الجميل في الندوة الصحفية التي عقدها المدرب والناخب الوطني وليد الركراكي، في أعقاب ودية الرأس الأخضر المنتهية بالتعادل الأبيض، أنه كان شجاعا في الجهر بكل الحقائق، وقال ما كنا سنقوله، وما كنا سنتهم فيه بالتشويش، على الرغم من أنه عين الحقيقة، ومن صلب الضارة النافعة.
قال وليد الركراكي أنه متضايق وغير راض من أداء الفريق الوطني أمام الرأس الأخضر، ومنزعج من "الديشيات"، أي من مفسدات الأداء الجماعي ومبطلات انسيابية التحولات التكتيكية، وهذا شاهدناه بخاصة عند لاعبي الخط الأمامي (بوفال، زياش وحتى حكيمي ومزراوي في حالة الهجوم).
وقال وليد أننا بهذا الأداء لا يمكن أن نحلم بالفوز بكأس إفريقيا للأمم القادمة، وهذا تحذير ليس للاعبين فقط بل له شخصيا، لأن الإنتقال من المضمون المونديالي إلى المحتوى الإفريقي، يتطلب الكثير من الشراسة بخاصة في المرفق الهجومي، ويتطلب مقاربة جديد لخطاب وليد مع اللاعبين.
وقد كانت ودية الرأس الأخضر، كحال كل المحكات الثقيلة، بدروس كثيرة وعميقة، أهمها أن الفريق الوطني الذي يعود لبيته الإفريقي، يحتاج لقوة شخصية أكبر ليحكم هذا البيت، وقوة الشخصية هي أن يتعامل مع المنافسين، على أنهم يحلمون بإسقاط هذا الفريق الذي حل رابعا في المونديال الأخير.
قوة الشخصية هي أن يكون حازما في تدبير المباريات فلا يترك شيئا لا للصدفة ولا للحظ، أي أن يحول تفوقه الفردي والجماعي إلى أرقام، أي أن يفوز وبالحصص التي تفرضها طبيعة النزالات.
كان خوف وليد الركراكي كبيرا، من أن لا ينزل الأسود من برجهم العاجي بعد المونديال الخرافي، وهم يواجهون وديا منتخبي البرازيل والبيرو، واليوم خوفه كبير من أن يستهلك الأسود الكثير من الوقت، لكي يديروا بحكمة وصرامة البيت الإفريقي، وقد عظم هذا الخوف بعد ودية الرأس الأخضر.