خلفت هزيمة الكوكب المراكشي أمام ضيفه شباب الريف الحسيمي بهدفين لواحد، لحساب الدورة الثالثة من البطولة الإحترافيه في قسمها الأول، موجة غضب وسط أوساط الفريق المراكشي، إذ تم الإنفصال عن المدرب حسن بنعبيشة الذي كان قد ألمح إلى ذلك في الندوة الصحافية التي تلت المباراة.
قرار الإنفصال اتخذ فعلا من لدن مسؤولي الكوكب الذين اجتمعوا مساء الاثنين الماضي مع المدرب من أجل دراسة حيثيات الإنفصال بالتراضي بين الطرفين، بالرغم من أن بنعبيشة قال  بعد المباراة: «أنا مستمر مع الفريق، غير أنه إذا اختار المكتب المسير أن يفسخ العقد، فأكيد سيكون ذلك بالتراضي، الأمور لم تسر بشكل جيد، نقطة في ثلاث مباريات حصيلة كارثية، غير أنني أؤكد بأنه لا خوف على الكوكب لتوفره على عناصر شابة في المستوى، سواء بقيت أو رحلت، فالفريق يتوفر على تركيبة بشرية ستستمر للعب لعشر سنوات أو أكثر».
وانفصل الكوكب المراكشي بالتراضي عن المدرب حسن بنعبيشة بعد أن قضى على رأس الإدارة التقنية لفارس النخيل نصف الموسم الماضي وثلاث دورات من الموسم الجاري، حيث كان قد تحمل مسؤولية تدريب النادي خلال مرحلة الإياب من بطولة الموسم الماضي، خلفا لهشام الدميعي المقال من منصبه.
وبرر أعضاء مراكشيون قرار فك الإرتباط مع بنعبيشة بتراجع نتائج الفريق مع ما خلفته حالة الإستعصاء الرقمية من إحباط داخل الأوساط الرياضية المراكشية، شاكرين المدرب السابق على العمل الجبار الذي قام به خلال الفترة التي تولى فيها تدريب الفريق.

كوكب في المتاهة
لقد واصل الكوكب المراكشي وحافظ على نسقه التنازلي داخل البطولة الوطنية الإحترافية اتصالات المغرب، عقب عودته بهزيمة ثقيلة من بركان أمام فارس الليمون، هاته الخسارة الثانية له في منافسات هذا الموسم، كشفت مرة أخرى عديد العيوب والنقائص التقنية داخل المجموعة المراكشية على مستوى الخطوط الثلاث بسب الأداء غير المستقر لبعض العناصر، فضلا عن استمرار الذاتية لدى آخرين مازالوا يفتقدون إلى النضج الكروي وحرموا الفرسان من نقاط ثمينة في مباريات كثيرة بسبب ميلهم إلى اللعب الفردي ناسين أو متناسين أن كرة القدم لعبة جماعية، لكن يبقى خط الدفاع الحلقة الأضعف بشهادة الكثير من المتتبعين والتقنيين، حيث بدا واضحا من خلال المباراتين الأخيرتين أن شهاب فلات وأحمد شاكو لم يفد شيئا النادي وهو أمر كان منتظرا بسبب تراجع مستواهما، شأنهما في ذلك شأن ياسين الذهبي ويونس رشيد الذين انتدبهما الكوكب بتوصية من المدرب بنعبيشة الذي أخطأ التقدير بانتدابه للاعبين قدموا للخط الأمامي للفريق من الدرجة الثانية ويلزمهم وقت طويل لاستعادة تنافسيتهم وجاهزيتهم وانضباطهم التكتيكي مع أندية القسم الأول، حيث سيكون أمام المدرب المقبل الذي سيتم الإعلان عنه يوم الاثنين أو الثلاثاء القادم على أبعد تقدير، عدة تحديات لتصحيح الوضع وإيجاد التوليفة البشرية المناسبة التي قد تعيد لفارس النخيل هيبته ومناعته.
والمؤكد أن المرحلة الدقيقة والعصيبة التي يمر منها الفريق المراكشي الذي أدمن الهزائم وفقد بوصلته في البطولة، تطلب من مكتبه المسير الذي أقدم قبل أسبوع على قرار غير منتظر بانفصاله عن حسن بنعبيشة في مستهل البطولة قبل الحسم في خليفته، التحلي بمزيد من الحكمة والرزانة وتغليب المصلحة العامة للنادي في مسألة اختيار الربان الجديد، بعيدا عن منطق «جبر الخواطر» لإرضاء جهات معينة تضغط بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وتستعين بـ «الحياحة» و«أبواق المدينة» لتنصيب مدربين على رأس الإدارة التقنية للكوكب الذي يبحث عن مجده الضائع كي يسعى جاهدا إلى الإنعتاق من لهيب مؤخرة الترتيب والزحف نحو المراكز التي تؤمن بقاءه بقسم الأضواء، وهو رهان لا يمكن تحقيقه بدون تعبئة جماهيرية كبيرة لأنصار الفريق المراكشي المدعوين إلى نبذ كل الخلافات الهامشية، والإلتفاف حول «فارس النخيل»، والعودة إلى مكانهم الطبيعي بمدرجات الملعب الكبير نزولا عند رغبة اللاعبين الذين اشتكوا غير ما مرة من غياب الدفء الجماهيري.

