لم تحفل الجولة الأخيرة بالكثير من المفاجآت، حيث تأهلت المنتخبات التي كانت تملك كل  الحظوظ للمرور إلى النهائيات،  على غرار تونس والكوت ديفوار، فيما تأهل كل من الطوغو وأوغندا كأفضل ثواني المنتخبات، وحرم منتخب ليبيا منافسه الرأس الأخضر بعد أن فاز عليه بهدف للاشيء في اللحظات الأخيرة من المباراة، علما أن النسخة القادمة بالغابون ستشهد غياب منتخبين كبيرين ويتعلق الأمر بنيجيريا وجنوب إفريقيا بعد عجزهما عن حجز بطاقة التأهل للنهائيات.
كما كان منتظرا تأهل المنتخب التونسي في المجموعة الأولى، حيث انتظر الجولة الأخيرة من أجل حسم البطاقة، وكان منتخب نسور قرطاج مطالبا بالفوز على ضيفه المنتخب الليبيري لتحقيق هدفه، خاصة أنه كان في منافسة ضارية مع المنتخب الطوغولي، ولم تضيع تونس فرصة الاستقبال وضربت الطوغو 4ـ1، وسجل الأهداف الأربعة الخزري والخنيسي وخليفة والحمر، وتصدر تونس المجموعة بـ 13 نقطة أمام المنتخب الطوغولي الذي استفاد من فوزه على جيبوتي بخماسية، حيث حجز بطاقة التأهل كأفضل منتخب إحتل المركز الثاني إلى جانب أوغندا.
ولم يترك منتخب جمهور الكونغو الفرصة تمر دون أن يحقق التأهل، على حساب منافسه منتخب إفريقيا الوسطى، حيث فاز عليه 4ـ1 في مباراة تسيدها أصحاب الأرض، وسجل الأهداف الأربعة كياطو وندومبي وبولينغي ويوناكا، فيما سجل إنزا هدف إفريقيا الوسطى الوحيد، وفي مباراة أخرى تعادلت أنغولا أمام مدغشقر بهدف لمثله.
وإذا كان منتخب مالي قد حسم الأمور في المجموعة الثالثة في الجولة السابقة، فإن منتخب بنين كان يمني النفس أن ينجح في كسب بطاقة التأهل كأحد أفضل ثواني المنتخبات، حيث واجه المنتخب المالي في مباراة صعبة وكان يكفيه التعادل ليحقق هدفه، لكن نسور مالي لم ترحمه وفازوا عليه بـ 5ـ2، لتضيع منهم هذه الفرصة، حيث تساوى مع المنتخب الطوغولي المحتل للمركز الثاني في المجموعة الأولى بنفس الرصيد 11 نقطة، لكنه تجاوز منتخب البنين بالنسبة العامة.
وعرفت المجموعة الرابعة تأهل منتخبين إلى النهائيات، وهما أوغندا التي تصدرت برصيد 13 نقطة ورافقها بوركينافاسو الذي احتل المركز الثاني بنفس رصيد النقاط والذي اختير كأفضل ثواني المنتخبات، المنتخبان معا فازا في الجولة الأخيرة وكسبا ثلاث نقاط غالية، حيث انتصر المنتخب الأوغندي على جزر القمر بهدف للاشيء حمل توقيع ميا في الدقيقة 35، بينما فاز منتخب بوركينافاسو على بوتسوانا بهدفين لواحد، علما أن المنتخب البوركيناني كان مقصيا إلى حدود الدقيقة التسعين قبل أن يسجل هدف الفوز والتأهل في الوقت بدل الضائع عبر دياوارا.
وفي المجموعة الخامسة حسم منتخب غينيا بيساو بطاقة التأهل في الجولة السابقة لذلك كانت مباراته شكلية أمام أنغولا التي خسرها بهدف للاشيء، ومع ذلك ظل يتصدر المجموعة بعشر نقاط أمام أنغولا بتسع نقاط، وفي نفس المجموعة تعادل منتخب زامبيا أمام كينيا بهدف لمثله، علما أن المنتخب الزامبي الذي يعد من المنتخبات الفائزة باللقب الإفريقي في العقد الأخير، يعتبر من أبرز الغائبين عن النسخة القادمة.
