• أسود ينقصهم "الكان" ليتوجوا فرسان هذا الزمان
• الأولمبياد حبة كرز على قطعة حلوى المونديال
• النواعم حواسم، هشام الأحلام ووليد واسطة العقد الفريد
كان عاما تاريخيا بكل المقاييس، عام شهدت فيه الكرة المغربية لو نحصر الجرد من الصيف لغاية الصيف، نتائج أقل ما يليق بها وصفا هو كونها كانت خارقة للعادة على صعيد الأندية والمنتخبات وتجاوزت سقف الطموحات بكثير.
إحتاج هذا العام مثل أي قلادة لواسطة تزينها، واسطة غالبا ما تكون زمردة وألماسة لو أردنا تمثيلها أو رسمها بالريشة على لوحة ما، لما تمثله الألعاب الأولمبية من قيمة وقمة ولكونها التظاهرة التي شقت وعزت وظلت مستعصية على لقجع في ولايتيه المتلاحقتين.
لذلك كان التأهل لأولمبياد باريس أشبه ما يكون بحبة الكرز التي زينت قطعة وقالب الحلوى المونديالي، وحين نقول المونديالي، فإن الإسقاط يطال كل الفئات من براعم سعيد شيبا لغاية أسود وليد، دون إغفال النواعم اللواتي كن حواسم..
• الشعلة توقد مجددا
كان لزاما من باب الإنصاف ومن باب المكافأة ومن باب استكمال اللوحة التي قلنا أنها رسمت بريشة الإيداع، بالعبور للأولمبياد، لم يكن من المنطق في شيء، ألا يصل هذا الجيل الموهوب والذي حدث بشأنه ما يشبه الإجماع على أنه الأفضل في تاريخ الكرة المغربية، للتواجد في المحفل الأولمبي ويعيد إيقاظ الشعلة الأولمبية التي خمدت منذ آخر مشاركة في دورة لندن.
كان لزاما أيضا أن تكلل مجهودات الجامعة التي حربت عديد الوصفات والخلطات وخلصت أخيرا إلى أن الحل والخلاص، في يد العطار المغربي وقد دعت على عجل إسما شكل مفاجأة للجميع وهو عصام الشرعي لهذا الدور، بتوصية من المدرير التقني البلجيكي، وبه كان الحضور الأولمبي سبيها بحبة الكرز التي كان قالب الحلوي المونديالي في حاجة إليها.
• معجزة الدوحة
لطالما تحدثنا لدرجة الإسهاب عن ذلك الذي تحقق في ملاعب البيت، الثمامة والمدينة التعليمية وقلنا أنه لا يليق به غير وصف الإعجاز الكروي، معجزة أسود وليد الركراكي التي حفلت بعديد التوصيفات من النية، ل«سير سير سير» لتجليات روحانية امتزج فيها الإحسان والبر بالوالدين، لروح العائلة لغاية الجوع والنهم وعديد المقاربات التي كانت أشبه بخلطة الركراكي السحرية التي قادته للعالمية، ومعها تكسرت القيود والأغلال وفتحت على مصراعي الكرة المغربية حق الحلم بتكرار هذا الملمح الإعجازي مع باقي المنتخبات، فقد كان لما وقع عليه الركراكي وأسوده في قطر ما يشبه الإلهام ويناظره، بل شكل هذا الإرتقاء المرجع الذي ما عاد معه مثلما قال لقجع من مجال للتراجع عن سقف الطموح العالي.
• النواعم كن حواسم
بدورهن لم يخيبن الظن، نساء الجيش الملكي قاريا وقد سيطرن وربحن رهان العصبة واتضح جليا أن سيطرتهن محليا مشروعة ولها ما يبررها وقد داست اللبؤات على زناد السطوة وتوجن باللقب الملعوب بالعاصمة.
وقبلهن كن إناث أقل من 17 عاما على موعد مع أجمل الأفلام والأفيشات البوليودية الهندية بالتواجد في مونديال الهند بعد أن كسرن عناد الغانيات، وليكون بالتالي أول منتخب عربي يصل هذا المراد.
وبطبيعة الحال الكبيرات كن للعهد وفيات وهن يصلن ببصمة الشباك الهدافة وتاكناوت الفنانة وروزيلا الأنيقة لمونديال أستراليا ونيوزيلندا، حيث لبؤات الأطلس معلنات ومن اللحظة على أنهن قد يمثلن الرقم الأصعب لباقية المشاركين وتحديدا للألمان وكوريا الجنوبية وكولومبيا داخل المجموعة.
• هشام من الأحلام
بطبيعة الحال ومثلما ستعثرون داخل هذا الملف على الرصد الكامل لهذا النجاح والتفوق المونديالي، فإن عبور براعم سعيد شيبا عبر الكان الذي أحاطت به العديد من الإكراهات والذي لعب على أرض الجيران، كان بدوره من علامات التميز والنجاح التي استحقت توثيقا، كيف لا وهذه الفئة وهذا المنتخب لم يكتف فقط بالنجاح في أداء المهمة، بل بالرسائل الراقية جدا التي مررها لمن يهمهم الأمر والتي خولته من الكاف جائزة الروح الرياضية.
ولن نغفل ونحن نتعقب هذا الحصاد المميز، ما تحصل عليه منتخب هشام الدكيك في السعودية، وإن كان بنفحة عربية لأنه قبل ذلك واجه منتخبات الأرجنتين والبرازيل وديا، وخاض سلسلة من المباريات التحضيرية مع منتخبات عالمية وقف لها ندا مثل فرنسا، ليستحق البروفسور هشام أدراجه ضمن هذه الباقة لما تحصل ووقع عليه من نجاحات زينت القلادة المذكورة التي نحن بصدد رسمها.
وبطبيعة الحال فقد تعززت النجاحات الجماعية بإنجازات فردية بطابعي التميز والتفرد كان لابد لها من أن تعلي همة هذا العام التاريخي والمجيد وتبرزه ببرواز إستثنائي وألماسي.