خطوتان ويتحقق الحلم

بطل المغرب والوصيف بمربع الكبار في مسابقتي عصبة الأبطال وكأس الكاف، هذا يعني أن الكرة المغربية بألف خير وعلى أن بطولتنا تحسنت بالفعل كيف لا وهي تفر عبر رقميها البارزين سطوتها قاريا.
180دقيقة هي من تفصل الوداد بأمجد الكؤوس والفتح بكأس الكاف عن بلوغ النهائي وبعدها مناقشة البوديوم بهدوء، وهو فاصل زمني لا يعني في أهميته الناديين فحسب بل الكرة المغربية في إجمالي التقييم لما للأمر من إنعكاس كبير حتى على الأسود في سنة الكان.
في التشخيص التالي نعيد تركيب وإستحضار أزمنة الكرة المغربية الذهبية، وكذا حظوظ الوداد والفتح لبلوغ سوبر إفريقي سيشكل حدثا تاريخيا سيتم تداوله عالميا لو يكتب له النجاح.

النصف يغذي الشغف
 بلوغ نصف نهائي المسابقتين صحيح يمثل حدقا رائعا وإنجازا كبيرا، لكنه الآن وقياسا بطموح الناديين وكذا تطلع محيطهما ليس هو سدرة المنتهى ولا الغاية القصوى، كون الأهداف صارت أكبر من مجرد التموقع بمربع الكبار.
النصف غذى الشغف وفتح الشهية لما هو أهم، والأهم بطبيعة الحال ليس النهائي فحسب بل التتويج واعتلاء البوديوم  والتفوق على باقي فرق القارة السمراء، وهو أمر جد متاح لو إستحضرنا ما للوداد والفتح من آليات لتحقيق الهدف، وما لهما أيصا من رغبة في تأكيد التفوق الذي رسماه ويرسمانه محليا.
تعزيز الإنجازات المحلية بشقيقتها القارية، يعني أن الفتح إستحق لقبه والوداد كان يستحق ما هو أكبر من مجرد الوصافة وفي كلتا الحالتين تبقى الكرة المغربية هي المستفيد الأكبر.
                                                                       الوداد يحلم بالعالمية
 لو نحن فتشنا في تاريخ وداد الألقاب والبطولات ولو نحن تعقبتنا أثار هذا الفريق الكبير والمرجعي وفحصنا فحصا دقيقا وسريريا سيرته، لوجدنا أنه فريق لا يرضى بغير الألقاب ولا يرضيه أن يكون الرقم 2 مهما كانت طبيعة المنافس ومهما كانت قيمة الفريق الذي يصاقر كون الوداد يرى نفسه وعلى الجوام أنه الأفضل والجدير بالريادة.
وهذه الثقافة الإنتصارية التي ترسخت حتى في ذهن الأنصار، تقيم الدليل على أن الوداد ليس مسرورا بالنصف، ومكونات الوداد وجماهيره لم يطربها أن تصل نصف نهائي عصبة الأبطال لمجموعتها حتى ولو ضمت الأخيرة فريق الأهلي المرعب.
اللقب الذي يقود رأسا وعموديا صوب مونديال الأتندية باليابان وحده من يروي العطش. ووحده من يلبي المراد والوداديون واثقون أنهم أهدروا فرصة ذهبية أمام الترجي قبل سنوات وسيكون من الحمق لو يهدروا فرصة التتويج هذه المرة، فهم من أزاح حامل الرقم القياسي للمسابقة والأسيك المرعب وخاصة مازيمبي المخيف من طريقهم.

الزمالك كله مهالك
 مخطئ من يعتقد أن الزمالك المصري هو منافس وخصم مفضل لفريق الزداد بخلاف سان داونز الجنوب أفريقي، ومخطئي من باع ويبيع جلد الدب الأبيض الزملكاوي دون أن يستحضر بعض العوامل التي تؤكد العكس.
4ومن بين كل هذه العوامل كون الزمالك هو شبح الكرة المغربية الأسود، والأرقام تقدمه دائما مفضلا في الترشيحات بإستثناء حالة واحدةإنكسرت فيها شوكته قبل 30 سنة أمام الجيش الملكي في نفس الدور من نفس المسابقة.
العامل الثاني هو الزمالك اليوم أفضل بكثير من الأهلي والذي هزم الوداد والعامل الثالث الزمالك لا يخسر إلا ناذرا في نص النهائي والمعطى الرابع كون هذا الفريق هو حامل ثاني أكبر رقم من الكؤوس ب5 ألقاب بعد غريمه الأهلي، لكل هذا فالزمالك ليس حائطا قصيرا بل هو معبر مهالك وصعب المسالك أمام الوداد.

الفتح ولغم بجاية
لم يسبق لفريق مغربي أن منح الإطمئنان للجماهير المغربية كما يمنحها الفتح الرباط لها اليوم من خلال السلاسة والمرونة، التي أصبح يتعامل بها الفريق ومن خلال سلاسة التعاطي مع المباريات، وحتى الكيفية التي يروض من خلالها منافسيهم على إختلاف قاماتهم.
الفتح أطاح بفرق كبيرة منها من سبق له التتويج قاريا والمقصود هو الملعب المالي ثم تصدره مجموعة ضمت نجم الساحل التونسي والكوكب وكلاهما متوجان سابقان بكاس الكاف، هو اليوم على عتبة العبور لثاني نهائي في تاريخه والأول عرف تفوقه على الصفقاسي والتتويج بملعب المهيري قبل 6 سنوات.
بجاية المغمور ليس من الفرق الجزائرية التقليدية، لكنه فريق يلعب بالحماس والندية، فريق مشاكس ويمثل لغما للفتح وهنا يكمن الخوف والقلق.
الطقوس التي يلعب فيها هذا الفريق تشبه تلك التي يلعب فيها وفاق سطيف وهو الذي ينبغي الحذر منه لكون كل الضغط على أكتاف ممثل الكرة المغربية.

البطل والوصيف بالمحك
تواجد البطل الفتح ووصيفه الوداد في محك نصف النهائي يجعل الضغط كله على أكتافهما، كونهما يحملان معا آمال وتطلعات الكرة المغربية ويحملان ثقل تشريفها وكذا المراهنة على جعلها في صدارة الأحداث والعودة للبوديوم وتتويج الدعم الكبيرالذي أصبحت تقدمه الجامعة ماليا ولوجيستيكيا لكل سفراء الأدغال.
الفتح والوداد مطالبان بالإستماتة وأن يواصلا بنفس الجدية والعزم والإصرار في نصف النهائي وأن لا يستكينا ويرضيا بما بلغاه ويعلنا أن اللقب والتتويج هو الهدف الأسمى، وما ذلك بعزيز على الوداد الساعي لإستعادة روائع أم درمان السودانية والفتح المتلهف كي يعود ليعلن نفسه قوة كروية رائدة قاريا وبمسابقة الكاف وكونه صار يملك شخصية الفريق المهيكل حقا، لذلك تكبر معهما أحلام الجماهير المغربية التي ستتلون بلونهما معا لغاية إعتلاء البوديوم إن شاء الله أبطالا.