• الفوز يخرس الضجيج أمام صامبا الخليج
• كيروش وطارق نغمة برتغالية بإيقاعات عربية

مثلما كان عليه الوضع أثناء مراسيم القرعة لا شيء تغير بعد نزالي الإفتتاح حين أطاح الفريق الوطني بجزر القمر وخسارة سلطنة عمان من السعودية، وبالتالي نفس قراءة السكتيوي لهذه المباراة ما تزال نفسها، أي أنها مباراة تأكيد التأهل بل وتعزيز فرص الصدارة قبل موقعة السعودية الأكثر خطورة على مؤشر التوازنات.
المنتخب الوطني ومعه ربانه يضعان إذن مواجهة صامبا الخليج، وهو لقب المنتخب العماني في الموضع اللائق بها، الخسارة هنا شعار ممنوع بل حتى الرهان على التعادل يعد مخاطرة مرفوضة.
• وضع المجموعة
على شاكلة نزالي الإفتتاح وقد فجرا مفاجئتين من عيار الرعب والثقل، بأن خسر نسور قرطاج من نسور قاسيون السوري وانتصار فدائيو فلسطين على أصحاب الأرض قطر وهو سيناريو عاشه الجمهور في الدورة السابقة بذات  الصورة والشكل، فإن كل المباريات تلغى فيها معطيات ترشيحات الورق تذوب فيها امتيازات التاريخ والرصيد والسجل والتركيبة، والتي تنصهر ضمن قالب وبوثقة حساسية النزالات العربية وما تحفل به من ندية. 
لذلك مخطئ من يبيع جلد السلطنة قبل التيقن من اصطياده بالكامل، وواهم من يعتقد أن الفوارق المسجلة على مستوى الخامات الفردية كفيلة بأن تمنح المنتخب الوطني امتيازا باهرا، بل أن سلطنة عمان وقد خسرت بدايتها أمام الأخضر السعودي تأتي لملاقاة لاعبي السكتيوي وهي أكثر شراسة ورغبة في التعويض وتصحيح المسار والمشوار أمام المنتخب الوطني، الذي عبر مطبات الجزر القمر بتقييم متفاوت بين  شوطي المباراة.
• التدوير المرتقب 
العارفون بفكر السكتيوي يعرفون أنه من المدربين الذين لا يغرقون في الإخلاص لنفس التركيبة ونفس الخطة، بخلاف وليد الركراكي، بل هو مدرب أكثر مرونة وانسيابية، لذلك هامش التغيير وتعديل بعض الأوتار على مستوى التشكيل يبدو واقعيا هنا.
السبب الأول هو أن السكتيوي يجعل من هذه المباراة أصلا نقطة انطلاقة فعلية ودخول الأجواء الحقيقي.. وثانيا لأنه يدرك أن مباراة ثالثة قد تكون حاسمة في مشوار العبور أمام السعودية في الإنتظار وتفرض تدبيرا عقلانيا لها.. وثالثا لأن سلطنة عمان ليس هو جزر القمر الذي هزمناه في شوط واحد، وبالتالي السكتيوي موقن أنه حين يلاقي الثعلب كارلوس كيروش فهو يعلم أنه سيواجه ندا قويا ومنافسا لن يركن للقواعد الخلفية مثل جزر القمر، وسيبادر لاختراق مناطق الأسود، وهو ما يفرض مقاربة مختلفة تماما للشكل الذي ظهر به الفريق الوطني في مباراة الإفتتاح برجال جدد، وهنا الحديث عن المفاضلة بين تيسودالي الذي بدأ به أمام جزر القمر أو حمد الله الذي عوضه في الهزيم المتأخر من النزال.
• الهجوم أفضل وسيلة
عطفا على نتيجة الإفتتاح ومعطيات المباراة الأولي لكل منافس، ولو مع اختلاف المعادلة المتاحة لكل واحد منهما، فإن مجرد التفكير في التعادل الذي سيبقي المنتخب الوطني متقدما بنفس الفارق والمسافة على منتخب سلطنة عمان هو من قبيل المجازفات والمغامرات غير مأمونة العواقب.
التعادل هنا يعني وضع رقبة رجال السكتيوي على حد السيف، الذي هو شعار الأخضر السعودي مع وضع في الحسبان أن سلطنة عمان قد تجهز على جزر القمر في المباراة الثالثة بحصيلة رقمية قد تخلط كل الأوراق.
وسبق للسكتيوي مثلما سبق ذلك للجماهير المغربية أن شربوا من كأس الآلة الحاسبة ورهن التأهل لما قد تجود به المباراة الثالثة في دور المجموعات وانتظار الهدايا التي قد تأتي مثلما تغيب.
بل أن السكتيوي عاش هذا الفصل لاعبا سنة 1998 في نفس البلد قطر ونفس التظاهرة حين ربح مباراة الإفتتاح أمام قطر بهدف وخسر من السودان ب 2 ـ 1 و تأهلت الإمارات بفارق الأهداف بعد التساوي في النقاط، لذلك المنطق والواقع والعقل جميعهم يقولون أن الهجوم هنا لحسم تفاصيل النزال ونقاطه الكاملة هو الخيار المثالي لإخراج السلطنة من حسابات التأهل، وكي لا تغلي موقعة الأخضر كالمرجل.
• مطارق على رأس طارق
بعد أن أجهز على جزر القمر في شوط واحد وبعدها اختفى وانهار بدنيا وهو ما كان متوقعا قياسا بواقع التحضير وعديد الإكراهات التي رافقت التحضيرات.
وبعد أن زادت المطارق إيلامنا على رأسه بغياب جديد للاعب حمزة الهنوري الذي تأكد أنه خارج المسابقة بمعية بنشرقي ومهري وجميعهم قطع هجومية بل سبقهم غياب لمليوي هداف الشان، فإن السكتيوي قد اعترف بكل هذا بعد مباراة جزر القمر مقرا بصعوبة المهمة وما ينتظره أمام صامبا السلطنة.
ومع ذلك فإن طارق وقد اختار كومندو متسم بالمرونة وتعدد الأدوار لن يرضخ ولن يبكي ولن يشكي، وسيواصل الدورة بنفس الطموح والأهداف وهي التتويج.
أمام سلطنة عمان السكتيوي مؤكد سيعمد لتثبيت قطع الدفاع، لكن خط الوسط قد يشهد حضور سعدان مكان مهديوي المرتبك، مثلما أن حمد الله مرشح ليبدأ المباراة من أولها مكان تيسودالي قصد تحضيره للنزال المرتقب أمام الأخضر السعودي، وهنا طنان بدوره قد يترك مكانه لبوكرين الرجاوي في سياقات التدوير وتمويه الخصوم.