وضع الناخب الوطني هيرفي رونار ومساعديه مصطفى حجي وباتريس بوميل إستراتيجية واضحة المعالم من أجل التحضير الجيد لمواجهتي الرأس الأخضر، فبعدما إكتفى مدرب الأسود بدراسة مستوى الدوليين المغاربة وتابع أشرطة خاصة بهم، تكلف مساعديه حجي وبوميل بمفاتحة أبناء المهجر ومجالستهم لشرح إستراتيجية العمل الجديدة بتنسيق مع الإدارة التقنية الوطنية.
رونار الذي يحضر لأقوى إختبار، حيث يسعى لتجاوز عقبة الرأس الأخضر وفض زعامة المجموعة معه من المنتظر أن يستند للتقرير الذي أعده الإطار الوطني مصطفى مديح عن الخصم المقبل للأسود والذي سبق له مراقبته خلال منازلته بمصر لمنتخب ليبيا.
حجي يتواصل مع الكل 
مباشرة بعد تعيين جامعة الكرة للفرنسي هيرفي رونار ناخبا وطنيا محل زكي بادو ،وبعدما إجتمع «الساحر الأبيض» كما تلقبه الصحافة الفرنسية مع طاقمه التقني المتكون من المغربي مصطفى حجي  والفرنسي باتريس بوميل، تم توزيع المهام على أساس أن يتنقل المساعدين في الوهلة الأولى لملاقاة بعض الدوليين المغربيين الممارسين في البطولة الفرنسية كأسامة طنان لاعب سانت إتيان الفرنسي وكذا غانم سايس لاعب أونجي الفرنسي، ناهيك عن الإتصال بعبد العزيز برادة لاعب أولمبيك مارسيليا، مع الإطمئنان على الحالة الصحية للظهير الأيمن لفريق لافال الفرنسي فؤاد شفيق الذي كان قد تعرض لإصابة على مستوى الكتف.
حجي وبوميل أيضا تابعا منير عوبادي وسط ميدان ليل الفرنسي ولم يتحدثا أبدا لزميله في الفريق  سفيان  بوفال الذي سيتكلف  بملفه الناخب الوطني هيرفي رونار مباشرة بعد تفرغه من مواجتهي الرأس الأخضر برسم الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا «الغابون 2017».
وبغض النظر عن المحترفين المغاربة الممارسين في البطولة الفرنسية فإن حجي حرص على تتبع كل اللاعبين المغاربة الذين يمارسون في مختلف البطولات الأوروبية، بالإضافة إلى عصام العدوة لاعب الظفرة الإماراتي الذي يتطلع حجي لعودته للقارة العجوز بعد نهاية العقد القصير المدى الذي وقعه رفقة فريقه الجديد (3 أشهر).
القادوري وماسينا تحت المجهر 
فاتح مصطفى حجي الدولي المغربي عمر القادوري في مستقبله مع نابولي، حيث عجز اللاعب عن فرض نفسه كأساسي داخل تشكيلة ممثل الجنوب الإيطالي، وتأسف مساعد الناخب الوطني عن وضعية اللاعب الذي يبدو أنه تأثر ببرودة كرسي الإحتياط.
حجي كان واضحا مع القادوري حينما أكد له بالحرف بأن مكانه داخل الفريق الوطني سيكون مهددا في حال لم ييثبت حضوره القوي رفقة نابولي، مؤكدا بأنه لا يتحمل المسؤولية في أمر إستدعائه لصفوف الأسود من عدمه، لكن هيرفي رونار هو الذي سيضع معالم التشكيلة التي يريد الإشتغال عليها.
حديث حجي وبحسب مصدر «المنتخب» لم يزعج القادوري الذي تمنى حظا موفقا للأسود في مواجهتي الرأس الأخضر، وكشف لمساعدي الناخب الوطني بأنه جاهز للدفاع عن القميص الوطني في أي وقت تلقى فيه دعوة الإنضمام للمنتخب.
وبإيطاليا دائما حاول حجي فتح ملف أدم ماسينا لاعب بولونيا والذي يشغل مركز ظهير أيسر، لكن وبحسب المعلومات التي إستقيناها فإن اللاعب ما زال غير متحمس لحمل قميص الأسود، وبدوره سيحال ملفه على رونار من أجل التنقل لمجالسته بإيطاليا بعد ملاقاة الرأس الأخضر.