ADVERTISEMENTS

حبل الإقالة لفّ عنق بنعبيشة
منذ مدة وأشياء ليست على ما يرام تسكن بيت الكوكب المراكشي وتفعل أفاعيلها في محيطه، منها الخلافات التي جرت بين أعضاء المكتب المسير بخصوص تدبير الفريق علاوة على خلاف آخر بين أعضاء الطاقم التقني والتي ابتدأها المدرب حسن بنعبيشة بإبعاد المدرب المساعد كمال الصالحي عن الفريق الأول بداعي أن المدرب المساعد يتدخل في شؤونه التقنية ويتطاول على إختصاصاته وتنفيذا لما قرره المكتب المسير للفريق المراكشي في إجتماع بعيدا عن مقر الفريق لحسابات شخصية قديمة مع كمال الصالحي، حيث وجدت الفرصة متواتية لإبعاده وتحميله مسؤولية فشل الفريق وحماية المدرب والمكتب المسير على حد سواء.
خرجات المدرب بنعبيشة تواصلت بإعلان المدرب للإستقالة بعد هزيمة الفريق أمام الدفاع الجديدي بمراكش الموسم الماضي معترفا بكونه فشل في مهامه، كما شدد التأكيد على أنه من الصعب على الفريق أن يلعب على واجهة البطولة الوطنية التي كان يبحث خلالها عن «طوق نجاة» من السقوط الى الدرجة الثانية وكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، إذ أعلن المدرب ذاته استقالته حتى لا يزيد من معاناة الفريق الذي كانت غايته هي إنقاذه من براثن القسم الثاني.
مبررات المدرب بنعبيشة تواصلت بعد هزيمة الفتح الرباطي في منافسة «كأس الكاف» ،حيث إتهم خلالها رئيس الفريق بعدم الإلتزام بصرف المستحقات التي في ذمة الفريق لصالح اللاعبين، وهي التصريحات التي خلقت مشكلا للرئيس وكاد أن يقيل المدرب وقتها من منصبه لولا تدخلات بعض المسؤولين بالفريق الذين نصحوه بالتريث وعدم المجازفة باتخاذ قرارات مضرة بالفريق.
بعد هزيمة الكوكب أمام النهضة البركانية، أجرى الفريق المراكشي مباراة إعدادية ضد حوريا كوناكري قادها المدرب المساعد يوسف مريانة وانتهت بفوز المحليين بهدف دون مقابل، غياب بنعبيشة عن دكة احتياط الكوكب، خرج خبر مرض المدرب المذكور للعلن وأنه تعرض لتسمم غذائي للتغطية قليلا على هزيمة مذلة ببركان ولاحتواء غضب أنصار الفريق، في الوقت الذي لم يعلل أي من المسؤولين معايير إبعاد لاعبين يستحقون البقاء بالكوكب المراكشي واستقدام آخرين لأن الجوانب التقنية من اختصاص مدرب الفريق دون غيره، في هذا السياق تتناسل الأسئلة حول طريقة تدبير الموارد البشرية للفريق بانتداب لاعبين لم يدمجوا بعد من قبيل الهاكي والإدريسي والهوني ونجم الدين وانهاء خدمات آخرين من قبيل التوزامي والشطيبي وبيات، فضلا عن اقصاء أبناء الفريق من اللاعبين الشبان نظير أكوزول وبوكاي والجوبي وفونكة والنوري وغيرهم كثير.فما الجدوى من وجود مركز للتكوين بالفريق؟ وما مصير العديد من المواهب التي يتم تكوينها بمدرسة الكوكب دون أن تنال فرصتها في الانتماء للفريق الأول؟ ولماذا يتم صرف مبالغ كبيرة في جلب لاعبين شباب من فرق أخرى سرعان ما يعودون لأنديتهم دون أن يقدموا للكوكب شيئا؟

