أسود الأطلس أبطال لإفريقيا عن جدارة
تنطلق يوم 14 من يناير 2017 النسخة 31 لكأس إفريقيا للأمم والتي ستخلد الذكرى 60 لميلاد الكأس الإفريقية التي أصبحت اليوم عنوانا لإبراز الإبداع الكروي الإفريقي والتقريب بين الشعوب.
60 سنة من عمر منافسة مثيرة وجذابة سابقت الزمن وغالبت كل الإكراهات من أجل أن تبرز كواحدة من كبريات الأحداث الكروية العالمية، فلا عجب أن تصبح كأس إفريقيا للأمم بفعل ما مر عليها من نجوم وأساطير هي ثالث تظاهرة كروية من حيث العالمية وحجم المتابعة بعد كأس العالم، وبطولة أوروبا للأمم.
«المنتخب» الإلكترونية فتشت في ذاكرة التاريخ عن الميلادات وعن كل المراحل التي مرت منها الكأس القارية، لتقدم لكم بداية من اليوم القصة الكاملة لمونديال إفريقيا.
النجمة الأولى على صدر الأسود
فبعد إحتضانها لنسختي 1962 و1968 رجعت إثيوبيا وعاصمتها أديس أبابا لتُسلط عليهما الأضواء مجددا في دورة 1976، حيث شهدت البطولة منعرجا تاريخيا وجديدا بوصولها إلى المحطة العاشرة، مما فرض على المسؤولين والمنظمين مسايرة الحقبة الزمنية للمسابقة وإجراء تطورات أخرى من أهمها تحسين نظام اللعب وقانون التنافس، وذلك بإقامتها على شكل مجموعتين رباعيتين المتأهلين الأوليين منهما يشكلان مجموعة نهائية ثالثة وأخيرة متزعمها يُتوج بطلا للبطولة.
وكالعادة وبعد نهاية الأدوار التصفوية إنتظمت المنتخبات المتأهلة في مجموعتين ضمت الأولى غينيا، مصر، إثيوبيا، أوغندا فيما تشكلت الثانية من الزايير حاملة اللقب، المغرب، نيجيريا، والسودان في ظل غياب دائم لتونس والجزائر وعجز منتخبات الكاميرون، الكونغو برازافيل، الكوت ديفوار عن التأهل، وعرف الدور الأول خروج أصحاب الضيافة مبكرا بعدما إكتفوا بالمرتبة الثالثة في مجموعتهم وراء غينيا المتصدرة ومصر الوصيفة لتعم خيبة أمل كبيرة في أرجاء البلد في حسرة وندم على ضياع فرصة حصد اللقب الثاني بعد الكأس اليتيمة سنة 1962، أما المجموعة الثانية فتسيدها وتزعمها أسود الأطلس المتعادلون مع السودان (2ـ2) والفائزون على البطل الزايير (1ـ0) ثم الإطاحة بنسور نيجيريا (3ـ1) والتي تأهلت بدورها للدور الثاني بعد تحقيقها لإنتصارين مهمين على الزايير (4ـ2) والسودان (1ـ0) ليُحكم على حامل اللقب بالتنازل عن عرشه والمغادرة فورا نحو بلاده، لكن هذه المرة على مثن طائرة عمومية.
وانطلق الدور النهائي والذي لُعب على شكل مجموعة لأول مرة بتعادل بين غينيا ونيجيريا (1ـ1)، فيما أسقط الفريق الوطني نظيره المصري (2ـ1) في ديربي مشوق، ليعود بعدها بيومين زملاء فرس والزهراوي مؤكدين تفوقهم وقوتهم بفوز ثانٍ على نيجيريا (2ـ1)، بينما أنهى الغينيون لقاء القمة ضد الفراعنة لمصلحتهم بإنتصار ساحق (4ـ2).
