ستكون لبؤات الأطلس على موعد مع مواجهة جديدة في ربع نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات "المغرب 2024"، وهذه المرة أمام منتخب مالي، في مباراة تلوح بنكهة التحدي واختبار جديد لطموحات المنتخب الوطني.
فبعد تصدره لمجموعته بثبات، وثقة تتعزز مباراة بعد أخرى، يدخل المنتخب الوطني المغربي النسوي هذا اللقاء بروح عالية، أملا في مواصلة المشوار بنجاح. وتقام المباراة يوم غد الجمعة ، على الساعة الثامنة مساء، على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط.
وجاء تأهل لبؤات الأطلس بعدما أنهين دور المجموعات في صدارة المجموعة الأولى بـ 7 نقاط، متفوقات على زامبيا بفارق الأهداف، فيما جاءت السينغال ثالثة بثلاث نقاط، وتذيّلت الكونغو الديمقراطية الترتيب دون نقاط. هذا الأداء يعكس مدى الانسجام التكتيكي داخل المجموعة، إلى جانب الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور.
وفي ظل تصدرهن للمجموعة الأولى بثبات، وسيرهن بخطى واثقة في هذه النسخة القارية، تدخل لبؤات الاطلس الدور ربع النهائي بمعنويات مرتفعة، مدعومات بجماهيرهن وبأداء جماعي محترم.
أما منتخب مالي، فقد بلغ ربع النهائي كأحد أفضل أصحاب المركز الثالث، بعد احتلاله المرتبة الثالثة في المجموعة الثالثة بـ 4 نقاط، خلف جنوب إفريقيا (7 نقاط) وغانا (4 نقاط). رغم تعرضه لهزيمة قاسية أمام بانيانا بانيانا برباعية نظيفة في الجولة الأخيرة، إلا أنه ضمن التأهل بفضل فارق الأهداف، متفوقا على التنزانيات.
في صدام تبدو فيه الكفة راجحة نظريا للبؤات، تبقى التفاصيل الدقيقة واللحظات الحاسمة قادرة على رسم ملامح التأهل، وسط مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات.
يدخل المنتخب المغربي النسوي ربع النهائي بأفضلية واضحة، وذلك راجع لما أبان عنه من انضباط تكتيكي وتنظيم محكم على المستويين الدفاعي والهجومي، مع قدرة ملحوظة على تنويع الحلول داخل الملعب. لبؤات الأطلس قدّمن إشارات قوية على جاهزيتهن الذهنية، وأدرن مبارياتهن بذكاء، خصوصا في لحظات الضغط، مما يمنحهن أسبقية معنوية أمام منتخب مالي، الذي تأهل بصعوبة كأحد أفضل أصحاب المركز الثالث، وظهر بمردود متذبذب، خاصة في مباراته الأخيرة التي خسرها برباعية أمام جنوب إفريقيا.
وينضاف إلى كل ذلك عاملا الأرض والجمهور، الذي يشكل ورقة دعم قوية للبؤات، حيث ينتظر حضور جماهيري كبير بملعب الرباط يمنح اللاعبات دفعة معنوية إضافية. ومع ذلك، يبقى الحذر مطلوبا أمام منتخب مالي الذي يملك عناصر قادرة على قلب المعادلة، ويُجيد اللعب على المرتدات واستغلال المساحات.
كل المؤشرات تصب في مصلحة المنتخب المغربي للعبور إلى نصف النهائي، لكن حسم اللقاء سيبقى رهين التفاصيل الصغيرة والانضباط التكتيكي داخل المستطيل الأخضر. فمنتخب مالي النسوي سيدخل المواجهة بنية قلب الطاولة، واستغلال أي لحظة تراخٍ أو خطأ، إلا أن لبؤات الأطلس، مدعومات بجمهور الرباط ونتائج قوية في دور المجموعات، يطمحن لمواصلة التألق والعبور إلى المربع الذهبي.
إضافة تعليق جديد