• نريد مزيدا من الإبهار مع وجبة الإفطار

مشهد آخر ينتظره المغاربة بمدريد في أمسية رعب ثأرية أخرى للأسود وهم ينظرون تاريخيا لمشهد الخسارة أمام بيرو في كأس العالم 1970 بثلاثية نظيفة، ومع وليد لا يمكن إلا أن نشهد الأحلام والعجائب الخرافية لقتل الجرعات الإنهزامية ومن يدري فقد تكون ليلة الغد أمسية عالمية خارج الوطن. 
• العالمية المغربية تتكرر 
كم فرحنا وأغبطنا للرقصة الاطلسية أمام الطامبا البرازيلية في مشهد تاريخي دخله الأسود كأول منتخب عربي يفوز على البرازيل، وكم هي الروائع مبهرة في ليلة رمضانية ولا أروع ولا جمهور راقي كيف احترم وشجع وآزر، ولا أداء سخي كيف تراخى وانساب مع المباراة المشهودة عالميا، ولكن ما أظهر الحقيقة للعرب والأفارقة والعالم كله أن الأسود عندما وصلوا إلى نصف نهاية كأس العالم بالصدفة أو ضربة شمس عابرة، ولكن وقع الأسود على قناع عالمي غاية في السخاء الهجومي وبأقوى منتوج دفاعي وهجومي، ورد على كأس العالم بنفس الإبداع وبنفس الإقناع البطولي،  والعالمية في النهاية تتكرر للأسود وتبرهن على أن المغرب ليس دولة هاوية، بل محترفة وعالمية.
• قالها وليد سنغير الفريق
من الحلم، وضع الأسود في محفل العمالقة أمام البرازيل، ومن بقايا الحلم أن نعطي للوجوه الأخرى مكانتها أمام  بيرو للوقوف على أدائها وروح ذهنيتها، هكذا قالها وليد الركراكي ولا بد أن نعطي للآخرين دورهم القيادي لنربح المقاصد والأماكن والمجموعة، وهذا ما سيؤسس لثقافة النصر أيا كان الخصم وبنفس الحظوظ ووضعية الفورما المفترض أن تكون حاضرة لدى الجميع، وبالفعل شاهدنا معترك الإحتياط المغربي كيف يعج بالنجوم التي سمح لها بالدخول في الشوط الثاني مناصفة مع البقية من قبيل ابو خلال وزروري وحمد الله وداري ويميق وحتى مع الوجوه الأولمبية الحاضرة لأول مرة، ما يعني أن كرسي الإحتياط مليئة بالنجوم، ولها موازينها وثقلها، ولذلك سنرى ما يمكن أن يغيره وليد في مباراة بيرو سيما مع الإصابات التي استهلكها أمام البرازيل بقيمة حكيمي وأمرابط وأوناحي، والحال أن الركراكي لعب ب 16 لاعبا في مباراة البرازيل، وقد يغير نسبيا التشكيل من المصابين أولا، وقد يشرك وجوها دخلت في الشوط الثاني لتكون أساسية رفعا لأي ضرر قد يحدث مع أيام الصيام.
• من هم المفترضون؟
قد يكون الأمر متعلقا بالحارس الدولي ياسين بونو وإن أغفل الثقة الزائدة في الهدف البرازيلي ليكون بديله منير المحمدي، وربما قد لا يتضح ذلك لأن بونو يعرف أن مكانته بإشبيلية أصبحت مهددة مع المدرب الجديد، وعليه أن يجتهد أكثر، وفي الأطراف لن يكون حكيمي حاضرا بالطبع لأنه لعب على وقع ضمادة في الفخد، وسيكون مزراوي هو صاحب المكانة، فيما يحتوي عطية الله الظهير الأيسر في انتظار الزج بعمراوي الشاب المستقبلي، أما وسط الدفاع فقد يحتوي نفس الثنائية لأكرد وسايس، مع انتظار دخول كل من يميق وداري وشادي رياض، أما الوسط فلن يكون أوناحي جاهزا بالطبع بسبب كسر في الأصبع، وبالتالي ستكون أمام وليد أوراق تقنية لبديله من خلال صبيري وكشطة وبوشواري إلى جانب لوزا لمساندة أمرابط والخنوس النجم الذي ألهب الجمهور المغربي بأدائه الرائع، أما الهجوم فله أيضا أوضاعه الإختيارية بين زياش وبوفال أولا قبل النظر إلى الزلزولي وأبو خلال، والشهية مفتوحة أمام بديل النصيري باشديرة وحمد الله، وإلى هنا أيضا ترتقي الإختيارات الصعبة نحو المجهول، ولكن وليد لا يمكنه على الإطلاق خلق ثورة تغيير كبيرة بين مباراة وأخرى إلا باستثناءات. 
• خطة دفاعية خاسرة للبيرو
وبقراءة جديد لمنتخب بيرو في وديته للسبت الماضي، إستقر المدرب رينوسيو على قناعاته الإختيارية للتشكيل والخطة التي لعب بها أمام ألمانيا، وحسم الورقة النهائية بالدخول بشاكلة 5 ـ 4 ـ 1 على غير المعتاد الذي ألفه أمام المنتخبات السابقة في ودياته الأخيرة في إطار تحضير المنتخب البيروفي إلى الإستحقاقات الخاصة بمونديال 2026، وقبلها استحقاقات كأس كوبا أمريكا، أي أنه وظف تشكيله على المقاس الدفاعي أمام الخصوم الكبيرة، وهو ما فرضه أمام ألمانيا دون أن يناوش هجوميا إلا باحتشام نادر في التهديد عكس المنتخب الألماني الذي سهل عليه مأمورية الفوز في الشوط الأول بهدفين نظيفين، مع إنقاذ حارسه غاليس لهدفين محققين أيضا، ما يعني أن خطة الدفاع الصارمة لم تعط أكلها، وخسر النزال بدروس كبيرة في انتظار مواجهة المغرب بأسلوب آخر بإسبانيا.
• رعشة بيرو أمام المغرب 
أكيد أن بيرو تلقى خبر هزيمة أحد أقوى منتخبات العالم بقيمة البرازبل أمام المغرب، وأكيد أن مباراته اليوم الثلاثاء لن تكون سهلة ولا عادية بحكم فوارق منظومة اللعب بين المغرب وبيرو، وحتى الصرامة التي يبديها المغاربة بالصرامة والجودة والإبداع في كل الأروقة، ولن يكون المدرب البيروفي في مأمن من المواجهة المرتقبة امام المغرب ولو أنه استفاد من درس خساراته أمام الألمان حسب ما قال المدرب بعد نهاية المباراة التي كان فيها خارج السياق الهجومي، ومن هنا سيكون على اللبيرو أن يتفاعل مع مباراته الثانية من قيمة عالمية، وبرؤى اختيارية للعناصر والخطة المفترض أن يغيرها من 5 ـ 4 ـ 1 إلى 4 ـ 2 ـ 3 ـ 1 المعتادة مثلما كان لعب بها في الوديات الأخيرة، وسنرى هل سيتواضع بيرو أمام المغرب، أم يقاوم التيار بهدف أن لا يخسر للمرة الثانية على التوالي.