العيادة الطبية تخطف بوفال وبنعطية ودرار من الأسود


صار من شبه المؤكد أن يغيب الثلاثي المهدي بنعطية وسفيان بوفال ونبيل درار عن الفريق الوطني في رحلته إلى الغابون لمواجهة الفهود المحلية يوم 8 أكتوبر القادم بمدينة "فرانسفيل"، فيما تحوم الشكوك حول حضور السقاء منير عوبادي الذي ما يزال يشكو من إصابة على مستوى الفخذ ويغيب عن مباريات ليل.

الناخب الوطني هيرفي رونار وُضع في ورطة كبيرة بعد فقدانه لهذه الأركان الأساسية في موقعة حاسمة، خاصة أن العناصر الغائبة لها وزنها الثقيل داخل العرين ومن غير السهل تعويضها ببدائل من نفس المستوى والطينة والتأثير.

بوفال وحكاية 6 أشهر من الغياب

كتب سفيان بوفال آخر صفحاته مع ليل الفرنسي بمداد الحزن والحسرة، حينما لم يكمل الموسم الفارط مع فريقه وودع الملاعب الفرنسية قبل دورة الختام مضطرا بعدما تعرض لإصابة بليغة أثارت ضجة كبيرة ببلاد الأنوار.

فأخر مباراة للاعب كانت بالليغ1 في 30 أبريل الفارط بملعب لوريان المثير للجدل بعشبه الإصطناعي الكارثي، حينما تعرض بوفال لإلتواء في الركبة بعد أقل من نصف ساعة على بداية المباراة، ليغادر متألما من إصابة إتضح بعد الفحوصات أنها تستلزم الخضوع لعملية جراحية.

آثر اللاعب السفر بعدها إلى خارج فرنسا وحط الرحال بالدوحة القطرية ومركزها الطبي العالمي "أسبيتار"، حيث خضع للجراحة الناجحة على يد طبيب فرنسي شهير يعتبر من بين الأفضل على الصعيد الدولي في تخصصه، ومباشرة بعد ذلك بقي بوفال بالدوحة لعدة أسابيع من أجل العلاج والنقاهة، مع تحديد مدة العودة إلى الميادين مطلع شهر شتنبر عقب صيف أبيض.

قضى الرجل 3 أشهر كاملة مرتاحا بدنيا لكن فكره ظل يشتغل كونه كان يدرس العديد من العروض ومستقبله بعيدا عن ليل، إلى أن وجد إتفاقا في آخر رمق من الميركاتو الصيفي مع ساوثهامبتون الذي ضمه في أغلى صفقة في تاريخ النادي الإنجليزي.

كان منتظرا أن يظهر بوفال في الأيام الموالية لإنتقاله لكن مدربه كلود بويل أعلن أنه بحاجة لشهر ونصف من التحضير البدني قبل الرجوع الرسمي، مما يعني أنه أخذ مدة تناهز 6 أشهر للتعافي والإعداد..وإن كان ساوثهامبتون خسر بوفال لبضع أسابيع فالفريق الوطني فقده لنصف عام وتحديدا منذ مبارتي الرأس الأخضر ذهابا وإيابا في مارس الماضي حيث كان الظهور الأول والأخير له بقميص الأسود.

إصابة بوفال حرمت الجمهور المغربي من مشاهدته مع الأسود طيلة 4 مباريات ضد ليبيا وساو طومي رسميا والكونغو وألبانيا وديا، وهو الذي كسب مكانته مع الفريق الوطني بسرعة وقدم إضافة رائعة لخط وسط الميدان الهجومي الذي ظل يفتقد منذ سنوات لممون بارز للهجمات بمثل مواصفاته، ورجوعه إلى العرين مؤجل حتى إشعار آخر إذ وبنسبة كبيرة سيعود للزئير قاريا شهر نونبر أمام فيلة الكوت ديفوار.

درار بعثر الأوراق وقلص الإختيار

لم يكن يتوقع الناخب الوطني هيرفي رونار أن لاعبه المدلل نبيل درار سيخذله وسيدير له ظهره مجبرا في ظرفية حساسة من الموسم، ليبعث له ببرقية الإعتذار عن الحضور في اللقاء القوي المقبل للأسود بالغابون.

درار صدم رونار من ملعب ويمبلي قبل أيام بإصابة متوسطة الخطورة على مستوى الفخذ، في اللقاء الذي جمع موناكو بمضيفه توتنهام في أولى جولات دور المجموعات لعصبة الأبطال الأوروبية حيث غادر أرضية الميدان بعد 5 دقائق فقط من صافرة البداية، ليثور غاضبا ومتألما والحسرة تطغى على تقاسيم وجهه لإحساسه بصعوبة الإصابة.

وفور عودته إلى الإمارة خضع نبيل إلى الفحوصات الدقيقة ليتبين أنه يعاني من تمزق عضلي يستوجب 6 أسابيع كاملة من الراحة والترويض، وهي المدة الطويلة نسبيا في وقت حساس من الموسم سيضطر خلالها إلى متابعة عدد من المباريات الهامة لموناكو محليا وقاريا من بيته، كما سيشاهد مباراة الفريق الوطني ضد الغابون عن بعد في سيناريو غير ذلك الذي خطط له.

