تنطلق يوم 14 من يناير 2017 النسخة 31 لكأس إفريقيا للأمم والتي ستخلد الذكرى 60 لميلاد الكأس الإفريقية التي أصبحت اليوم عنوانا لإبراز الإبداع الكروي الإفريقي والتقريب بين الشعوب.
60 سنة من عمر منافسة مثيرة وجذابة سابقت الزمن وغالبت كل الإكراهات من أجل أن تبرز كواحدة من كبريات الأحداث الكروية العالمية، فلا عجب أن تصبح كأس إفريقيا للأمم بفعل ما مر عليها من نجوم وأساطير هي ثالث تظاهرة كروية من حيث العالمية وحجم المتابعة بعد كأس العالم، وبطولة أوروبا للأمم.
«المنتخب» الإلكترونية فتشت في ذاكرة التاريخ عن الميلادات وعن كل المراحل التي مرت منها الكأس القارية، لتقدم لكم بداية من اليوم القصة الكاملة لمونديال إفريقيا.
ميلا والأصدقاء فعلوا العجب بالدار البيضاء
إستفسرت الكأس عن سبب عدم زيارتها للمغرب بعد وألحت على السفر إلى أقصى الشمال الغربي للقارة سنة 1988، حيث أصرت على أن تقيم البطولة الإفريقية هناك وأن تتبارز المنتخبات في مدينتي الرباط والدار البيضاء بغية الظفر بها، علما أنه كان مقررا أن تحتضن زامبيا البطولة إلا أن سوء إستعداداتها وقلة إمكانياتها حرمها من التنظيم، وقبيل إنطلاق الدورة عقد الإتحاد الإفريقي جمعه العادي ونصب الكاميروني عيسى حياتو كرئيس جديد.
وبتشكيلة مرموقة وبوجود تسعين بالمائة من نجوم مونديال المكسيك 1986 قص المغاربة شريط المشوار بشكل غير مقنع بعدما تعادلوا ضد الزايير (1ـ1) قبل أن يفوزوا بالديربي ضد الجارة الجزائر (1ـ0) بهدف مصطفى الحداوي ثم يُرغموا بعدها على التعادل الأبيض أمام الكوت ديفوار، مما بوّأهم الصدارة العسيرة تاركين الوصافة لمحاربي الصحراء المستفيدين من الإنتصار على الزايير (1ـ0) والتعادل ضد الكوت ديفوار (1ـ1).
المجموعة الثانية شهدت قمم التنافس والصراع الكروي بين الثالوث (الكاميرون، نيجيريا، مصر) وبنسبة أقل كينيا ليتوصل في الأخير نسور نيجيريا إلى التحليق في الزعامة مناصفة مع الأسود غير المروضة من فوز وتعادلين لكن فارق النسبة العامة خدم مصالح الخُضر، بينما إستسلم المصريون لقوة أبناء جنوب الصحراء ليتخلوا مكرهين عن عرش الكرة الإفريقية، ورفع المربع الذهبي ستاره على إصطدامين مدويين بين مدرستين مختلفتين، حيث واجه المغرب الكاميرون ونازلت الجزائر نيجيريا.
المقابلة الأولى عرفت طريقها إلى الضربات الترجيحية والتي إبتسمت للنسور وأدارت ظهرها للثعالب بعد نهاية معركتهما بالإنصاف (1ـ1)، فيما عاش الجمهور المغربي إحباطا كبيرا وتذمرا شديدا عقب خروج أصدقاء الزاكي بخفي حنين وإقصائهم من دور النصف على يد الأسود غير المروضة بهدف ماكاناكي لتبكي المملكة ضياع لقبٍ كان في المتناول ويتحول العرس إلى مأثم.
وكعادتهم أخفق أسود الأطلس في نيل المرتبة الثالثة وسقطوا في مباراة الترتيب ضد الجزائر في ديربي ثأر من خلالها زملاء لخضر بلومي لهزيمة دور المجموعتين وخطفوا الميدالية البرونزية بعد هدية من الضربات الترجيحية، في حين أعاد التاريخ نفسه وأعادت البطولة نهائي دورة 1984 بعدما كرس الكاميرونيون تفوقهم وعقدتهم أمام الجارة نيجيريا عقب إحرازهم للكأس الفضية الثانية في سجلهم من قلب ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء والذي أغرِمت شباكه بأهداف روجي ميلا وإيمانويل كوندي صاحب هدف النصر في مسرح النهاية، لتزأر الأسود غير المروضة مجددا وتعتلي عرش الكرة بالقارة.
الدورة 16 بالأرقام
كأس إفريقيا للأمم (المغرب 1988)
البطل: الكاميرون
الهداف: الكاميروني روجي ميلا، الجزائري لخضر بلومي، الإيفواري عبد الله طراوري، المصر جمال عبد الحميد (هدفان).
شاركت 8 منتخبات هي: المغرب، الكاميرون، الجزائر، الكوت ديفوار، مصر، الزايير، نيجيريا، كينيا.
عرفت الدورة إنخفاضا كبيرا في الفعالية حيث لم تهتز الشباك سوى في 23 مناسبة ولم يسجل الهداف أكثر من هدفين.
روجي ميلا توج هدافا للبطولة للمرة الثانية على التوالي وكان مدرب الكاميرون هو الفرنسي كلود لوروا.
الكاميرون فازت للمرة الرابعة على التوالي بجائزة أفضل حارس في الدورة وكانت من نصيب العنكبوت أنطوان بيل الذي خلف المخضرم توماس نكونو، فيما إختير المغربي عزيز بودربالة أفضل لاعب. 
- النتائج الكاملة:
دور المجموعتين:
المغرب - الزايير: 1ـ1
الكوت ديفوار - الجزائر: 1ـ1
الكوت ديفوار - الزايير: 1ـ1
المغرب - الجزائر: 1ـ0
الجزائر - الزايير: 1ـ0
المغرب - الكوت ديفوار: 0ـ0
الكاميرون - مصر: 1ـ0
نيجيريا - كينيا: 3ـ0
الكاميرون - نيجيريا: 1ـ1
مصر - كينيا: 3ـ0
الكاميرون - كينيا: 0ـ0
نيجيريا - مصر: 0ـ0
- المربع الذهبي:
نيجيريا - الجزائر: 1ـ1 (فازت نيجيريا بالضربات الترجيحية)
الكاميرون - المغرب: 1ـ0
- مباراة الترتيب:
الجزائر - المغرب: 1ـ1 (فازت الجزائر بالضربات الترجيحية)
- النهاية:
الكاميرون - نيجيريا: 1ـ0