بنعبيشة والأربعون لاعبا
بعد إجراء الدورة الأولى من بطولة الموسم الجاري والتي حقق فيها الكوكب المراكشي تعادلا بطعم الهزيمة بميدانه أمام المغرب التطواني، وحيث أن البطولة توقفت بمناسبة عيد الأضحى، دخل فارس النخيل في تجمع تدريبي بمدينة أكادير لمدة 10 أيام بعدد قياسي من اللاعبين الذي بلغ 40 مع مشاركة لاعبين لم يتعاقد معهم الفريق بعد، حيث أنه في العرف جرى أن يدخل «المعسكر» اللاعبون الذين سيتم الإعتماد عليهم في المباريات وليس  لمجرد الخضوع للإختبارات، كما وقع مع اللاعب باسكار الذي اختلف مسؤولو فريقه الرجاء ونظرائهم من الكوكب حول طبيعة التوقيع للاعب بعد أن فضل الفريق الأخضر العمل بنظام الإعارة فقط.
الكوكبيون يطالبون برحيل «الهواية» في التسيير
ما يسم تدبير الكوكب المراكشي هي الهواية في تدبير اليومي الذي يولد الإختلاف بين مسؤولي الفريق، والواضح أن تدبير هذا الاختلاف الذي يبلغ درجة الخلاف في أحايين كثيرة أحد انتكاسة فارس النخيل الذي ينتظرة موسم شاق سيكون عصيا على الفهم مالم يعد الفريق إلى سكته الصحيحة،ومعه يعود المسيرون إلى جادة الصواب بإشراك جميع المتدخلين في الفريق من جمهور ولاعبين وجمعيات وتقنيين.
ماميز الدورات الثلاث من بطولة الموسم الحالي بالنسبة للكوكب هو ضحالة المستوى التقني، كما أن المدرب بنعبيشة صب جام غضبه على التحكيم بعد أن دعاه إلى «مراجعة الأوراق»، لا سيما بعد قرارات للحكمين الهراوي وكورار، علاوة على تحميل المسؤولية للحارس أوزوكا تارة ولبديله بن التومي تارة أخرى، دون إغفال الخصاص في خط الدفاع برحيل نيلسون سيزار وإصابة التوزامي وأخطاء شاكو وفلات، والدفاع عن خصوصية التعاقد مع إبراهيم نجم الدين والحارس العسكري.
إن الذي يجب أن يرحل عن الكوكب المراكشي هو الإنقسام والخلافات والعشوائية والإرتجالية والهواية، حيث لاينبغي أن يكون الفريق مطية لقضاء المصالح الخاصة وفضاء للمنتفعين، حيث إنعدام الثقة بين كل مكونات الكوكب المراكشي من مسؤولين ولاعبين وطاقم تقني وطبي وجمهور وجمعيات للأنصار.

لحظة للتأمل 
حان الوقت والبطولة ستتوقف لأسبوعين لإصلاح الأخطاء القاتلة والمميتة وإعلانها بكل موضوعية وشجاعة والاعتراف بالخطأ على مستوى التسيير، من قبيل التسرع في التوقيع للاعبين بعينهم والاستغناء عن آخرين كان الفريق في حاجة إليهم،وكذا رصد منح توقيع كبيرة خلقت مشاكل للاعبين وجعلت الهوة تتسع فيما بينهم مقسمة إياهم إلى درجات، كما أن الجمهور فقد الثقة في الفريق وفي المسؤولين دون إعتبار لمصلحة الفريق،حتى صار الكوكب موردا ماليا للعديد من الأشخاص ووكالة السفريات المجانية.
آن الأوان القيام بتعاقدات مع الأطر التقنية واللاعبين على أساس برنامج عمل بل على «دفتر للتحملات» مع تشكيل لجان عمل تحدد المسؤوليات والإختصاصات داخل الفريق، لمعرفة مايجري داخله تقنيا وبدنيا وإداريا وطبيا وماليا، لأن الكوكب يحتاج لتدخل علاجي وجلسات مكاشفة غايتها مصلحة الفريق فوق كل الإعتبارات.

ADVERTISEMENTS