هدف بمصر يعني لنا الكثير
بعدما أكد حضوره القوي والمميز مع الأولمبيين، وزكى ذلك بالمستوى الجيد الذي قدمه رفقة المنتخب الرديف أمام ليبيريا، ومع الوداد الذي نال معها اللقب رقم 18 للبطولة الوطنية، وقاده لنصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، كان لنا هذا اللقاء مع وليد الكارتي متوسط ميدان القلعة الحمراء، حيث أكد بأن فريقه عازم على نيل اللقب القاري وإضافة الزمالك لباقي ضحاياه، كما أوضح بأن الوداد يملك مفاتيح الفوز على الفريق المصري، مشددا على دور الجمهور الودادي لحسم هذا النزال. 

- المنتخب: شاركت مؤخرا في مباراة ودية رفقة المنتخب الرديف، كيف عشت هذه التجربة الجديدة؟

الكارتي: أظن بأنها فكرة جيدة ومهمة أن يتم تجميع المنتخب الرديف من اللاعبين المحليين ومنحهم فرصة الإحتكاك والمنافسة خاصة مع المنتخبات الإفريقية، حيث كان أغلب اللاعبين ممن شكلوا قاعدة المنتخب الأولمبي، إضافة للعناصر التي تألقت في بطولة الموسم الماضي وبداية هذا الموسم وبعض المحترفين، التجربة كانت جيدة ومفيدة أمام منتخب ليبيريا الذي كان يستعد لإقصائيات كأس إفريقيا للأمم، قدمنا مباراة في المستوى، والفوز بهذه الحصة لا يعني ضعف الخصم، لكن العناصر الوطنية كانت الأفضل والنتيجة مستحقة، وهي مؤشر على توفر المنتخب الرديف على عناصر جيدة.

- المنتخب: غبت عن فريقك في المباراة الأخيرة أمام المغرب الفاسي، هل كنت تتوقع هزيمة فريقك؟

الكارتي: صراحة لم أكن أتوقع هذه الهزيمة، لكن في كرة القدم كل شيء وارد، خاصة حينما يتعلق الأمر بمباريات كأس العرش التي تبقى حبلى بالمفاجآت، والمغرب الفاسي يبقى شبحا وعقدة بالنسبة للوداد، فقد سبق له أن أقصانا من نفس الدور قبل موسمين، وأظن بأن لاعبي الوداد يفكرون أكثر في نصف نهائي عصبة الأبطال أمام الزمالك، وهذا ما ساعد الفريق الفاسي على تحقيق الفوز.

- المنتخب: لكن كأس العرش يبقى بدوره مهما، فهل ستعملون على تعويض الخسارة في الإياب؟

الكارتي: بالفعل، فكل المسابقات مهمة بالنسبة لنا، وكأس العرش يعني لنا الكثير بالنظر لقيمته ورمزيته، والوداد لا يشارك من أجل التنشيط وإنما من أجل المنافسة على الألقاب، لذلك سنبذل كل الجهود في مباراة الإياب التي ستدور يوم الجمعة من أجل تدارك فارق الهدف وضمان التأهل للدور القادم، وذلك حتى نرحل لمصر بمعنويات مرتفعة.

- المنتخب: تنتظركم بالفعل مباراة قوية مع الزمالك، فما رأيك في هذه القمة؟

الكارتي: هي بالفعل قمة كروية تجمع بين فريقين عريقين وكبيرين، الكل يعتبرها نهاية قبل الأوان، والفريق الذي سيتجاوز هذا الدور سيكون مرشحا بقوة للتتويج باللقب، نحن نحترم الزمالك لتاريخه ولسجله الذهبي في هذه المسابقة الإفريقية، لكن أرضية الميدان هي التي ستحكم وستفصل بين الفريقين، وفي الأخير فإن هناك فريقا واحدا هو الذي سيمر للدور النهائي، وأظن بأن الوداد يستحق التتويج بهذا اللقب القاري بعد مسيرته الموفقة في التصفيات والتي تميزت بإسقاطه لكبار القارة الإفريقية، وكما يقول المثل «مايمكنش توصل للعين وما تسقيش»، لذلك فإننا عازمون على تجاوز هذا الدور وبلوغ المباراة النهائية.

