أكيد أن الوداد البيضاوي من الأندية التي ستسلط عليها الأضواء، بعد بداية مرحلة الإياب، لعدة إعتبارات، أهمها أنه من الأندية التي ستنافس على اللقب بقوة، وكذا للتغيير التقني المهم، بالتعاقد مع مدرب من قيمة الحسين عموتا بعد الإنفصال على الفرنسي دوسابر، لذلك تابعنا تحرك هذا الفريق بعد توقف البطولة، أكان على مستوى الإستعداد أو تحركه في الميركاطو الشتوي، والصورة التي سيظهر بها في الإياب.

 سيناريو لن يعاد
لم ينتظر المكتب المسير  هذا الموسم فريقه يسير لوحده، دون أن يتدخل في ظل النتائج غير المستقرة التي سجلها في الدورات الأخيرة من ذهاب البطولة، عندما راهن على التغيير التقني مباشرة بعد نهاية الذهاب وتم إختيار المدرب الحسين عموتا ليقود الفريق.
المكتب المسير للفريق الأحمر رفض تكرار سيناريو الموسم الماضي، عندما وضع الثقة في المدرب جون طوشاك رغم أن أعراض التراجع  بدت على الفريق، وتأكد أنه يجد صعوبة في الإنتصار، وأدى الثمن غاليا، عندما ضاع منه لقب البطولة بسذاجة، وندم المسؤولون على عدم إتخاذ خطوة التغيير التقني، خاصة بعد الخسارة المذلة التي تعرض لها الوداد أمام الزمالك برباعية نظيفة في ذهاب دور النصف، والتي أقيل على إثرها طوشاك، لذلك إستبق المسؤولون قبل تكرار هذا السيناريو، وأقالوا دوسابر وتعاقدوا مع الحسين عموتا.

الهدف الأول
يدرك المدرب الحسين عموتا أن أمامه رهان مهم، بل يبقى من الأولويات، هو إعادة التوازن للوداد البيضاوي، خاصة أن الفريق تراجع في الدورات الأخيرة في مرحلة الذهاب، بدليل أنه سجل خمس تعادلات ثم حقق الفوز، قبل أن يخسر في آخر مباراة من الذهاب أمام الكوكب المراكشي.
ولن تكون النتائج التي سيكون على عموتا التركيز عليها، بل أيضا مستوى الفريق الذي تراجع ، فحتى الإنتصارات التي سجلها لم تكن مقنعة، وتؤكد أن عملا كبيرا كان في إنتظار عموتا، بالإشتغال على الجانب التقني وكذا التكتيكي.

فلسفته وأسلوبه
ولأن كل مدرب أسلوبه وفلستفته، فإن الحسين عموتا اشتغل على هذا الجانب، حيث كان أيضا من أهم أولوياته هو التقرب من اللاعبين على المستويين التقني والتكتيكي، حيث كان بحاجة لبعض الوقت ليشتغل على هذا الجانب.
والأكيد أن فلسفة عموتة هي مغايرة عن سابقه دوسابر، فاشتغل طيلة توقف البطولة على هذا الجانب، وهو المشهود له بإعتماده على الصرامة التكتيكية والروح الجماعية، لذلك سعى لزرع ثقافته التكتيكية للاعبين وما يطالبهم به في الملعب، ليكون فريقه جاهزا لمرحلة الإياب.

معسكر بأي استفادة؟
فضل الوداد البيضاوي أن يعسكر بمراكش، إستعدادا لمرحلة الإياب، ففي هدوء كبير إستعد الفرسان تحت إمرة مدربهم الحسين عموتة، والأكيد أن هذا المعسكر جاء في الوقت المناسب بالنسبة لعموتا، لأنه كان بحاجة إليه بحكم أنه كانت الفرصة كبيرة له للقاء لاعبيه والبقاء بجانبهم لفترة طويلة.
الفريق البيضاوي خاض مباراتين وديتين في مراكش، الأولى أمام أولمبيك أسفي وإنتهت بالتعادل من دون أهداف، والثانية أمام شباب بنكرير وفاز فيها برباعية نظيفة، وكانت الفرصة أمام اللاعبين من أجل البقاء في أجواء المنافسة، كما أن عموتا وقف على مدى إستجابة لاعبين لأسلوبه وعمله التكتيكي، قبل دخول المنافسة رسميا.