وفي المجموعة السادسة واصل المنتخب المغربي تسيده بعدما أنهى التصفيات بفوز على منتخب ساوطومي بهدفين للاشيء، علما أنه حسم بطاقة التأهل قبل جولات، فكانت هذه المباراة شكلية للمنتخبين معا، فيما أضاع منتخب الرأس الأخضر فرصة التأهل كأفضل ثاني بعد خسارته أمام ليبيا بهدف قاتل سجل عليه في الوقت بدل الضائع بواسطة فؤاد الطريقي، وكان يكفيه التعادل لحجز بطاقة التأهل لكن هذا الهدف حرمه من التواجد بالغابون، إذ تجمد رصيده في 11 نقطة.
واكتسح المنتخب المصري المجموعة السابعة وأنهاها في المركز الأول بعشر نقاط، وهي المجموعة التي أفرزت غائبا كبيرا عن النهائيات، الأمر يتعلق بالمنتخب النيجيري الذي أقصي بعد احتلاله المركز الثاني بخمس نقاط أمام تنزانيا بنقطة واحدة، علما أن هذه المجموعة عرفت انسحاب تشاد، وبالتالي لم يكن الفوز الذي سجله المنتخب النيجيري في هذه الجولة على تنزانيا 1ـ0 بالمفيد.
ومثلما كان متوقعا أنهى المنتخب الغاني ترتيب المجموعة الثامنة وتصدرها برصيد 14 نقطة أمام رواندا وموزمبيق بـ 7 نقطة وجزر موريس بـ 6 نقاط، علما أن غانا ختمت مبارياتها بتعادل بهدف لمثله أمام رواندا، فيما فازت موزمبيق على جزر موريس بهدف للاشيء.
وتأهل منتخب الكوت ديفوار إلى النهائيات في المجموعة التاسعة رغم تعادله أمام سيراليون بهدف لمثله، في مباراة كانت عصية على الإيفواريين الذين انتظروا الجولة الأخيرة لحسم تأهلهم، واستطاعوا احتلال المركز الثاني بفارق الأهداف عن المتصدر المنتخب الغابوني، لكنه تأهل مباشرة بحكم أن منتخب الغابون هو البلد المنظم.  
وفي المجموعة العاشرة أجرى المنتخب الجزائري مباراة شكلية وفاز على ليسوطو بسداسية نظيفة، حيث كرس الجزائريون صداراتهم وتاهلهم ب 16 نقطة في المركز الأول ، فيما كان منتخب إثيوبيا يرغب في المنافسة على أفضل محتل للمركز الثاني، إلا أن فوزه لم يفده على السيشل بهدفين للواحد، رغم أنه تساوى مع المنتخب الطوغولي المتأهل بنفس الرصيد، لكن النسبة العامة رجحت كفته.
وحقق منتخب السينغال العلامة الكاملة وفاز في جميع مبارياته في المجموعة 12 لينهي الترتيب في المركز الأول بـ 18 نقطة، وكان آخر ضحاياه هو منتخب ناميبيا  المحتل للمركز الثالث بـ 6 نقطة، بهدفين للاشيء من توقيع كيطا وضيوف، فيما  تعادل منتخب بوروندي صاحب المركز الثاني بـ 7 نقاط أمام متذيل الترتيب النيجر بـ 4 نقاط  بنتيجة 1ـ1.
وفي المجموعة 12 وكما كان منتظرا أنهى منتخب زيمبابوي الترتيب في الصدارة بـ 11 نقطة، رغم خسارته أمام غينيا بهدف للاشيء، وفي مباراة أخرى فازت مالاوي على سوازيلاند بهدف للاشيء، وفي المجموعة الأخيرة حسم منتخب الكاميرون الصدارة والتأهل في الجولة السابقة، وخاض مباراة شكلية بعد فوزه على غامبيا بهدفين للاشيء، فيما تعادلت جنوب إفريقيا أكبر المقصيين أمام موريتانيا بهدف لمثله. 

