دخل أشبال الاطلس منافسات مونديال الفتيان في قطر وسط طموحات كبيرة، لكن البداية لم تكن أبدا في مستوى التوقعات، فقد تلقى الأشبال هزيمتين قاسيتين، الأولى أمام اليابان بهدفين دون رد، والثانية أمام البرتغال بستة أهداف كاملة دون مقابل، في واحدة من أثقل الخسائر التي عرفها المنتخب في الفئات الصغرى خلال السنوات الأخيرة.

كانت تلك البداية المؤلمة كافية كي تعصف بالثقة وتضع المجموعة تحت ضغط نفسي كبير، لكنها في المقابل أصبحت نقطة التحول الأولى في مسار المنتخب خلال هذه النسخة.

تلك الهزيمة جعلت المغرب يتذيل المجموعة الثانية بصفر نقطة، في وقت بدا فيه التأهل شبه مستحيل، وتعرض اللاعبون لضغط نفسي كبير. ولم يخف المدرب نبيل باها حقيقة الصدمة، قائلا: "المباراة الأولى آلمتنا نفسيا… ولا أريد حتى أن أتحدث عن الثانية. كان من الصعب رفع معنويات المجموعة بعد ذلك، لكن الجانب النفسي صنع الفارق".

بعد مباراتين اتسم فيهما الأداء بالإرتباك وغياب الإنسجام والفعالية، دخل الأشبال مواجهة كاليدونيا الجديدة بشعار واحد: "البقاء أو الإقصاء". وجاءت المباراة لتكون لحظة ميلاد جديدة للمنتخب، بعدما حقق انتصارا تاريخيا بـ16 هدفا دون رد، محطما رقما قياسيا عالميا سبق أن دونه منتخب إسبانيا سنة 1997 بفوزه (13-0) على نيوزيلندا.

دخل المغرب مباراة كاليدونيا الجديدة برصيد ثقيل من الإحباط، لكن ما حدث على أرضية الملعب كان نقطة تحول تاريخية. فقد حقق الأشبال فوزا ساحقا بـ16 هدفا دون رد، وهو أكبر انتصار يسجل في تاريخ جميع بطولات كأس العالم الإحدى عشرة للرجال والسيدات على مختلف الفئات.

بعد هذا الفوز، تمكن الأشبال من كسر رقم قياسي ظل صامدا منذ 1997 عندما هزمت إسبانيا نيوزيلندا (13-0)، ومعادلا الرقم الذي حققته الولايات المتحدة على حساب تايلاند في مونديال السيدات 2019.

هذا الفوز كان بمثابة ولادة جديدة للمنتخب، ومنعرجا حقيقيا أعاد له الثقة والروح، وفتح أمامه باب التأهل كأحد أفضل أصحاب المركز الثالث.

بعد مباراة كاليدونيا، واصل المنتخب المغربي انتفاضته بمعنويات مرتفعة، ليخوض ثمن النهائي أمام الولايات المتحدة بشخصية جديدة. فرغم انتهاء المباراة بالتعادل، أظهر الأشبال شجاعة كبيرة في ركلات الترجيح، وحسموا التأهل بنتيجة (4-3)

وفي ربع النهائي، زادت الثقة بالنفس وتنامت قوة الأداء، فحقق المغرب فوزا مثيرا على مالي (3-2) بعد مباراة تنافسية عالية النسق، تألق فيها إسماعيل العود بثنائية وزياد باها بهدف، ليواصل المنتخب مساره الصاعد بثبات، ويضرب موعدا مع البرازيل في تجربة جديدة من التحدي.