طنان وسايس وجهان جديدان 
يبدو أن الناخب الوطني الذي إستهل تحضيراته لمواجهة المنتخب المغربي أمام نظيره الرأس الأخضر في 26 و29 مارس الجاري ، لن يجري العديد من التغييرات على لائحة الفريق الوطني التي ستكون معنية بحضور الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا بالغابون، فمروض الأسود وبحسب ما توصلت إليه «المنتخب» ومن خلال عمليه جس النبض التي يقوم به الطاقم التقني المشتغل إلى جانبه من إتصالات هاتفية باللاعبين ومجالستهم لن يقوم بإستدعاء وجوه جديدة كثيرة بإستثناء أسامة طنان لاعب  سانت إتيان الفرنسي وكذا غانم سايس، ومن المنتظر أن يحافظ رونار على ثوابث الفريق الوطني إيمانا منه بأن المرحلة الحالية التي يمر منها الفريق الوطني بعد تغيير قائد السفينة «المدرب» لا تتطلب القيام بتعديل جدري على النواة الصلبة للمنتخب المغربي.
رونار من المنتظر أن يستدعي كل الوجوه التي إشتغلت مع زكي بادو على أن تتضح إستراتيجية العمل التي سيتشتغل بها، ما بعد مواجهة الرأس الأخضر بعد فض زعامة المجموعة المشتركة مع هذا المنتخب الذي يكون سهل المنال أمام الفريق الوطني بكل تأكيد.
رونار وتقرير مديح 
يسابق المدير التقني الوطني ناصر لاركيط الزمن من أجل عقد جلسة خاصة بين الناخب الوطني هيرفي رونار والإطار الوطني مصطفى مديح الذي أعد تقريرا مفصلا عن منتخب الرأس الأخضر بعدما كان قد تنقل لمصر وتابع مباراته أمام ليبيا بسم الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لـ «الكان».
مديح والذي توقف عند مكامن قوة وضعف الرأس الأخضر من المنتظر أن يجالس رونار في إطار الإشتغال ضمن قطب تقني موحد، وهو المعطى الذي تريد جامعة الكرة ترسيخه من أجل أن يكون هناك تعاون بين مختلف الأطقم التقنية للمنتخبات الوطنية وفي إطار مساندة أعضاء الإدارة التقنية الوطنية  للناخب الوطني الجديد على تجاوز كل حقول الألغام والمطبات التي بإمكانه أن تعثر به في أول إمتحان يخوضه كمدرب لأسود الأطلس.
وإلى جانب إستناد رونار على تقرير مديح فإن الإطار الفرنسي توقف بشكل كبير على مردود مجموعة من لاعبي البطولة الوطنية للحسم في ملفاتهم ولو في ظل قصر المدة التي تسلم فيها مفاتيح الفريق الوطني والتي يأمل من خلالها أن يكون حضوره على أعلى مستوى في تحد جديد يدخله بالقارة الإفريقية.
تتبع الأشرطة بغاية واحدة 
منذ إلتحاقه رسميا كمدرب للمنتخب الوطني المغربي يحاول الفرنسي هيرفي رونار مشاهدة أشرطة المباريات التي خاضها الأسود تحت إمرة زكي بادو، المدرب الجديد لم يكتف  بما دار بينه وبين مساعده مصطفى حجي، بل يتفرج على مباريات الفريق الوطني ويعيدها في أكثر من مناسبة.
رونار لا يفارق حاسوبه وينخرط هذه الأيام في عملية دراسة معمقة لمستوى كافة اللاعبين المغاربة قبيل وضع اللائحة الموسعة التي سيدرسها جيدا قبل أن يوجه الدعوة للعناصر التي سيعتمد عليها أمام الرأس الأخضر في مواجهتين قد ترفعان من شأن تلميذ كلود لوروا أو ستطمسان المجد الذي رسمه سابقا رفقة زامبيا وكوت ديفوار اللذين توجا رفقتهما بكأس أمم إفريقيا.