- المنتخب: من خلال تجاربك السابقة،ما هو مفتاح الفوز على الزمالك؟

الكارتي: نحن على يقين بأن المباراة لن تكون سهلة بالنسبة للفريقين، سواء تعلق الأمر بالشوط الأول بمصر أو الشوط الثاني الذي سيكون بمركب مولاي عبد الله، ونعلم جيدا بأن مثل هذه المباريات تتحكم فيها بعض الجزئيات الصغيرة، والتركيز يلعب دورا كبيرا في حسم نتيجة المباراة، علما أنه كانت لدينا تجربة سابقة مع الأهلي المصري وقد استفدنا منها، حيث أنهينا مباراة الذهاب بتعادل سلبي، لكن الفريق المصري نجح في خطف هدف الفوز في الإياب من كرة ثابتة، وأمام الزمالك لن نكرر نفس الخطأ، سنبحث عن نتيجة الفوز في الذهاب، وذلك لحسم التأهل بمصر وعدم انتظار مباراة الإياب، وهذا يفرض علينا تسجيل على الأقل هدفا واحدا خارج القواعد لتفادي المفاجآت في الإياب، لقد نجحنا في التسجيل خارج الميدان في كل المباريات التي خضناها منذ انطلاق هذه المسابقة باستثناء المباراة أمام الأهلي، وبإمكاننا التسجيل في مرمى الزمالك بميدانه، وهذا مفتاح المرور للمباراة النهائية، لكن في الإياب سيكون دور الجمهور الودادي حاسما لزرع الحماس في نفوس اللاعبين والضغط على لاعبي الخصم.

- المنتخب: تعرضت مؤخرا لإنتقادات من طرف الجماهير الودادية، فكيف تقبلت هذه الإنتقادات؟

الكارتي: حينما ينتقدك الجمهور فهذا يعني أنه يحبك ويريدك أن تكون دائما الأفضل  وفي المستوى الكبير، وشخصيا أتقبل النقد من الجماهير الودادية، وهذا ما يدفعني لأبذل مجهودات مضاعفة لأكون عند حسن ظنها، لا تنسى أننا اجتزنا موسما صعبا وشاقا، لم نستفد من الراحة بسبب تواجدنا مع المنتخب الأولمبي، ومشاركتنا مع الوداد على عدة واجهات كما استنزفنا الكثير من الطاقة في تنقلاتنا عبر الدول الإفريقية وكذا مختلف الملاعب الوطنية، لقد عانينا كثيرا من إقفال مركب محمد الخامس، وبالرغم من ذلك نافسنا على لقب البطولة لآخر دورة، كما بلغنا نصف نهائي عصبة الأبطال، دون الإستفادة من الراحة للموسم الثاني على التوالي.

- المنتخب: في ظل تعزيز صفوف الفريق بعناصر جديدة، ألا تتخوف من ضياع رسميتك؟

الكارتي: لا بالعكس، لست متخوفا من هذا الجانب فالمشاركة على عدة واجهات تتطلب توفر الفريق على تركيبة بشرية في المستوى، فالتجربة أثبتت عدم إمكانية إشراك نفس العناصر في كل الواجهات، وهناك أيضا الإنذارات وكذا الإصابات التي تغيب بعض العناصر لفترة معينة، وتواجد عناصر جيدة هو في مصلحة الفريق وكذا اللاعبين الذين يبذلون مجهودات مضاعفة لنيل الرسمية، وفي الأخير فإن المدرب هو الذي يملك صلاحية اختيار اللاعب الجاهز والأصلح لكل مباراة، هذا مع العلم أن حمل قميص الوداد يبقى شرف، وأي لاعب يتمنى أن يكون ضمن التركيبة البشرية لوداد الأمة.

- أترك لك مساحة حرة لنختم بها هذا اللقاء؟

الكارتي: أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى لكم التوفيق ولجريدتكم مزيدا من الرقي، كما أشكر الجماهير الودادية على دعمها لنا ومساندتها لنا، نتفهم غضبها في بعض الأحيان، لكننا كلاعبين نبذل كل جهودنا لكي نسعدهم، وإن كان التوفيق لا يحالفنا في بعض الأحيان، إذ لا يمكن الفوز دائما، وحاليا وصلنا لمرحلة مهمة من عصبة الأبطال الإفريقية، ونحتاج أكثر للدعم والمساندة لنحقق الهدف المنشود، ونحن كلاعبين لن ندخر أي جهد، وسنقاتل لتحقيق هذا اللقب.