لا يمكن أن يمر الثالث والعشرون من شهر يونيو من كل سنة من دون أن نذكر تلك المباراة التاريخية التي خاضها الفريق الوطني برسم نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا أمام المنتخب السكتلندي والتي شهدت واحدا من أقوى انتصارين سجلهما في نهائيات كأس العالم.
في مثل هذا اليوم من سنة 1998 كان على الفريق الوطني أن يواجه بملعب جوفري ريشار بمدينة سانت إيتيان الفرنسية المنتخب السكتلندي عن ثالث جولات الدور الأول لنهائيات كأس العالم بفرنسا، في مباراة كان أسود الأطلس يدركون جيدا أن تعادلهم في أول مباراة أمام المنتخب النرويجي بهدفين لمثلهما وخسارتهم أمام المنتخب البرازيلي بثلاثية نظيفة يضعهم أمام خيارين يتلازمان ولا يمكن لأحدهما أن يقود إلى التأهل من دون حضور الآخر.
كان على الفريق الوطني المغربي أن يفوز أولا على المنتخب السكتلندي بالحصة التي تتدارك فارق الثلاثة أهداف الذي انهزم به أمام البرازيل، وكان عليه ثانيا أن ينتظر ما ستؤول إليه مباراة البرازيل والنرويج، على اعتبار أن النقاط الأربع لا يمكن أن تضمن للفريق الوطني المرور للدور ثمن النهائي لثاني مرة في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس العالم بعد مروره لأول مرة خلال مونديال 1986 بالمكسيك.
وبالفعل ركز الفريق الوطني بشكل كبير على مباراته أمام المنتخب السكتلندي، ويمكن القول على أنه وقع على واحدة من أقوى وأجمل مبارياته في تاريخ مشاركاته بنهائيات كأس العالم، ذلك أن الأسود سيتوصلون بمهارة جماعية ودقة كبيرة ونجاعة أكبر في إستثمار كل الفرص المتاحة إلى تسجيل ثلاثة أهداف في مرمى لايتون حارس مرمى المنتخب السكتلندي بواسطة صلاح الدين بصير (موقع هدفين) وعبد الجليل هدا (كماتشو).
وبرغم أن المباراة ستنتهي بتحقيق الفريق الوطني لفوز كبير وعريض إلا أن الحلم في بلوغ الدور الثاني لكأس العالم سيتحطم بالكامل بعد النتيجة المفاجأة التي أفرزتها مباراة البرازيل والنرويج التي كانت تجري في نفس الوقت بملعب آخر، فضدا على كل التوقعات سيتمكن المنتخب النرويجي من الفوز على المنتخب البرازيلي ليضمن بذلك المركز الثاني والمرور إلى الدور ثمن النهائي، لتتداخل الصور والمشاعر فيما بينها، مشاعر الفرح والفخر بتحقيق فوز ولا أروع على منتخب اسكتلندا بالحصة الأكبر في تاريخ مشاركات الأسود في نهائيات كأس العالم ومشاعر الحسرة والحزن على ضياع حلم المرور للدور الثاني ما جعل اللاعبين بكاملهم ينخرطون في موجة من البكاء الهستيري التي تطلبت وقتذاك تدخل المدرب الفرنسي هنري ميشيل وكافة أعضاء الطاقم التقني والطبي للتخفيف عن الحزن الكبير الذي داهم اللاعبين، لتنتهي ثالث مشاركات الفريق الوطني في نهائيات كأس العالم باحتلال المركز الثالث وبالخروج من الدور الأول برأس مرفوعة.
وهذه هي البطاقة التقنية للمباراة..
نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا
الثلاثاء 23 يونيو 1998
المغرب ـ اسكتلندا: 3ـ0
الملعب: جوفري ريشار بسانت إيتيان الفرنسية
الجمهور: 30.600
الحكم: علي بوجسيم (الإمارات)
الأهداف: صلاح الدين بصير (د23 ود85) ـ عبد الجليل هدا (كماتشو) (د46) المغرب
الإنذاران: كيفن غلاتشير (د21) اسكتلندا ـ يوسف شيبو (د81) المغرب
الطرد: غريغ بورلي (د53) اسكتلندا
المغرب: إدريس بنزكري ـ عبد الإله صابر (يوسف روسي د72) ـ لحسن أبرامي ـ السماحي التريكي ـ نورالدين نيبت ـ الطاهر لخلج ـ يوسف شيبو (جمال السلامي د87) ـ مصطفى حجي ـ غريب أمزين (رشيد العزوزي د76) ـ صلاح الدين بصير ـ عبد الجليل كماتشو.
المدرب: هنري ميشيل
اسكتلندا: لايتون ـ ماكنمارا (ماكينلاي د54) ـ طوم بوي ـ كولين هاندري ـ كيفن غلاتشير ـ غريغ بورلي ـ دوري (سكوت بوت د83) ـ جون كولينز ـ بول لامبيرت ـ دافيد واير ـ كريستيان دايلي.
المدرب: غريغ براون