في موعد كروي واعد بالإثارة والتشويق، تلتقي "اللبؤات" بنظيراتهن من مالي في موقعة منتظرة اليوم الجمعة على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط، مواجهة قوية لحساب دور ربع النهائي من كأس أمم إفريقيا للسيدات.
وتنطلق المباراة في تمام الثامنة مساء، وسط ترقّب جماهيري واسع لدعم لبؤات الأطلس في سعيهن لبلوغ المربع الذهبي، وتحقيق إنجاز جديد لكرة القدم النسائية المغربية.
وكان المنتخب المغربي قد تأهل إلى هذا الدور متصدرا مجموعته الأولى برصيد 7 نقاط، بعد بداية مثيرة بتعادل أمام زامبيا (2-2)، ثم فوز مقنع على الكونغو الديمقراطية (4-2)، قبل أن يحسم التأهل بانتصار ثمين على السينغال (1-0) بهدف من ضربة جزاء في نهاية الشوط الأول.
العناصر الوطنية قدمت أداء جماعيا ناضجا، من خلال انتشار جيد فوق رقعة الملعب، ومرونة تكتيكية واضحة، منحت توازنا بين الخطوط وساعدت في السيطرة على إيقاع اللعب، مع بروز عدة أسماء، في مقدمتها غزلان الشباك، ابتسام اجرايدي، وفاطمة الزهراء تكناوت.
من جهته، يعتبر منتخب مالي خصما قويا وصعب المراس، إذ أثبت حضوره البارز في هذه النسخة من خلال عروض مميزة أهلته بجدارة إلى ربع النهائي، ما يجعله منافسا شرسا أمام لبؤات الأطلس.
ويمتلك الفريق المالي خبرة كبيرة في المسابقات القارية، ويعتمد على رسم تكتيكي هجومي (4-3-3) قائم على اللياقة البدنية العالية، والضغط المتقدم، وإتقان الكرات الثابتة، مما يرفع من منسوب التحدي في هذه المواجهة.
وعلى الرغم من أن المنتخب المغربي يتوفر على أدوات التفوق، إلا أن المباراة لن تكون سهلة أبدا، خصوصا أن الخصم يسعى لكسر عقدة المغرب وتأكيد أحقيته بالتأهل، مدفوعا بنجاحه في دور المجموعات. وتشير سوابق المواجهات، خاصة في تصفيات "كان 2016"، إلى تكافؤ واضح في النتائج، حيث تبادل الطرفان الانتصارات، وهو ما يعزز صعوبة التوقع في هذه المواجهة. لذلك، سيكون على اللبؤات توظيف كل إمكاناتهن التقنية والبدنية، مع الحفاظ على التوازن بين الخطين الدفاعي والهجومي، في ظل نية المنافس استغلال أي ثغرة لاقتناص هدف مبكر قد يعقد الحسابات.
وعند كل حديث عن المنتخب المغربي النسوي، يبرز اسم القائدة غزلان الشباك كعنوان للثقة والقيادة والنجاعة الهجومية. اللاعبة التي توجت بالحذاء الذهبي في نسخة 2022، عادت بقوة في نسخة 2025، وسجلت 4 أهداف في دور المجموعات، بينها "هاتريك" أمام الكونغو الديمقراطية، وأصبحت منافسة مباشرة للسينغالية نغوينار نداي على لقب الهدافة.
وتتمتع الشباك بحس تهديفي عال، ورؤية تكتيكية تجعل منها همزة وصل بين خط الوسط والهجوم، خصوصا في الثنائي الذي يشكل خطورة دائمة مع ابتسام اجرايدي، والانسجام الملفت مع فاطمة الزهراء تكناوت في الجهة اليسرى. كما أن تألق الشباك وضعها ضمن التشكيلة المثالية لدور المجموعات حسب الكاف، وهذا ما يؤكد جاهزيتها لصنع الفارق في المواعيد الكبرى.
في مباراة حاسمة كهاته، كل المعطيات تشير إلى أن المواجهة ستكون مشتعلة، لكن بوجود لاعبة مثل غزلان الشباك، القادرة على تحويل أنصاف الفرص إلى أهداف، فإن الجماهير المغربية تأمل أن تكون "الشباك" كالعادة، مفتاح الحسم وزائرة دائمة للشباك.
فهل تحسمها الشباك؟
إضافة تعليق جديد