باتت حظوظ اللاعبين المغاربة المحليين، شبه منعدمة من أجل منافسة محترفي أوروبا داخل عرين «أسود الأطلس» في ظل الإهتمام المتزايد للناخب الوطني وليد الركراكي بالعناصر الممارسة في البطولات الأوروبية، والتي أثبتت تفوقها على حساب أبناء البطولة.

• سيطرة محترفي أوروبا 
يحرص الناخب الوطني، وليد الركراكي، على الإهتمام كثيرا باللاعبين المحترفين بأوروبا، الذين يتألقون كثيرا رفقة «أسود الأطلس» ويقدمون مستويات رائعة عكس اللاعبين المحليين، لذلك إقتنع المدرب الحالي للفريق الوطني، بمنح أكبر عدد من الفرص في مباريات الفريق الوطني للاعبين المغتربين، فمنذ الإنجاز الذي حققه زملاء حكيم زياش في مونديال قطر بإحتلال المركز الرابع، والركراكي يواصل الإهتمام بأدق تفاصيل اللاعبين المغاربة الممارسين بأوروبا، فرغم مشاهدته للعديد من مباريات العناصر المحلية بالبطولة الإحترافية، إلا أن وليد مع مساعديه رشيد بنمحمود وغريب أمزين، يواصلون فسح المجال أمام اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة، أو العناصر التي تمارس بالقارة العجوز وإنطلقت من البطولة، لذلك تتواصل هيمنة كل من يلعب بالبطولات الأوروبية على مختلف لوائح ربان المنتخب المغربي.

• فرص قليلة للمحليين 
غير ضم حارس من البطولة كي يلعب ثالثا خلف ياسين بونو ومنير المحمدي، فإن الركراكي لا يعير إهتماما كبيرا للعناصر المحلية، التي باتت تجد صعوبة في منافسة محترفي أوروبا.
قطعا، لا يمكن التشكيك في إختيارات وليد الركراكي للاعبين المحترفين بأوروبا، والتي تعتبر ناجحة لحد الآن، لكن العائق الأكبر الذي بات يواجه اللاعبين المحليين بالبطولة، هو عدم قدرتهم على منافسة العناصر الممارسة بأوروبا،  حتى أصبح الفشل يتوغل في قلوب لاعبي الأندية الوطنية الذين باتوا يدركون بأن  لا مكان لهم داخل «أسود الأطلس» في ظل الإهتمام المتزايد بالمحترفين خارج المغرب، خاصة مع تطور الأمر لكافة فئات المنتخبات الوطنية، حيث أصبح محترفو أوروبا يهيمنون على المحليين، وهو الأمر الذي أثار إنتباه فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي أثار علامات الإستفهام بخصوص الكم الهائل من اللاعبين الممارسين بأوروبا على حساب المحليين في تشكيلة المنتخب المغربي الأولمبي، وهو الأمر الذي يتطلب رفع درجة التكوين داخل الأندية الوطنية.

• تواصل الهيمنة 
قبل مواجهة المنتخب المغربي لنظيريه منتخب ليبيريا وبوركينافاسو في 9 و12شتنبر المقبل، ستتواصل هيمنة محترفي أوروبا على المحليين دون أدنى شك، وفي ظل عجز الأندية المغربية في الآونة الأخيرة عن فرض حضورها قوي على المستوى القاري، وخروج الرجاء والوداد من منافسة كأس العرب، وعدم تأهل الجيش الملكي لها من الأساس، سيعود الركراكي للإهتمام بمحترفي أوروبا، لأنهم لا يشكلون له أي مركب نقص، ويجدهم جاهزين ويفقهون كثيرا في الأمور التكتيكية عكس لاعبي البطولة الذين ينقصهم الكثير كي يطوروا من مؤهلاتهم التقنية والبدنية.
وأكيد أن المتابع لمباريات البطولة، يلاحظ عدد الدقائق التي تتوقف فيها المباريات وهو الأمر الذي تقتل الفرجة ويعدم المتعة، لذلك يكون الخلاص دوما في إستدعاء أبناء الجالية أو خريجي أكاديمية محمد السادس لكرة القدم الذين إحترفوا بأوروبا، وفي حال عول وليد على أبناء البطولة سيكون هناك تراجع في مستوى المنتخب المغربي لا محالة.

• دعوة للإستثمار في التكوين
في الوقت الذي إعتمدت فيه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على سياسة ناجحة بضم مناديب يشتغلون معها في أوروبا، لاكتشاف أكبر عدد من المواهب من أبناء الجالية المغربية بالقارة العجوز، فإنها مطالبة بمواكبة التكوين في صفوف الأندية الوطنية كي تتمكن هي الأخرى من تفريخ لاعبين من المستوى العالي بإمكانهم التألق رفقة المنتخبات الوطنية.
صحيح أن الإهتمام بات متزايدا من طرف الجامعة بمراكز التكوين الجهوية، لكن المطلوب هو رفع نسبة الدعم لدى الفرق في المغرب في مختلف الأقسام من أجل مساعدتها على تكوين عناصر مميزة، مثلما هو معمول به في أوروبا، فإذا كانت الجامعة مع فوزي لقجع قد فتحت مجموعة من الأوراش الكبرى من أجل الدفع بعجلة كرة القدم الوطنية، فإن مجموعة من الأندية المحلية لم تبارح مكانها وما زال المسؤولون فيها يشتكون من قلة الدعم المادي المقدم لهم من أجل تحسين جودة التسيير الرياضي، الذي يعتبر اللبنة الأولى في طريق الإحتراف الصحيح لكرة القدم.