• السهرة رمضانية، العزف أطلسي والرقص برازيلي
• وصلة كرنفالية بطنجة العالية والسحرة في عرين المهرة
إطلالة ليست كسابقاتها، فهل لديكم شك في ذلك؟
ظهور ليس مماثلا لسابقيه وبالدليل، فمتى كان لنا منتخب حاضر ببوديوم الكبار في كأس العالم؟ متى بلغنا هذه الحظوة موندياليا؟ وكم مرة حضر البرازيل لعريننا ليواجهنا بالمغرب؟
لذلك هي خرجة أولى لفريق وطني قديم بتوصيف جديد، وصف العالمي وهو اللبوس الجديد لأسود الدوحة، بل هذا هو أساس هذا السعار المحتدم حاليا بشأن تذاكر الودية غير التقليدية بالمرة.
مهلا، الأمر لا يتوقف عند هذه الناصية الإستثنائية وحدها، فالضيف مثلما قلنا ليس عاديا بالمرة ولم يسبق له زيارة المغرب ولو كعابر سبيل، إنهم البرازيل أو منتخب السحرة الذي هو في ضيافة الأسود المهرة في هذا السمر الرمضاني الحالم، وهنا تتآلف التوابل لتجعل منها مباراة ليست كمثيلاتها..
• وكأنه حلم
هذا هو لسان حال طنجاوة ومن هم شغوفون حد الهوس بلقاء السود وحضور هذه الودية التاريخية، فقد انتظروا الفريق الوطني لتكريمه والإحتفاء به بعد الدوحة، فحال ضغط الوقت والحيز الزمني الضئيل الذي كان متروكا للمحترفين يومها من نواديهم، دون التملي بلقاء أبطال ملاعب الثمامة، البيت والمدينة التعليمية مثلما استحق مقامهم الرفيع والعالي ومثلما كان يليق بما أنجزوه، لذلك يعزى ويبرر هذا الإقبال القياسي والكبير على جديد اللاعبين وتعقب آثار الوصول للمجمع والحصص التدريبية لغاية بوابة الجامعة الألكترونية للتذاكر، ما يلخص ويفسر أن جماهير الفريق الوطني فاض عشقها لهؤلاء اللاعبين وأننا بصدد نسخة عائلية حقيقية، رسخ وثبت أركانها وليد ونجح في إخراج هذه الشهادة ببصمة وختم العراب أو «مول النية».
• توابل فخمة
ما يزيد من قيمة الموعد الودي مثلما لم يحدث من قبل، في سياق مباراة ودية للفريق الوطني، إذ لم يحدث وأن نال نزال ودي مثل الهالة التي ترافق وتسبق اليوم مباراة الأسود والبرازيل.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن ما يضفي هذه الهالة وهذا الرونق على النزال هم أمور عديدة، نجومية الأسود التي تضاعفت عشرات المرات بعد الظهور التاريخي في قطر، وطبيعة الخصم والذي مهما كانت أحواله فهو سيد الكرة العالمية وفارسها الأول وملهم الملايين من الشباب للتعلق بأهذاب الجلد المدور، لغاية السياق الزمني وقد تزامنت المباراة مع أمسية رمضانية حالمة ثم ملعب من طراز العجب، وقد تجمل لاستضافة العرس الودي الإحتفالي، وأيضا سعي الركراكي لإسقاط البرازيل وإلحاق هزيمة تاريخية غير مسبوقة به.
• أسود الدوحة كاملو العدد
هنا يتجلى لنا ذكاء الركراكي وقد آثر مثلما خمنا أن يبقي على هيكل الفريق الوطني الذي ارتبط به الأنصار وجدانيا قبل أشهر بالدوحة كما هو، فقد لعب المدرب الوطني على وتر حساس للأنصار يتمثل في الوشيجة التي صارت تربطهم والحبل السري الذي صار يلصقهم مع هذا المنتخب.
فباستثناء أملاح والشاعر المصابان، كان استبعاد بدر بانون هو الإستثناء مع يحيي جبران، وبالتالي حضر البقية ممن ارتبطوا بالوجدان وممن هتف الجمهور بسمائهم ووليد هنا كان محقا في مقاربة الفرز.
فقد كان فطنا لاستمالة الحضور وبكثافة بذكريات «سير... سير... سير...» لنفس التركيبة التي قهرت الكبار بقطر، ومن جهة تكريم رجاله على ما أبلوه من بلاء حسن في الدورة، وثالثا الإستفادة من تراكم شهر ونصف الفترة التي قضوها جميعهم ليهضم لاعبوه خطط ومناهج وليد ولن يحتاج لوافدين جدد كثر يعيد منها القراءة في اللوح من البداية.
• حلال العقد
واهم ومخطئ من يظن أن الركراكي سيترك مجالا لتنفتح هذه المباراة علي الطابع الإستعراضي مثلما ألف سحرة البرازيل، أو أنه سيترك لخصمه مقدمات طللية لجس النبض أو ما شابه ذلك.
الركراكي مهووس بالأرقام، مهووس بالفوز ولو وديا، مهووس مثلما قال بالروح الإنتصارية ولو في لعبة الورق، فكيف له أن يترك موعدا تاريخيا بهذه الحمولة يهرب من بين يديه دون أن يعزز السجل والأرقام بانتصار تاريخي غير مسبوق يدعم به إنجازاته.
الركراكي كسر كافة العقد وحلها مع الوداد والمجال يضيق لحصرها هنا، مثلما فك عقد عديدة مع الأسود منذ مباراته الأولى ناخبا وطنيا وقد هزم الشيلي، بينما لم يسبق في تاريخ الكرة الوطنية وأن تخطت حاجزا لاتينيا، وبطبيعة الحال عقد المونديال في قطر لا حصر لها.
لذلك رهان وليد كبير جدا على أن يطيح بالبرازيل مثلما أطاح بهم الدكيك داخل القاعة هنا بالمغرب، وأن يكون أول مدرب في تاريخ الأسود من يهزم واحد من قطبي الكرة اللاتينية.
• رقصتا الأطلس والصامبا
بعيدا عن تجليات قراءة فنجان التشكيل والذي لم يخرج عن نفس الرسم الخططي والأسماء التي واجه بها المغرب كرواتيا مع تعويض محتمل للاعب أملاح بصبيري مثلما حدث أمام بلجيكا، فإن باقي الوجوه المونديالية لن تتغير.
بونو مع حكيمي ومزرواي العائد للعب مع البايرن، ونايف مع سايس، ثم أمرابط مع صبيري وبوفال، وعلى الأطراف زياش و والزلزولي وحربة النصيري، مقابل هذا الرسم منتخب البرازيل الذي أتى منقوصا من نيمار، ثم ماركينيوس وريتشاريسون فهو سيتكل على ثلاثي ريال مدريد.
قطعا نفس الوجوه التي تابعناها مؤخرا في مونديال الأندية مع ريال مدريد ميليتاو، فينيسيوس، ثم رودريغو والقيدوم كاسيميرو بمعية انطوني وباقي الأرمادة التي مهما تغيرت الوجوه فالرقصة لا تتغير.
بين الأسود المهرة والراقصون السحرة، ملعب طنجة سيغلي كالمرجل، حاضرة الشمال ستسشهد أجمل كرنفال، مباراة ظاهرها ودي والخفي الأعظم فيها ليس كذلك، وأنصار الأسود يترقبون تصفية حساب قديم مع البرازيل لو تذكرون.