نواصل مواكبتنا الدقيقة للتداعيات والتفاعلات المتمخضة عن التحركات المشبوهة للجزائر لدى احتضانهم نسخة الشان، والذي استغلوه وسيلة لبلوغ الغاية، والغاية ليست هنا سوى "الكان" الذي يصيبهم بالهلوسات والوسواس القهري المزمن مثلما ستطالعون.
وكما عرضنا سابقا في تقرير خاص، عن الكولسة البئيسة للمحور الجزائري في محاولة فاشلة لاستمالة عديد الأطراف مثلما يتصورنها قد تكون حاسمة أو مؤثرة في ترجيح كفتهم المهزوزة لاحتضان هذا الكان، نقدم لكم في هذه الورقة حصريا ما يشبه «الكاو» الذي حملته قفازات باتريس موتسيبي في مشهد الختام، وهو ينفجر في ندوة صحفية حملت مقاطع سارع الإعلام الجزائري عبر آلة مخصوصة لتحريفه وتزوير معطياته كاملة، وتلك مواقف الضعفاء، لنتوصل بكامل الندوة وفيها وعبرها فحم موتسيبي الجار بقذائف من نار:

• كواليس باتريس والثعلب ليس أسدا؟
منذ حلوله بين ظهرانيهم حظي باتريس بمعاملة تجاوزت إمكانية استقبال رئيس اتحاد كروي قاري، باستحضار جوانب فولكلورية تارة تغازله وأخرى تقدم له هدايا مناطق انتقوها بعناية بإسم مرجعية الكرم، ولا نكاد نختلف معهم في هذا المسلك الذي يفيض بالشهامة، لكن خلف هذه المبادرات، شعر باتريس فيها أنه ضحية لعبة كواليس غايتها إظهاره في صورة الرئيس الخانع ولأطروحتهم، لا سيما وأن موتسيبي مثلما سيعترف في ندوة الختام بعد أن انفض "الشان" وقد سلم الكأس لأسد سينغالي بعد أن نالها أسد مغربي قبله، الذي تم تغييبه قسرا وقهرا وعمدا، مع فشل  الثعلب في أن يكون أسدا ولو كان ذلك في «وجاره» والوجار هو بيت الثعالب بين العرين للأسود.
موتسيبي إعترف في الندوة الصحفية أنه ما يزال يتعلم ويستفيد، بل قال: «المشاكل والنزاعات وتضارب المصالح يشبه دورة تكوينية أستفيد منها، لكن مع بعض الفواتير التي علي أن أستعيدها»، ويقصد موتسيبي فاتورة تصريحاته التي أثنى فيها على الجزائر بحسن نية تنظيما في الشان، فتم تحريفها وتزويرها بالتخصص على أنها تزكية لهم لاحتضان الكان.

• قذائف من نار تحرق الجار
ولأن مباراة النهائي مثل باقي مباريات الدورة لم تحظ بتغطية إعلامية مكثفة بعدما غادر من غادر من الوفود، وبقي فقط الإعلام السينغالي الذي يحترم نفسه وهو من تولى نقل مضامين الندوة المزورة، ثم الإعلام الجزائري الذي حاول خندقة موتسيبي في خندقه بأسئلة خارج عن سياق الإحترافية ونطاق دورة إسمها "الشان" وجميعها كانت تستهدف ما يلي: «معاقبة المغرب - إيقاف لقجع - شهادة تنظيم الكان»، وغايتهم تحريف هذه المحتوى لغاية في النفس الخبيثة.
ولأننا ننهل من المصدر وليس الترجمة المحرفة، فإطلاعنا على ندوة موتسيبي كان كافيا للإستدلال على أن الرجل فاض به الكيل وطفح ليغير عليهم في وجودهم فقال: «في موضوع عدم مشاركة المغرب أشعر أنني مطالب من الآن فصاعدا بحماية الجميع من حق المشاركة بعيدا عن خلط السياسة بالرياضة، هنا كان لهم قرار وصفوه بالسيادي بغلق مجالهم ولدى تنقلي للمغرب أخبرت صديقي لقجع بهذا، وكان لهه بدورهم قرارهم السيادي المتمثل في حقهم في التنقل بالكيفية التي يريدون ويكفلها لهم دفتر تحملات المسابقات».
وتابع باتريس: «المغرب قدم شكوى ضد مضامين حفل الإفتتاح وأنا بدوري داخل الكاف والفيفا تراقبنا من فوق تابعنا ما قام به حفيد مانديلا، والقضية معروضة على أنظار اللجان القضائية ولا أحد سيفلت من العقاب، وأكرر مرة أخرى لا ينبغي خلط الرياضة بالسياسة، شكوى المغرب كانت واضحة، إضافة لما صدر عن بعض الجماهير من تجاوزات والبث سيكون قريبا».
إلى هنا يكون موتسيبي قد أقر بالتقصير وتأنيب الضمير، مثلما حمل لهم بشارات ما ينتظرهم من الفيفا واللجان المختصة التي ستتولى البث في الملف.

• الختام ليس مسكا
بين حفلة الإفتتاح وما رافقها من استعراض ونشوة من صميم الوهم مثلما تصوروها بانتداب مناضل وهمي يجر خلفه تاريخا أسود من الإفتراءات، إضافة للمسلكيات المشينة التي هي اليوم موضع دراسة وتمحيص داخل الفيفا بعد شكاية هيأة المحامين المغاربة التي تم قبولها من حيث الشكل والمضمون، بعد الهتاف العنصري الذي تنهى عنه أعراف وقوانين الفيفا المحينة ضد المغرب، كان الختام بئيسا بؤس الصورة التي ألتقطت للسمين مانديلا والذي جيء به لتسليم الكأس للثعالب غير المتوجين، فانقلب السحر وسوء القصد على أصحابه وانتهاء بما قاله موتسيبي وهم يلحون عليه إصرارا في الندوة بشأن موقفه من الكان بقوله: «أبدا لن نرضى أن يحظى أي كان بأي امتياز وسأكون صريحا معكم مثلما أنا ملتزم، لا أحد سيفاضل على حساب الثاني ومراجعة الترشيحات ستحظى بمعاملة عادلة يتساوى فيها الجميع والأفضل سيربح الرهان».
ولأننا داخل المغرب لم نطلب يوما ما امتيازا، ومن لهتوا خلف هذا الإمتياز معروفون بإقصاء بقية المترشحين، مثلما  المغرب هو أكثر الساعين لتمحيص الملفات بعدالة ونزاهة وانتقاء الأفضل، وهذا التمحيص هو ما يرعبهم لأنه بين ثناياه تكمن نقائصهم.
وبهذا نكون قد واكبنا للتأريخ والتوثيق تطورات ومستجدات هذا الملف، ولنا في القادم من الأعداد بمشيئة الله المزيد.