تواصل لبؤات الأطلس رحلتهن الصاعدة نحو الحلم الأكبر، الظفر بلقب كأس أمم إفريقيا للسيدات المغرب"2024".
اللبؤات أصبحن على بعد خطوة واحدة فقط من معانقة النهائي للمرة الثانية تواليا، لكن العبور هذه المرة يمر عبر بوابة غانية صلبة، عنيدة، لا تعرف الهزيمة بسهولة.
أفرزت مرحلة المجموعات منتخبات النخبة، وجاء ربع النهائي ليضيق دائرة السفر. ولم تتبق سوى أربعة أسماء عملاقة في الكرة النسوية الإفريقية: المغرب، غانا، نيجيريا، وجنوب إفريقيا.
لبؤات الأطلس، بقيادة الإسباني خورخي فيلدا، جئن إلى هذه نسخة، وهن أكثر نضجا وثقة من مشاركتهن السابقة. تأهلن إلى نصف النهائي بعد تجاوز صعب لكن مقنع لمنتخب مالي بنتيجة 3-1، مباراة وقعت فيها إبتسام اجريدي على ثنائية حاسمة.
جاءت الغانيات من بوابة المعاناة أيضا، فبعد دور مجموعات صعب ضم جنوب إفريقيا، مالي وتنزانيا، أنهينه بـ4 نقاط، أظهرن قوة ذهنية عالية في ربع النهائي أمام الجزائر، وتأهلن بضربات الترجيح بعد تعادل سلبي، بفضل تألق الحارسة سينثيا كونلان.
واليوم تتجه الأنظار صوب اللقاء الحاسم حيث سيتقابل فريقان يمثلان قمتين من قمم الكرة النسوية الإفريقية على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط في تمام الساعة الثامنة مساءا. الملعب سيكون محفوفا بالجماهير المغربية التي لن تبخل عن التشجيع والمساندة، إذ لا مجال سوى للفوز، خاصة للمغرب الذي يلعب أمام جماهيره المتعطشة لتحقيق اللقب لأول مرة في تاريخه.
المباراة تبدو من الآن وكأنها لعبة شطرنج، كل حركة فيها محسوبة. المغرب يعد أحد أقوى الخطوط الهجومية في هذه النسخة (10 أهداف في 4 مباريات)، أما غانا فتملك الحصن الدفاعي الأمتن (هدفان فقط).
الفريق الغاني لا يكثر من الاستعراض، لكنه يضرب بفعالية، خاصة مع ثلاثي يملك مفاتيح الاختراق: أليس كوسي، تشانتيل بوي، ومارسيلا أجيمانغ. التركيز العالي والتنظيم الدفاعي جعلا من "البلاك كوينز" خصما لا يستهان به.
على الجانب المغربي، تعقد الآمال على ديناميكية إبتسام اجريدي، ثقة العميدة غزلان الشباك، وتحركات سناء امسودي التي تصنع الفارق على الأطراف.
على الورق، يبدو المغرب أكثر جاهزية، خاصة من حيث الانسجام والضغط العالي واستغلال الكرات الثابتة، حيث جرى العمل على ذلك في الحصص التدريبية في مركب محمد السادس لكرة القدم بسلا في إطار تحضيرات كتيبة خورخي فيلدا المكثفة لمواجهة " البلاك كوينز".
ويركز المدرب فيلدا خلال هذه الحصص على الجوانب البدنية والتكتيكية، مع الحرص على تجهيز اللاعبات بأفضل طريقة ممكنة قبل المواجهة الحاسمة.
وعبرت لاعبات الفريق الوطني عن حماسهن وثقتهن في قدرة المجموعة على تخطي هذا الدور الصعب، مؤكدات على أهمية التركيز والعمل الجماعي، واستغلال نقاط قوة الفريق، وتحليل المنافس بدقة، بما يضمن الظهور بأداء مميز أمام جماهير الوطن.
ورغم أن غانا لا تملك التنوع الهجومي الكافي، إلا أنها تجيد إغلاق المساحات واللعب تحت الضغط، ما يجعل أي خطأ من المغرب مكلفا للغاية.
فهل تفك لبؤات الاطلس شفرة الغانيات؟
إضافة تعليق جديد