ينتظر أن يعرف الجمع العام للكوكب المراكشي الذي لم يحدد بعد تاريخه تغييرا على مستوى الرئاسة، إذ ينتظر أن يغادر محسن مربوح الفريق في الوقت الذي اعتبر فيه مهتمون بالفريق أن أشياء تحاك في الخفاء لإخراج «توليفة» جديدة للمكتب المسير القادم في ما تعتبره العديد من المصادر بمثابة انقلاب أبيض  للتحكم في دواليب الفريق المراكشي.
مصدر مقرب من الكوكب المراكشي أكد بأن محسن مربوح سيقدم إستقالته من رئاسة الفريق، وسيكشف عن أسباب ذلك في الجمع العام القادم، وإن كانت بعض المصادر قد تحدثت عن وجود تحركات سرية في الكواليس للإطاحة به، ولربما قد تكون من ضمن الأسباب التي جعلت مربوح يفكر في الإستقالة، وأضاف بأنه سيبقى وفيا للفريق الذي عاش معه أحلك الظروف بمرها وحلوها في الوقت الذي تشير فيه العديد من المصادر أن رئيس الكوكب ضحية لمؤامرة يقودها صقور الحزب الذين يمسكون بزمام النادي، وأن أحد أعضاء المكتب المسير هو من يرغب في رئاسة الفريق واستقدام مسيرين جدد من خارج المدينة لتعزيز المكتب المسير بفعاليات قادرة على تحمل المسؤولية ودعم فارس النخيل.
وبخصوص الوضع الجديد للكوكب يرى مربوح بأن المكتب المسير سيذهب إلى الجمع العام ويعاني مديونية ثقيلة ورثها عن المكتب السابق حسب الرئيس رغم أن مسؤولي النادي لم يقوموا بأي دور في تعزيز مالية الكوكب غير «استجداء» المجالس المنتخبة وخاصة المجلس الجماعي لمراكش ومجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز، ذلك أن المكتب المسير يؤكد بأن الكوكب بدون مديونية بعدما توصل اللاعبون والطاقم التقني والموظفون والمستخدمون بجميع مستحقاتهم، في الوقت الذي ما زالت فيه أطر وعمال مركز التكوين بدون رواتب منذ ثلاثة أشهر.
أما بخصوص الرهان المنتظر من الفريق فإن المكتب المسير منح جميع الصلاحيات للمدرب الصحابي فيما يتعلق بالإنتدابات والإنتقالات خلال الميركاطو القادم وفق الميزانية المالية التي حددها المكتب، وهو المسؤول الأول والأخير عن الفريق من الناحية التقنية، خاصة وأن الفريق يراهن على الظهور بصورة مشرفة خلال الموسم الجاري.
واضح إذن أن الكوكب لم يقم بتعاقدات مع مستشهرين وداعمين للفريق وأن المكتب المسير ظل رهين «تبعيته» للمجالس المنتخبة والسلطات المحلية، في الوقت الذي تم فيه تأجيل الجمع العام إلى وقت غير معلن عنه، في انتظار أن تنضج «الطبخة» التي يعدها مسؤولو الكوكب على نار هادئة، لينسحب من مكتب الفريق منذ أذن له بذلك ويحضر من رغب فيه الماسكون بأمر الفريق، ويصبح ممثل المدينة الحمراء وسيلة لتحقيق مآرب ذاتية.
لماذا لا تدعم الفعاليات الإقتصادية الكوكب؟
مواسم عديدة والفريق المراكشي يشكو ضيق ذات اليد، غير أن أشياء خفية على مستوى تسييره تظل مبهمة، حيث أن فئة تعض على أجهزة المكاتب المسيرة للفريق بالنواجذ دون أن تقدم له شيئا.
ولم تستطع السنون إبعاد طغمة التسيير عن الكوكب بعدما عملت على تثبيت أوصالها، خاصة وأن الفريق صار حكرا على أشخاص دون غيرهم، غير أن الظاهر أن بعض المسيرين قاموا بدعم جمعيات أصبحت موالية لأعضاء من المكتب المسير، حيث يتم توظيفها في أعمال دنيئة من قبيل عرقلة عمل مدرب أو رئيس ما، ولعل ما حصل مع الرئيس السابق كريم أبو عبيد الذي قدم استقالته بعد دورات عن انطلاق البطولة إلى جانب المدرب الفريق جواد الميلاني خير دليل على ذلك، إذ قام بعض المسيرين، على حد تعبير مصدر مطلع، بتحريض أعضاء لجمعيات للمحبين على تعقب الكوكب.
أمام هذا الوضع لم تجد الفعاليات الإقتصادية بمراكش بدا من «ترك الجمل بما حمل» للمكتب المسير، لأنه بعملية حسابية يمكن معرفة عدد الأعضاء الذين تعاقبوا عن تسيير الفريق منذ مدة وما مصلحتهم في البقاء ماسكين بزمام أمور الكوكب.
العديد من المدربين تم الإستغناء عنهم في ظروف غامضة ومنهم من لم يتسلم رواتبه، ونفس الأمر حصل مع العديد من اللاعبين، حيث يكفي القيام بمراجعة لملفاتهم بلجنة المنازعات بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للوقوف على ما جرى.
