بدت صحيفة AS الإسبانية مرتعبة وحزينة، وهي تبلغ مساء اليوم الأحد، بقرار إبراهيم دياز مجم ماذي ريال مدريد حمد ألوان الفريق الوطني، وصبت في ذلك غضبها على الناخبين الإسبانيين، الذين تجاهلوا الموهبة الرائعة دياز لتحرم منه لاروخا.
وكتبت صحيفة AS:  
"إتخذ اللاعب المدريدي القرار. أصبحت لديه الجنسية المغربية وسيلعب لأسود الأطلس.
انتهى الأمر، إبراهيم دياز سيرتدي اللونين الأحمر والأخضر المغربيين من الآن فصاعدا. وكما علمت صحيفة AS، بعد نقاش داخلي عميق واستكمال عملية التأميم اللازمة لفتح هذا الباب، قرر اللاعب المدريدي اللعب مع أسود الأطلس. وكانت المودة التي أبدتها القطاعات المعنية في المغرب، ووليد الركراكي، مدربه الجديد، عاملاً أساسيًا في قلب الموازين، وباستثناء حدوث المفاجأة، سيتم استدعاؤه للمعسكر القادم للمنتخب المغربي، الذي سيواجه خلاله وديا أنغولا وموريتانيا.
وكما سبق أن أعلنا قبل أسبوع، فإن إجراءات الحصول على الجنسية الرياضية المغربية كانت في مرحلتها النهائية، وابراهيم دياز قرر تفضيل المغرب على إسبانيا.

وكان لويس دي لافوينطي يعول على إبراهيم في المباراتين المقبلتين أمام كولومبيا والبرازيل، إذ كان مدرجًا في القائمة الأولية للاروخا، وكانت لديه العديد من الفرص لتلقي المكالمة من لافوينطي، لكن المشروع الذي قدمه المغرب له والمودة التي أظهروها له طوال الفترة الأخيرة كان لها وزن أكبر.
هذه ليست جنسية مزدوجة كما يمكن أن يحدث بين إسبانيا ودول أمريكا الجنوبية أو البرتغال أو غيرها التي كانت لها علاقة خاصة بها. جاء ذلك في المادة 11.3 من الدستور الإسباني والمادة 24.2 من القانون المدني. وعلى الرغم من أن هناك خصوصية في حالة إبراهيم، فهو  ولد لأم إسبانية (من مالقة) وله أصول مغربية (جدة الأب)، فإن الإجراء البيروقراطي لا يسمح له بالدفاع عن ألوان إسبانيا غداة اختياره المغرب، لكنه لا يزال مواطنا إسبانيا.
ما هي الدوافع؟
وبهذا ينهي إبراهيم دوليا علاقته مع إسبانيا، بلد ميلاده والتي كان فيها أساسيًا في جميع فئات الشباب حتى ظهوره الأول ضد منتخب ليتوانيا، تلك المباراة التي أدى فيها الفحص الإيجابي لبوسكيتس وإصابته بفيروس كورونا،  إلى صعود منتخب تحت 21 عامًا عبر صفوفه وسحق ليتوانيا (4-0) بهدف لدياز. ومن الغريب أن ذلك اللقاء، في يونيو 2021، كان آخر مرة يرتدى فيها القميص الإسباني، فقد استدعاه لويس إنريكي في نونبر من نفس العام لخوض المباراتين ضد اليونان والسويد، ولكن دون أن يشارك فعليًا في أي منها.
لقد انتظر إبراهيم عامين ونصف للحصول على فرصة جديدة مع لاروخا، وهو يوقع على حضور قوي مع ميلان بطل إيطاليا ووصيف عصبة أبطال أوروبا، بل وكان له دور قيادي في مخططات بيولي. لم يكن ذلك كافيا  لاستدعائه من قبل لويس دي لافوينطي في أولمبياد طوكيو (كان المهاجمون بريان خيل، ماركو أسينسيو، داني أولمو، ميكيل أويارزابال، رافا مير وخافي بوادو) ولا في عصبة الأمم (موراتا، أولمو، نيكو ويليامز، خوسيلو، رودريغو مورينو، أسينسيو وييريمي بينو). غيابان كانا مؤلمين لابراهيم دياز، كما أن الجامعة الإسباني لم يكن على علم بما يجري حول إبراهيم دياز، كما كان الحال مع لاعبين آخرين في سياق مماثل، مثل لامين يامال. 
كل هذا، إلى جانب القوة المغربية في التفاوض والإستقطاب، أدى في نهاية المطاف إلى ترجيح كفة أسود الأطلس، للحصول على خدمات إبراهيم دياز"