الميركاطو إنتهى
راهن الحسين عموتة على الميركاطو الشتوي من أجل تعزيز بعض المراكز التي كانت تعيش نقصا، غير أن ما لوحظ هو عدم تحرك الفريق الأحمر كثيرا في سوق الإنتقالات، وربما رأى عموتا من خلال متابعته ومعرفته بالفريق، أنه ليس بحاجة كبيرة لإنتداب لاعبين جدد، إذ بإلقاء نظرة على التركيبة البشرية سيتأكد أنها غنية بأسماء وازنة، لذلك يبقى الإنتداب الأهم هو التعاقد مع حسام الدين أمعنان القادم من المغرب الفاسي، والذي طاردته مجموعة من الأندية، قبل أنم يختار الإنتقال للوداد، حيث يعتبر من بين اللاعبين الذين تألقوا في السنوات الأخيرة مع الفريق الفاسي، بدليل أنه كان قريبا من التعاقد في وقت سابق من الرجاء والجيش.
الإنتدابات الثلاثة الأخرى، تمثلت في الحارس رضا التكناوي القادم من نهضة بركان، وحارس تنقصه التجربة بحكم أنه لم يلعب كثيرا ثم العائد نعيم أعراب، والنهاية باللاعب المغمور فيصل الشويخ  القادم من إتحاد أزيلال.

رحيل متوقع
أمام الإنتدابات التي قام بها فقد آثر الحسين عموتا إسقاط بعض الأسماء التي ظلت مبعدة من بداية الموسم أو أنها فقدت رسميتها، حيث غادر الفريق ثلاثة لاعبين، ويتعلق الأمر برضا هجهوج الذي أعير لنادي عجمان الإماراتي، والأكيد أن فقدان الأخير لرسميته وتلقيه عرضا من الخليج قد شجع الفريق الأحمر للتخلي، على واحد من النجوم السابقة للفريق، حيث وجد منافسة كبيرة من مهاجمين الفريق المتألقين، وهو ويليام جبور وفابريس أونداما وأشرف بنشرقي.
الوجه الثاني يتعلق بياسين كوردي الذي فقد هو الآخر رسميته في مركز الظهير الأيسر، وكان متوقعا أن يغادر الفريق بعد أن تم إبعاده، ومنذ مباراة الزمالك في ذهاب دور النصف والخسارة برباعية نظيفة فإنه لم يشارك، إذ فك إرتباطه بالوداد ووقع لأولمبيك خريبكة.
الإسم الثالث والأخير تعلق بالحارس محمد عقيد الذي تعرض لإنتقادات كثيرة بعد الهزيمة أيضا أمام الزمالك برباعية، فآثر الوداد إعارته للكوكب المراكشي من أجل لعب أكبر عدد من المباريات، بدل الإبتعاد عن المنافسة، خاصة أن الوداد انتدب الحارس التكناوتي، لذلك كان من الصعب عليه أن يدخل في المنافسة مع الأخير وكذا بدر بنعاشور وزهير العروبي.

بأي حال يعود الفرسان؟
هو السؤال الذي ربما يدغدغ مشاعر الجمهور الودادي، الذي من دون شك ينتظر الشيء الكثير من المدرب الحسين عموتا ليضع بصمته ويعيد الفريق لمستواه الحقيقي، بعيدا عن اللإستقرار في النتائج والمستوى اللذان عرفهما الوداد مع المدرب السابق دوسابر.
عموتا يدرك المسؤولية التي يتحملها بقيادة فريق يراهن على العودة لسكة الألقاب، خاصة إستعادة لقب البطولة الضائع، الذي تتمنى كل المكونات أن تعانقه، لذلك ينتظر أي بصمة سيعضها بالفريق، وما التغيير الذي سيحمله بالفريق، أكان على الصعيد التقني أو التكتيكي، وكذا النتائج التي تبقى من أولوياته فريق ينافس على اللقب.