غياب الدعم الفريق هو تحصيل حاصل في ظل هذا الوضع، ويتحسر المراكشيون على زمن «الحاج محمد المديوري» الذي استقدم العديد من المؤسسات المالية للفريق، حيث كانت آلية الدعم تتحول إلى عقارات وتجهيزات في ملك النادي.
وبخصوص تعزيز تشكيلة المكتب المسير بفعاليات اقتصادية، فقد بات الأمر مطلبا ملحا على الرغم من نفي رئيس الفريق للأمر، خاصة وأن مصدرا من داخل المكتب أكد ذلك، وهو معطى يشير لعودة بعض الوجوه السابقة لدفة التسيير في ظل الأزمة المالية التي يعانيها الفريق.
رئيس الكوكب الذي خبر التسيير قبل مواسم كأمين للمال غير معني بمطلب الجماهير والمتتبعين للفريق، بعد انتهاء أشغال الجمع العام، حيث لم يقدم محسن مربوح هوية الأعضاء الذين تقرر «ترميم» المكتب بهم، ليعود خلال نهاية الشطر الأول من البطولة إلى إثارة انتباه المسؤولين بالمدينة الحمراء إلى حاجة الكوكب دون تفعيل البرنامج الذي وعد به والذي يخص إعادة هيكلة مركز تكوين الفريق فضلا عن البحث عن موارد مالية قارة.
مسيرو الفريق يعتبرون أن الكوكب لا يحتاج لأشخاص بقدر ما يحتاج للموارد المالية، وإذا كان الإحتراف في العرف الكروي المغربي، بل كما ينص على ذلك كناش التحملات الذي تطالب جامعة الكرة الأندية باحترامه، فالكوكب المراكشي ما زال يعول على منح المجالس المنتخبة من قبيل المجلس الجماعي ومجلس الجهة إضافة إلى تدخلات السلطات المحلية للمدينة دون الحديث عن غياب ملعب قار، حيث أن فارس النخيل لم يؤد ما بذمته لشركة سونارجيس، لذلك حرم غير ما مرة من إجراء تداريبه قبل أن تتحرك الهواتف لفتح الأبواب وتقديم وعود لصرف مستحقات الشركة المذكورة، كما أن وضعية الفريق في سلم الترتيب العام بمثابة الشجرة التي تخفي غابة «الحاجة».

مربوح خارج المكتب القديم - القادم
جنح مسؤولو الكوكب المراكشي إلى الصمت بشكل صارت معه أخبار الفريق تصدر عن بعض المقربين من الفريق، ففي الوقت الذي أوضح فيه أعضاء المكتب المسير للفريق خلال أن الجمع العام سيد نفسه فإن كل المؤشرات تعد بعدم عودة مربوح لتسيير شؤون الفريق بيد أن فؤاد الورزازي قد يتسلم قمرة القيادة بعد رفض تحمل المسؤولية لولاية جديدة الموسم الماضي، كما يمكن اعتماد سيناريو آخر وهو تشكيل لجنة مؤقتة تدبر أمور الكوكب المراكشي مرحليا كنوع من

التمويه لعودة نفس الوجوه إلى دفة القيادة. 
أخبار إذا ما وجدت طريقها للتنزيل على أرض الواقع ستؤكد الطرح الذي سبق وأن سماه الجمهور المراكشي في فترة سابقة بالمسرحية، خصوصا وأن مسؤولي الفريق يصرون على المراوغة وعدم الإستقرار على جواب واحد عدا لعب الأدوار الطلائعية بالبطولة والعمل على مشروع هيكلة الفريق.
الأخبار التي تسربت من بيت الكوكب أكدت أن مسيري الفريق لا يتوقفون عن عقد الإجتماعات بالرغم من أن المكتب المسير على وشك عقد جمع عام مباشرة بعد الإنتهاء من قمة المناخ كوب 22.
من جهة أخرى، قالت مصادر «المنتخب» أن المكتب المديري لنادي الكوكب المراكشي عقد إجتماعا مطولا حضره رئيسه يوسف ظهير قصد تدارس الوضعية الصعبة التي يمر منها الفريق المراكشي، حيث تفيد المصادر ذاتها لـ «المنتخب» أنه بالرغم من عدة تدخلات لإقناع  الرئيس السابق فؤاد الورزازي الذي ما زال مصرا على عدم العودة لقيادة دفة الفريق، فيما أن مصادر أخرى ربطت عودة الورزازي بتقديم ضمانات مالية مع إلتحاق وجوه جديدة بالمكتب المسير سيكونون إضافة نوعية للفريق، في الوقت الذي يمكن تشكيل لجنة للإنقاذ وتشكيل مكتب في أجل يقل عن ثلاثة أشهر، وفي هذا تعويم لواقع الحال وتمويه للعودة الى رئاسة مكتب مسير ينضج على نار هادئة سيما وأن المشهد تكرر في نسخة سابقة وكأن التاريخ يعيد نفسه.