< عودة الفراعنة بعد غياب طويل
وأخيرا فراعنة مصر يعودون للواجهة الإفريقية، ربما هو العنوان الأبرز الذي ستشهده نسخة الغابون القادمة، ذلك أن المنتخب المصري يعود لكأس أمم إفريقيا بعدما غاب عن النسخ الثلاث الأخيرة بكل من غينيا الاستوائية وجنوب إفريقيا والنسخة التي نظمتها مناصفة كل من غينيا الاستوائية والغابون، وكان المتتبعون دائما ما يؤكدون أن غياب المنتخب المصري عن أي نسخة غالبا ما  يترك فراغا كبيرا.
حضور المنتخب المصري في أية نسخة يعطي إضافة للمنافسة بحكم القيمة التي يحظى هذا المنتخب الذي فاز باللقب الإفريقي في سبع مناسبات، وهو ما يؤكد أن عودة المنتخب المصري سيعطي نكهة أخرى لنهائيات الغابون.

< مونديال إفريقي بنكهة عربية
المشاركة العربية تبقى أيضا لها طابعا خاصة في المونديال الإفريقي خاصة أنها لها صولات وجولات، بل إن مجموعة من البلدان العربية سبق أن توجت بهذا اللقب، على غرار المغرب وتونس والجزائر ومصر، وحسمت 4 منتخبات عربية مشاركتها في نسخة الغابون، وهي المغرب وتونس والجزائر ومصر، بينما لم تنجح 6 منتخبات عربية في حجز بطاقة تأهلها، وهي ليبيا والسودان وجنوب السودان وموريتانيا وجيبوتي وجزر القمر.
وتصدرت المنتخبات الأربعة العربية مجموعتها، ولم تجد معاناة كبيرة، باستثناء المنتخب التونسي الذي انتظر الجولة الأخيرة ليحقق هذا الهدف.

< حامل اللقب.. تعذب قبل أن يتأهل
كانت كل المؤشرات تؤكد أن منتخب الكوت ديفوار سيتصدر المجموعة وسيتأهل دون عناء، في ظل التجارب التي خامرها وكذا النجوم التي تؤثث فضاءه، لكن حامل اللقب للنسخة الأخيرة تعذب كثيرا بدليل أنه احتل المركز الثاني في المجموعة التي تصدرها المنتخب الغابوني، ومن حسن حظ منتخب الأفيال أن المنتخب الغابوني شارك في هذه المجموعة وهو يعرف مسبقا أنه متأهل، بحكم أنه البلد الذي يستضيف المسابقة، ما جعل المنتخب الإيفواري يتأهل مباشرة مستفيدا من هذا المعطى رغم أنه أنهى الترتيب في المركز الثاني.
المنتخب الإيفواري يملك في رصيده 10 نقاط وتأهل، علما أن منتخبات أخرى تملك رصيدا من النقاط أكثر منه، ومع ذلك لم تتأهل، في إشارة إلى أن المنتخب الإيفواري كان محظوظا.

< نسور تيرانغا.. الإستثناء
شكل منتخب السينغال الاستثناء في التصفيات بعد أن تسيد المجموعة 12 من بابها إلى محرابها، إذ يبقى المنتخب الوحيد في التصفيات الذي تمكن من بلوغ النقطة 18 وفاز في مبارياته الستة، وكان منتظرا أن يتأهل المنتخب السينغالي بسهولة في ظل المنتخبات المتواضعة التي تواجدت معه، إذ لم تنجح في الصمود أمام قوة السينغاليين، حيث تواجد معه كل من النيجر وبوروندي وناميبيا، وفاز على هذه المنتخبات ذهابا وإيابا، فيما نجحت منتخبات أخرى في الفوز في خمس مباريات وتعادل واحد، كالمغرب والجزائر.