وجاءت المرحلة الأخيرة بمباراة مصيرية أشبه بالنهائي حين إصطدم المنتخب المغربي بنظيره الغيني المرعب وكان الأسود بحاجة للتعادل فقط للتتويج بينما دخل الخصم الشرس برهان الفوز بغية رفع الكأس، وبدأت المواجهة والتي كان مسرحها ملعب أديس أبابا بضغط قوي للغينيين أسفر عن طرد المحراث السماط في الدقائق الأولى من اللقاء، الشيء الذي زاد من معاناة الأسود وجعلتهم يواجهون خصما جائعا بنقص عددي سرعان ما عاكس آمال أصدقاء الحارس الهزاز الذي تلقت شباكه هدفا غادرا من قدم العميد والنجم شريف سليمان قبل نهاية الشوط الأول بدقائق قليلة.. وسارت مجريات الجولة الثانية وفق ما إشتهاه الغينيون إلى غاية الأنفاس الأخيرة، حين إنقلب السحر على الساحر وتحولت أفراح المنافس وإستعداداته للإحتفال إلى مأثم وحزن كبيرين بعدما صفع المدافع أحمد مكروح «بابا» المنتخب الغيني بقذيفة صاروخية من بعد 30 مترا مسجلا هدف التعادل الغالي، والذي ساوى صدارة المجموعة واللقب الإفريقي الخرافي والوحيد في خزانة الأسود.
الدورة العاشرة بالأرقام
كأس إفريقيا للأمم (إثيوبيا 1976)
البطل: المغرب
الهداف: الغيني عليوا كيتا (4 أهداف)
شاركت 8 منتخبات هي: إثيوبيا، السودان، مصر، غينيا، أوغندا، نيجيريا، الزايير، المغرب.
لُعبت الدورة بنظام المجموعتين المتأهلين عنهما يتنافسون في مجموعة رباعية أخيرة صاحب أكبر عدد من النقاط يُتوج باللقب.
8 منتخبات كبيرة غابت عن النسخة العاشرة بعد إقصائها من التصفيات وهي: الكاميرون، الكوت ديفوار، السينغال، الجزائر، زامبيا، الكونغو برازافيل، غانا، تونس.
ملعبا أديس أبابا وديرداوا إحتضنا 18 مقابلة سجلت فيها 54 هدفا.
المغرب، غينيا، نيجيريا أصحاب أقوى خط هجوم بـ 11 هدفا لكل منتخب منهما.
رغم إقصاء إثيوبيا فقد إمتلأت مدرجات ملعب أديس أبابا عن آخرها لمشاهدة المباراة الحاسمة وشبه النهائية بين المغرب وغينيا، وكان الأول بحاجة للتعادل فقط فيما توجب على الثاني تحقيق الفوز.
عاش الفريق الوطني ظروفا صعبة بالبطولة، حيث عانى من سوء التغذية وقساوة المناخ، كما إشتعلت النيران في الطائرة التي كانت تحمله في رحلة جوية داخل إثيوبيا وكادت أن تودي بحياة اللاعبين.
الحكم الزامبي تشايو أُسندت إليه قيادة المباراة بين المغرب وغينيا وقام بطرد اللاعب السماط منذ اللحظات الأولى بعد تدخله الخشن في حق أحد اللاعبين الغينيين.
تشكيلة الأسود الفائزة باللقب: الهزاز - الشريف - المهدي - بابا - أحرضان - كلاوة - الظلمي - السماط - الزهراوي - السميري - الكزار - التازي - بوعلي - فرس - عسيلة بقيادة المدرب الروماني مارداريسكو وتحت سهر عيون الكولونيل الراحل المهدي بلمجدوب.
النتائج الكاملة
- دور المجموعتين:
إثيوبيا - أوغندا: 2ـ0 / مصر - غينيا: 1ـ1
مصر - أوغندا: 2ـ1 / غينيا - إثيوبيا: 2ـ1
غينيا - أوغندا: 2ـ1 / مصر - إثيوبيا 1ـ1
نيجيريا - الزايير: 4ـ2 / المغرب - السودان: 2ـ2
نيجيريا - السودان: 1ـ0 / المغرب - الزايير: 1-0
المغرب - نيجيريا: 3ـ1 / الزايير - السودان: 1ـ1 
- المجموعة النهائية:
غينيا - نيجيريا: 1ـ1 / المغرب - مصر: 2ـ1
المغرب - نيجيريا: 2ـ1 / غينيا - مصر: 4ـ2
نيجيريا - مصر: 3ـ2 / غينيا - المغرب: 1ـ1