وسط مدرجات الملعب الأولمبي المليء بأهازيج الجماهير المغربية، أنهى المنتخب الوطني المغربي النسوي دور المجموعات في كأس إفريقيا للأمم سيدات "المغرب 2024" على رأس المجموعة الأولى، بعد أداء ثابت رغم الشكوك التي لحقتهن بعد التعادل مع زامبيا والفوز الصعب على الكونغوليات.
وقدمت لبؤات الأطلس، وهن يخضن النهائيات على أرض الوطن، عروضًا تراوحت بين القوة الهجومية والصلابة الدفاعية، فكانت البداية بتعادل مثير أمام زامبيا (2-2)، تلاه فوز مستحق على الكونغو الديمقراطية (4-2)، قبل أن يحسمن التأهل وصدارة المجموعة بذكاء تكتيكي أمام السينغال (1-0) في مباراة أظهرت قدرة المنتخب على اللعب تحت الضغط.
فرغم أن المباراة أمام "لبؤات الطرانغا" لم تشهد غزارة تهديفية، إلا أن لبؤات الأطلس قدمن عرضًا متماسكًا، خصوصًا على المستوى الدفاعي، إذ عرف الوطني كيف يحتفظ بالتقدم، بفضل تنظيمه الجيد وتدخّلاته الناجعة في اللحظات الحاسمة.
ورغم الندية التي طغت على الشوط الأول، نجحت اللبؤات في فرض إيقاعهن. وذلك عبر فرص عديدة أُتيحت منذ البداية، لكن غياب اللمسة الأخيرة كان حاجزًا أمام تسجيل هدف مبكر. وفي الدقيقة 44، استغلت اللاعبة ابتسام اجرايدي سوء تمركز الحارسة السنغالية، لتُربك دفاع الخصم وتنتزع ضربة جزاء، نفذتها بثقة ياسمين مرابط، مانحة المغرب هدف الفوز الوحيد.
لينهي المغرب هذا الدور ب7 نقاط متصدرا، ضمن مجموعة لم تكن سهلة، متقدما على زامبيا بفارق الأهداف، ومتجاوزا منتخبي السينغال والكونغو، رغم الشكوك التي أحاطت به في البداية ورغم ترشيح السينيغاليات للظفر ببطاقة ثانية للعبور لدور الربع. في وقت برزت فيه منتخبات كبرى مثل نيجيريا التي حققت تأهلا مبكرا كيف لا وهي المتخصصة في المسابقة برصيد 9 ألقاب.
ورغم بعض الملاحظات التقنية، خاصة على مستوى الفعالية الهجومية في اللحظات الحاسمة، إلا أن المنتخب المغربي النسوي أبان عن تطور ملحوظ في شخصيته، لتبقى الفرصة أمام فيلدا في الأدوار القادمة لتصحيح ما فات من أخطاء. للدفع باللبؤات لكتابة فصل جديد في مسار كرة القدم النسوية بالمغرب.
إضافة تعليق جديد