• هل يتخلى وليد عن العاطفة لتفادي العاصفة؟

محك أشبه بالهدية و«بونيس» ما كان ضمن الحسابات وكيف لا يكون «بونيسا» وقد نجحت الجامعة بتربيطاتها في إقناع الكونغو برازلفيل باللعب بالمغرب بدل الكونغو كينشاسا؟ وهو ما بدا للبعض مستحيلا كي لا نقول عرضا تعجيزيا؟
«بونيس» أسعد الأسود لتغيير خطة الإجازة الصيفية، وقد تفادوا تنقلا مرهقا صوب كينشاسا دون ضمانات للعب، وبقوا في أكادير بالديار وهو امتياز بغنائم وفوائد لا حصر لها نعرض لها في هذه الورقة التقنية..

• بأدرار داخل الديار
ما كان مخططا له بل مبرمجا له على ضوء معطيات واقعية وليس افتراضية، أن يرحل لاعبونا بعد مباراة زامبيا المتعبة بدنيا  وخاصة ذهنيا بما تداعى معها ومن ورائها من رداد، عبر طائرتهم الخاصة صوب كينشاسا وهم يعلمون يقينا على لسان وزير رياضة الكونغو، أن منافسهم لن يحضر مثلما تخلف عن موعد النيجر، وهو معطى كان كافيا ليتعبهم لمجرد التفكير فيه لغرابته، فليس سهلا على أي كان منتخبا أو ناديا تحمل مشاق 6 ساعات من التحليق صوب موعد كروي مبني للمجهول.
لذلك تلقوا الخبر السار في وقفة يوم الجمعة بإعلان الجامعة وقد نجحت في هندسة هذا المقترح، بأنهم لن يغادروا أدرار وسيمكثون بالديار وخصمهم الذي هدد بالإنسحاب سيتفادى العقاب ويحضر للمغرب لملاقاتهم، وهو ما أسعدهم كثيرا وأراحهم أكثر وفرض عليهم الإتصال بذويهم للإلتحاق بهم في منتجع تغازوت، حيث ربحوا الكثير من الوقت، فبعد المباراة تنطلق الإجازة.

• خراطيش زامبيا
حتى وإن كانت رصاصاتها عبارة عن خراطيش فارغة، والدليل عدم اختبار الفريق الوطني إلا لماما من الزامبيين، بل الأسوأ والأخطر أنه من تصويبة واحدة معقولة أتى الهدف، إلا أن هذه الرصاصات أو الخراطيش كان لها بعض الآثار على الأنصار قبل اللاعبين.
فقد عاد الشك ليدب في النفوس، وعاد نفس الموال الذي رافق نزالي مارس أمام الأنغوليين والمرابطون ليردد مجددا، عادت حليمة لعاداتها القديمة، واتضح أن الركراكي ما يزال تائها مراهنا على نفس الكومندو المونديالي المستنزف أو الذي استنفذ أهدافه ومقاصده في ملاعب الثمامة والبيت.
فلا شيء تغير ولا شيء تبدل بين "الكان" وموعدي مارس ونزال زامبيا، الفريق الوطني مع وليد دونما إبداع ودونما ابتكار ودونما قدرة على تهدئة الجميع أنه قادر هنا بيننا ونحن نستضيف الكان بمقدوره القبض عليه وبسهولة.

• النصر والريادة
بعيدا عن لغة الأرقام والتاريخ الذي يجعل الفريق الوطني ولو مع القدر الهزيل والقليل من النزالات التي جمعتنا مع الكونغو في السابق، نحن اليوم نتحدث عن المضارع والحاضر والذي يعزز تلك الفوارق السابقة والقديمة، ما يجعل الحديث عن أي سيناريو آخر وقد تظافرت وتحالفت كافة المعطيات لتخدم وليد، سوى النصر مع الإقناع بالأداء والنتيجة وإلا فهي العاصفة قادمة لا محالة..
الكونغو على الورق لم يلعب أمام النيجر، وعلى الورق هو متذيل الترتيب يلاقي رائد المجموعة، وعلى الورق هو الأقل قيمة تسويقية الذي يواجه المنتخب الأغلى في القارة السمراء، فأي مجال أو أي رواق بقي للناخب الوطني كي يحتمي به وكي لا يبشرنا بالنصر مع بهجة الأداء بما ينهي تصفيات العام الحالي المونديالية، وقد تبددت الغيوم والأوهام واقترب الأسود من بلاد العم سام.
ليس تضييقا للخناق على الناخب الوطني، وليس إرهاقا له وللاعبيه، هذا هو الواقع الذي لا يرتفع وهذا هو ينبغي أن يكون في نزال الغد إن شاء الله، هي الفرصة الوحيد المتبقية لوليد وإلا سيكرر زلزال أوهايو مع وحيد؟

• العاطفة والعاصفة 
دون العودة لما تمخض من فوضى وتسيب ترجمه أسود الركراكي المتمردون على «كوتشنغ الربان» أمام زامبيا، سنحصر النقاش فيما هو تقني خالص وترك الردع لأصحاب القرار.
التقني يقول أن عاطفة الركراكي ستجني عليه، والتقني يقول أن الركراكي ما يزال متعلقا بأسود الدوحة حد التطرف والتنطع.
والتقني يقول أيضا أنه ما إن تخلى عن عاطفته بدخول الكعبي ورحيمي وهما ليس من رجال المونديال، وبسحب زياش وقبله النصيري حتى تنفس الآخرون الصعداء وظهرت للجدد بصمة «دياز وبن اصغير».
لذلك التوقع مع الترقب ولو بفضول يقودنا لرصد ما سيأتي به وليد وهو المدرك أن النقطة التاسعة هنا ستضمن له ولو ليس رسميا مواصلة ترويض الأسود ولو لغاية إشعار آخر.
سنترقب إلى مدى الركراكي سيركب قاربه التقليدي «ناذرا ما يغير» ولو أن الإبقاء على سايس والنصيري مع الأساسيين سيعني دق مسمار في نعشه٬
بل الترقب يقود كبار الفضوليين لمعرفة ردة فعله مع زياش، وما إن كان سيبقيه في الدكة على طريقة طوماس توخيل، ولو أنه بعيد المنال هذا القرار عن جرأة لا يتصف بها الناخب الوطني، ومع ذلك لو يواصل وليد بنفس الفكر العاطفي فسيكون قد وثق تأشيرة الخروج قبل دخول أمريكا.

• البرنامج
الثلاثاء 11 يونيو 2024
الجولة الرابعة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026
أكادير: الملعب الكبير: س20: الكونغو ـ المغرب