سؤال مشروع يطرحه كثيرون بعد الأزمة " المفتعلة " التي فجرتها بعض الخلافات الهامشية الضيقة وأفسدت على الدكاليين نشوة الفرحة بفوزهم القيصري السبت الماضي على الكوكب المراكشي الجريح بهدف للاشيء ، إذ على غير العادة وفي سابقة من نوعها لم يحتفل اللاعبون والمدربون والمسيرون على أرضية ملعب بن محمد العبدي بهذا الانتصار الهام الذي كانوا في أمس الحاجة إليه مع جماهيرهم كما عودونا دائما في كل المباريات السابقة ، ذلك أنه مباشرة بعد اطلاق الحكم رضوان جيد صافرة النهاية أطلق اللاعبون الجديديون ساقيهم للريح وولوا الأدبار في اتجاه مستودع الملابس دون أن يتبادلوا التحايا مع جماهيرهم القليلة التي تابعت اللقاء ، وساد نوعا من الجفاء غير المبرر بين الطرفين ، ربما تعبيرا من أشبال  طاليب عن غضبهم من الانتقادات اللاذعة التي وجهتها فئات متعصبة من المتفرجين لبعض العناصر وأفراد الطاقم التقني وسط المباراة والتي بلغت إلى حد التشكيك في كفاءتهم واتهام المدرب بالموالاة لفريقه الأم الوداد الرياضي وخدمة أجندته ، وغيرها من التراهات التي عفا عنها الزمن ..، ومهما يكن من أمر فإن إدارة لاعبي الدفاع الحسني الجديدي ظهورهم للجمهور الذي يمثل طرفا أساسيا في اللعبة ومن أجله خلقت الرياضة بصفة عامة ، أمر مستفز وسلوك مرفوض يضع اللاعبين والمسؤولين تحت المساءلة والاستنكار ، وأن من أفتى على اللاعبين بمثل هاته التصرفات غير المحسوبة النتائج يفتقد إلى الحكمة والكياسة والنضج ، ويسعى إلى  إثارة  النعرات وبث التفرقة بين مكونات العائلة الدفاعية التي من مصلحتها أن تبقى متماسكة خاصة في هذا الظرف بالذات لتحقيق الحلم الدكالي الذي استعصى على كل الأجيال التي تعاقبت على حمل قميص فريق الجديدة الأول تحقيقه على مدار ستة عقود من الزمن وهو مصافحة أول لقب للبطولة الوطنية.
من حق الجماهير الجديدية أن تنتقد فريقها المحلي الذي تتنفس هواءه كل يوم ، إذا كان هدفها طبعا تقويم الاعوجاج وتصحيح المسار والدفع بعجلة الدفاع إلى الأمام ، لكن في حدود اللياقة المطلوبة وبعيدا عن السب والخوض في الأعراض ، ومن الواجب بالمقابل على اللاعبين والمدرب أن يتقبلوا مؤاخذات الأنصار والمحبين الأوفياء الذين يقتطعون ثمن تذكرة الدخول إلى الملعب من معيشهم اليومي بصدر رحب ، وأن ينأوا بأنفسهم عن كل الحركات الاستفزازية والإيحائية التي تزرع بذور الفتنة في الملعب .
ومن المؤكد أن إعادة تجسير علاقة وطيدة مبنية على الاحترام والتعاون بين الجمهور الجديدي وباقي مكونات الفريق أمر موكول إلى المكتب المسير الحالي المطالب بالقطع مع كل الأساليب القديمة وتغليب العقل والحكمة عبر اعتماد مقاربة مرنة لتدبير الأزمات والابتعاد عن القرارات الانفعالية خدمة لمصلحة فارس دكالة الذي هو ملك مشاع لكل الدكاليين  .