واصل المنتخب الوطني المغربي النسوي، عروضه القوية في نهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات، المغرب 2024، بعد أن نجح في حجز بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي، بعد فوزه المستحق على منتخب مالي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، في المباراة التي جمعتهما مساء أمس الخميس على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط.

ودخلت لبؤات الأطلس اللقاء بعزيمة واضحة وتركيز تكتيكي عال، حيث فرضن سيطرتهن على أطوار الشوط الأول منذ الدقائق الأولى، هذا الضغط الهجومي، أثمر هدفا مبكرا من توقيع المهاجمة ابتسام اجرايدي في الدقيقة السابعة، بعد هجمة منظمة عكست الانسجام الكبير بين خطوط الفريق.

 ورغم محاولات المنتخب المالي للرد، إلا أن الخط الخلفي المغربي ظل متماسكا ومنظما، ما حد من فعالية الهجمات المالية، وساهم في إنهاء الشوط الأول بتفوق معنوي وبدني للمنتخب الوطني.

في الشوط الثاني، واصلت العناصر الوطنية فرض أسلوبها، وأظهرت قدرة عالية على التحكم في نسق اللعب، مستفيدة من جاهزيتها البدنية وقراءة مدربها خورخي فيلدا الجيدة للمباراة. 

الأداء المغربي الذي شهد توازنا واضحا بين الصلابة الدفاعية والنجاعة الهجومية، حيث حصلت سناء امسودي على ضربة جزاء في الدقيقة 77، ترجمتها جرايدي بنجاح إلى هدف ثان، قبل أن تضيف كنزة شابل الهدف الثالث في الدقيقة 89 بعد تمريرة متقنة من إيمان سعود. 

ورغم تقليص المنتخب المالي للفارق في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء، فإن النتيجة لم تعكس فقط التفوق المغربي على لوحة الأهداف، بل جسدت الفارق الكبير على مستوى الانضباط، والفاعلية في الأداء ككل.  

المدرب خورخي فيلدا، الذي سبق له التتويج بكأس العالم للسيدات مع إسبانيا، أثبت مرة أخرى نجاحه في توظيف إمكانات لاعباته بأفضل شكل، مع قراءة فنية مناسبة لسير اللقاء. ذلك أن تبديلاته كانت موفقة، وأكدت وجود دكة بدلاء قادرة على إحداث الفارق، كما ظهر ذلك عند دخول كل من سناء امسودي كنزة شابل، الأولى اصطادت ضربة جزاء منها سجلت اللبؤات الهدف الثاني، التي عززت النتيجة بهدف ثالث. 

ويحسب للمنتخب المغربي النسوي حفاظه على أسلوب لعب متزن ومنضبط، دون اندفاع أو تهور، مما يعكس عملا طويل المدى على مستوى التحضير الذهني والتقني.

وبتأهله إلى نصف النهائي، يكون المنتخب المغربي قد بلغ هذا الدور للمرة الثانية تواليا، ما يعكس تطورا نوعيا في أداء الفريق خلال السنوات الأخيرة. وإذا كان طريق التتويج لا يزال يتطلب تجاوز منافسين قويين، فإن ما قدمته اللبؤات حتى الآن يجعل من طموح التتويج باللقب مشروعا وواقعيا، لا مجرد حلم. 

وبانتظار تحديد هوية الخصم المقبل في نصف النهائي، تتجه أنظار لبؤات الأطلس والجماهير المغربية، إلى المواجهة التي ستجمع بعد قليل بين المنتخبين الجزائري والغاني، على أرضية الملعب البلدي ببركان. مباراة تعد بكثير من الإثارة، نظرا لتباين مسارات الفريقين في هذه النسخة من كأس إفريقيا، والمتأهل منها سيلاقي المنتخب المغربي في نصف النهائي الثلاثاء القادم.