ولمعالجة الإشكال القانوني الذي وقع فيه منخرطو الفريق بعد نهاية الأجل القانوني لعقد جمع عام عادي لم يتم الإعلان عنه كما اتفق عليه، وتم اقتراح تشكيل لجنة مؤقتة لتسيير الفريق لمدة معينة وسط جدل كبير حول عدم قدرة أي منخرط بالفريق التقدم بترشيحه للرئاسة، حيث يبدو الأمر ضربا من العبث الذي يسود التدبير داخل الكوكب الذي يعيش حالة فصام يتمظهر في بروز منطق التسلط لدى مسؤولي الفريق، وهو الأمر الذي جعل الهوة الفاصلة بين الجماهير والكوكب تتسع لتبلغ أزمة التسيير لدى مسؤولي الفريق في أوجها.

ما بين مكتب جديد ولجنة مؤقتة
إن تشكيل لجنة مؤقتة لتسيير الكوكب المراكشي يطرح إشكالات جوهرية حول مصير الفريق وواقع التسيير في زمن الإحتراف ووظائف اللجان المؤقتة التي تستعمل لامتصاص الغضب وإن كانت لجنة إنقاذ الكوكب متشكّلة  من نفس أعضاء المكتب المنتهي ولايته، ذلك أنها تورطت في التحايل على القانون من بوابة التدبير الإداري، بيد أنها ستعيد إنتاج  أزمات الموسم الماضي، بل أنها ستعيد نفس السيناريو ورجوع نفس الوجوه القديمة إلى التسيير.
وتتغذى أزمة الكوكب في وجود منخرطين بدون إمكانات مالية، حيث لو كان الأمر عكس ذلك لكان الحل واضحا، وهو انتخاب رئيس جديد وبشكل عادي عوض الدخول في هذه الأزمة التي يعرف الجميع بدايته ولا أحد يتنبأ بنهايتها، سيما بعد إقدام المسيرين أنفسهم على إنجاز صفقات للفريق من خلال القيام بانتداب عدد من اللاعبين علاوة على حاجتهم لرواتبهم ومستحقاتهم على غرار الطاقم التقني.

الضائقة المالية تهدد مربوح
قال محسن مربوح رئيس الكوكب المراكشي في تصريح سابق أنه تفاجأ لحجم لمشاكل اليومية التي كان يعيشها فارس النخيل، بعد انتخاب المكتب المسير الجديد مما حال دون البحث عن الموارد المالية أو متابعة أوراش مركز التكوين التي سيتم حل مشكله بالتدريج بعد التعاقد مع مدير تقني جديد.
وأضاف رئيس الفريق المراكشي أن المكتب المسير قرر الدفع بالإستقلالية المادية لمركز عن النادي، حيث تم الإتفاق على مجموعة من الأهداف، وهو ما تم من خلال مجموعة من المدخلات على مستوى تكوين العنصر البشري الذي سيكون قطب الرحى في منظومة الكوكب البشرية خلال الموسم المقبل أو على المدى المتوسط والبعيد.
رئيس الكوكب أقر بوجود ضائقة مالية يعاني الفريق منها  سيما وأنه ورث مديونية ثقيلة عن المكتب السابق والتي تقدر بتسعمائة مليون درهم، مشيرا إلى أن مسؤولي الفريق طرقوا مجموعة من الأبواب لكنها بقيت موصدة ولا أحد قدم المساعدة، وأن الحل لا يكمن حسب مكتب الكوكب إلا في تأسيس شركة تتكلف بتدبير الفريق خاصة وأن الأزمة المالية انعكست على الأجواء العامة ووحدها صفقة كوياطي سدت الخصاص في وقت ما.
وتحمل جماهير الكوكب التي تقاطعه منذ مدة المكتب المسير مسؤولية تدهور أحوال فريقهم وتراجع أداء لاعبيه نتيجة سوء التدبير، وعجزها عن جعل حد للتوتر والصراعات الداخلية بين بعض المسؤولين، بل يجمع المهتمون على أن هذه الخلافات هي السبب الأساسي في ابتعاد فعاليات المدينة الحمراء عن تسيير فارس النخيل بعد أن رفضت العمل في ظل أجواء مشحونة بالمقالب والعراقيل والبحث عن سبل ووسائل خلق التوتر الدائم الداخلي وأن الصراعات القائمة بين مختلف فعاليات النادي والتي تسعى لتحقيق المصالح الخاصة هي السبب الحقيقي والوحيد للوضع المتردي الذي آل إليه الكوكب المراكشي.
المشاكل المادية انعكست على مستوى المجموعة وأثرت سلبا على معنوياتهم، حيث وجدوا أنفسهم في متاهة كبيرة ومعقدة، لأنهم منشغلون بانتظار الحلول التي تخرجهم من ضيقهم المادي الذي استفحل كثيرا، لذلك فالحل بيد فعاليات الفريق وحدها فهي القادرة على إيجاد الحلول الناجعة لكل الأزمات وعليها أن تجلس لمائدة الحوار بعيدا عن المصالح الذاتية الضيقة لانتخاب مكتب مسير قوي يتحمل بجدية تدبير شؤون فريق الكوكب.