اعتلت غزلان الشباك منصة التتويج في سلا، حاملةً بين يديها الكرة الذهبية الإفريقية لعام 2025، كأول لاعبة من المغرب، بل ومن شمال إفريقيا تنال هذا الشرف.  

هذا التتويج المستحق هو إعلان حقيقي عن ميلاد عهد جديد لكرة القدم النسائية بالمغرب.

• من أين بدات رحلة الشباك؟ 

منذ كلماتها الأولى عقب التتويج، أكدت الشباك أن هذا اللقب هو "ثمرة سنوات طويلة من العمل والتضحيات"، لتعيد تسليط الضوء على مسار صعب.

• لبؤة من صلب أسد

بدأت حكاية الشباك مع كرة القدم في أحياء الدار البيضاء، حيث تعلقت بالكرة منذ طفولتها. هناك خطت أولى خطواتها، لم تكن غزلان الشباك تتعامل مع كرة القدم كـ"هواية" تمارسها من حين لآخر، بل كانت هوية تسري في وجدانها. فهي ابنة الراحل العربي الشباك، اللاعب المغربي السابق الذي ترك بصمة واضحة في كرة القدم الوطنية. والدها هو الركيزة الأولى التي بني عليها هذا المسار، آمن بموهبتها في وقت كان من الصعب على فتاة أن تشق طريقها في هذا المجال، وفتح لها باب الملاعب، وعلمها أن الإصرار هو ما يحول الحلم إلى حقيقة.

• عسكرية إلى القمة

التحاقها بالجيش الملكي شكل منعطفا محوريا في مسارها، حيث بدأت تفرض نفسها لاعبة أساسية، ثم عميدة للفريق، قبل أن تصبح لاحقا أحد أبرز الأسماء في المنتخب الوطني. 

لم يكن تتويج الشباك بالحذاء الذهبي في كأس أمم إفريقيا 2024، بعد تسجيلها خمسة أهداف، حدثا عابرا. فذلك الأداء القوي منحها مكانتها كركيزة أساسية في صفوف المنتخب، الذي بلغ نهائي "الكان" مرتين متتاليتين، ليضعها ضمن أبرز لاعبات القارة.

ثم جاءت سنة 2025 لتكتب مرحلة جديدة في مسارها. انتقالها إلى الهلال السعودي واللعب إلى جانب أسماء كبيرة كأوشوالا، منحها تجربة احترافية مختلفة ساهمت في رفع مستواها، وتعزيز حضورها الهجومي والقيادي.

تم اختيارها ضمن التشكيلة العالمية المثالية للسيدات لسنة 2025 وفق تصنيف رابطة اللاعبين المحترفين العالمية FIFPRO. وهو اعتراف دولي بمكانتها ضمن نخبة اللاعبات في العالم، ليؤكد أن تأثيرها لم يعد قاريّاً فقط، بل دوليا أيضا..

تتويج غزلان الشباك هو انعكاس مباشر لنهضة كبيرة تشهدها الكرة النسائية بالمغرب، من حيث الاستثمارات، التكوين، والبنية التحتية.

• "أقول لكل البنات: تمسكن بأحلامكن… يمكنكن الوصول"

بهذه العبارة، وجهت الشباك رسالة تحمل في طياتها إيمانا بأن كرة القدم ليست حكرا على أحد، وأن المستقبل مفتوح أمام كل فتاة تملك الإرادة، وتملك الحق في الحلم والقتال من أجل أن يصبح الحلم حقيقة.

تتويج غزلان الشباك أفضل لاعبة في إفريقيا، هو تتويج لسنة رائعة بلا أدنى شك، وهو أيضا تتويج لمسار أنطولوجي، وفوق كذا وذاك، هو تتويج للإدارة والطموح والحق في الحلم.