القدر شاء أن يُحرم درار من إفتتاح تصفيات المونديال وأن يوضع رونار في ورطة ومأزق بسبب تصريحاته السابقة، والتي أكد فيها أن لا صوت يعلو فوق صوت ظهيره الأيمن الذي يفضله على جميع اللاعبين في مركزه.

ففواد شفيق خرج من الحسابات فجأة ولم يعد يُستدعى للمباريات بسبب عدم قدرته على منافسة درار على الرسمية حسب رونار، والشاب حاكيمي في دور الكومبارس لا يملك حظوظا في تعويضه حتى في اللقاءات الودية في وقت إستُبعد عصام شباك لاعب لوهافر لمحدودته وعدم الإقتناع الكامل بمؤهلاته.

لكن إصابة درار ورّطت رونار وجعلته يفكر في البديل الذي سيدخل رسميا ضد الغابون، فهل سيتراجع عن تصريحاته ومواقفه ويعيد فؤاد شفيق مضطرا لرواقه الذي أبدع وأقنع فيه في عهد الناخب السابق بادو الزاكي؟ أم أنه سيغير خطته من 4- 4- 2 إلى 3- 5- 2 ليتفادى الإحراج ويتجنب إقحام ظهير أيمن تقليدي، علما أن حاكيمي وشباك لن يتواجدا بنسبة كبيرة وسيفسحان المجال غالبا لشفيق المتألق هذا الموسم مع ديجون.

العميد المنحوس والفخذ المعطوب

تساؤلات عريضة باتت مطروحة بشأن الوضعية الصحية للمهدي بنعطية والتي تهدد ما تبقى من مستقبله الكروي بالخراب، كونه يعاني من حساسية مزمنة على مستوى عضلة الفخذ "أديكتور" تجعله سهل التعرض للإصابات موسميا بعد أقل مجهود وأبسط إحتكاك وأبطء ركض.

فنوعية هذه الإصابة ظلت تلازم بنعطية بشكل يثير الإستفهام في المواسم الثلاثة الأخيرة، وكانت سببا في مغادرته هذا الصيف لبايرن ميونيخ بعدما طرده الألمان بحجة أنه مدافع من زجاج سهل التمزق وكثير التردد على المصحات الطبية.

الأعطاب عنوان عميد الأسود الذي ما إن يعود للميادين ويقنع ويبهر وينقض على الرسمية حتى يصاب بعد أقل مجهود ويضطر للغياب لشهر أو شهرين، والمثير أن طبيعة الإصابات هي نفسها وفي الموضع ذاته وتستوجب مدد علاج متقاربة، والكارثي أنها تضرب فخذه مرة ومرتين وأكثر في السنة.

هذا العام أصيب بنعطية في يناير ثم عاد ليصاب في مارس، قبل أن يُصفع للمرة الثالثة نهاية الأسبوع الماضي في لقاء جوفنتوس بملعب سان سيرو ضد أنتر، حينما لم يكمل النصف ساعة الأولى حتى غادر الميدان ماسكا بفخذه الأيسر في لقطة أعادت إلى الأذهان لقطات إصابته مع بايرن ميونيخ.

الجهاز الطبي وفور الخضوع إلى الفحوصات الأولية تبين أنه بحاجة للراحة لأربعة أسابيع في إنتظار تحديد مدة الغياب النهائية بحر هذا الأسبوع بعد إجراء كشوفات طبية ثانية، والمؤكد أن إيقاع تنافسيته مع السيدة العجوز سيتكسر لتتكسر معه القبضة الحديدية التي كان يقارع بها الثلاثي الدفاعي (بونوشي، بارزاغلي، كيليني) على الرسمية، وإستطاع بإجتهاد وإقناع أن يفرض على مدربه أليغري أن ينهج أسلوب التناوب مع إعتماد شبه كامل ودائم على صاحب 29 سنة في مباريات الكالشيو.

ولأن الجمهور المغربي إعتاد عدم مشاهدة بنعطية في المباريات الكبرى والمصيرية في السنوات الأخيرة فالأمر سيتكرر مجددا وفي ظرف 6 أشهر، إذ وبعدما غاب عن اللقاءين الحاسمين شهر مارس الفارط ضد الرأس الأخضر ذهابا وإيابا سيغيب مجددا عن اللقاء القوي ضد الغابون والذي سيحدد خارطة التصفيات المونديال، ليظل وفيا إلى عادته بالغياب عن أهم المباريات الرسمية سواء بداعي الإصابة أو إنشغالات أخرى.

العميد المنحوس والمدافع المعطوب سيترك مكانه لغانم سايس الذي أقنع وأمتع في ظهوره السابق وشكل ثنائيا صلبا مع مروان داكوسطا، والتساؤلات ستبقى مستمرة بشأن هذا اللاعب الذي رأى البعض أنه خليفة القيصر نور الدين النيبت ورجل القيادة في المواعيد الكبرى لكن الوقائع والمعطيات تؤكد العكس.