الاتحاد المغربي بسبب رفضه استدعاء جناح نادي تشلسي الانكليزي حكيم زياش لأسباب انضباطية. وتضاربت التصريحات بين رئيس الحامعة المغربية لكرة القدم فوزي لقجع وخليلودزيتش حول الموضوع، فكلما خرج الأول للتأكيد على عودة نجم تشلسي يرد البوسني متشبثا بقرار الاستبعاد. وظل رحيله موضوع شائعات متواترة في وسائل الإعلام المحلية خلال الأشهر الأخيرة، مع الإشارة إلى احتمال تعويضه بالمدرب السابق لنادي الوداد البيضاوي وليد الركراكي. كما تعرض خليلودزيتش الذي بدأ مشواره مع المغرب صيف 2019، لانتقادات من طرف وسائل إعلام محلية بسبب خياراته الطكتيكية وتشكيلة المنتخب، خصوصا بعد فشله في الذهاب بعيدا في كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في الكاميرون أوائل العام الماضي، حيث انتهى مشوار المنتخب عند ربع النهائي على يد مصر (1-2 بعد التمديد). ولم تنحصر القرارات الاستبعادية للمدرب البوسني بزياش فقط، بل طالت الظهير الجديد لبايرن ميونيخ الألماني نصير مزراوي، لكن الأخير عاد الى المنتخب في أواخر أيار/ماي من أجل المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2023. وكان خليلودزيتش استبعد مزراوي وزياش في المباريات الأخيرة من الدور الثاني للتصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال قطر، وكذلك مباراتي الدور الحاسم ضد الكونغو الديموقراطية في نهاية آذار/مارس الماضي، لاسباب انضباطية. وقال البوسني في نيسان/أبريل الماضي ان استدعاء زياش ومزراوي "قصة وانتهت" بالنسبة اليه لأن "اللاعب الذي يرفض التدريب، يرفض اللعب، يدعي الإصابات، بالنسبة إلي قصة منتهية". وكان زياش (29 عاما) أعلن مطلع شباط/فبراير اعتزاله اللعب دوليا بعد خلاف مع خليلودزيتش الذي اتهمه بعدم الاحترام مما يهدد، على حد قوله، تماسك المجموعة، فيما رفض زياش المصالحة مع المدرب والعودة إلى المنتخب. ومن المرجح أن يفتح رحيل خليلودزيتش الباب أمام عودة زياش الى المنتخب الوطني. وسبق لخليلودزيتش أن اختبر نفس السيناريو مع منتخبي كوت ديڤوار واليابان اللذين قادهما الى موندياليي 2010 و2018 تواليا ، قبل أن تتم إقالته من منصبه قبل أيام معدودة على انطلاق النهائيات. ولم يتمكن البوسني من الاحتفاظ بمنصبه بعد التأهل الى المونديال سوى مرة واحدة حين قاد الجزائر في النهائيات عام 2014 وبلغ معها الدور ثمن النهائي في انجاز أول من نوعه لمنتخب "ثعالب الصحراء".