• أحلام الأسود توقظ ذكريات قطر
• نصطاد أسماك الجزر بنفس تقاليد النصر 
بعد الحسين عموتا في نفس البطولة وبعد وليد الركراكي في نفس الأراضي القطرية، ها هو طارق السكتيوي ثالث الأطر الوطنية التي تقود منتخبا مغربيا للعب في البطولة التي تعز على المدربين المغاربة بعد اللقب الوحيد الذي تحصلنا عليه قبل 12 عاما مع البلجيكي إيريك غيريتس في السعودية.
السكتيوي برهان ثالث أيضا مختلف في التكليف والتشريف، وقد حمل في عام ونصف قبعتي الأولمبيين والمحليين، هاهو اليوم على رأس الرديف يطلب مجدا جديدا بعد الذي لامسه في باريس وفي كينيا.
جزر القمر أول محطات استكشاف عوالم البطولة.. إليكم التحليل وكيف يقرأ السكتيوي النزال؟ وما انعكاس المباراة على قمة افتتاح الكان بالعاصمة الرباط؟
• فلاش باك
لو نحن تركنا جانبا سابق النسخ التي مر منها المنتخب المغربي مشاركا تارة بالمنتوج المحلي الصرف الذي توج باللقب الوحيد في السعودية مع غيريتس، أو النسخ التي شغل فيها المغرب الخانة كي لا تظل فارغة بالمشاركة بالأولمبيين، وقد حدث هذا مرتين، فإن النسخة المرجعية التي يقاس عليها هي تلك التي كانت على نفس الأراضي القطرية قبل 4 أعوام، تلك النسخة التي شهدت التنقيحات التي امتدت لغاية النسخة الحالية بأن أصبحت تحت وصاية الفيفا ونالت طابعها الرسمي.
بجانب التطور الهائل على مستوى الكم والكيف لعدد الحضور وقيمة الجوائز، لذلك وبالعودة كرونولوجيا للنبش في تلك المشاركة، فقد شهدت عبورا سلسا بأداء رهيب وقوي أمام منتخبات الأردن والسعودية في مجموعة حديدية بقيادة الحسين عموتا، لكن القصة انتهت بدراما الخروج غير المقبول أمام الجزائر بكيفية بقيت غصتها عالقة فترة طويلة، بالنظر لما ارتكب من هفوات، وبالتالي آخر عرض وظهور يعلن الدور الثاني أقصى محطات التواجد.
• السكتيوي ملك القبعات
تذكرون تلك القبعة التي وضعها السكتيوي على رأسه مبتهجا ومحتفلا بلقب وكأس "الشان"، هي كانت واحدة من القبعات الرمزية والمجازية الأخرى التي تقلدها هذا الإطار في ظرف 18 شهرا مع المنتخبات الوطنية، مثلما لم يحدث مع إطار وطني آخر غيره.
السكتيوي تقلد بعد عصام الشرعي مهمة تدريب المنتخب الأولمبي شهر مارس من العام المنصرم، وفي غشت بلغ المجد الذي لم يصله قبله مدرب مغربي أو عربي في محفل أولمبي ببرونزية تاريخية، ليتقلد شهر ماي من العام الحالي مهمة تدريب المحليين وينسج في نفس شهر تميمة الحظ، أي غشت من نفس العام على نهج المجد، وهذه المرة بالذهب وكأس البطولة بين 3 بلدان سافر وجالها في ظرف قياسي «كينيا ثم تنزانيا وأوغندا»، ليتوج بشكل رائع باللقب الثالث للكرة المغربية، ودائما يحضر السكتيوي خلف عموتا الذي  كان آخر من توج بكأس الشان في الكامرون. 
هذه إذن ثالث قبعة يرتديها السكتيوي في سياق تكليف وتشريف مختلفان مع الرديف المطالب بتكرار وأن ينسج على نفس موال المجد والبوديوم.
• سفر للجزر
كان جزر القمر آخر المنضمين لمجموعة تعرفنا من خلال القرعة قبل أشهر حين حضر السكتيوي بنفسه في الدوحة لاستكشاف مضامينها، وقد ضمت يومها المغرب والسعودية.
إنضمت سلطنة عمان مع البرتغالي المتمرس كارلوس كيروش، وانضمت جزر القمر بعد ريمونطادا كبيرة أمام اليمن والتأهل بعد فاصل الجزاءات المثير.
القصة مع جزر القمر ستنطلق في ملعب خليفة الخاص بنادي السد، والإمتداد بالعناوين إعلاميا والمانشيطات سيطال اللقاء الآخر المرتقب بين الأسود ومنتخب الأسماك الزرقاء القمري في افتتاح الكان.
الفوارق لا يصلح معها أي قياس، بالنظر لقيمة التركيبة وأين ينشط لاعبو كل منتخب، وسجل المشاركات، والرقم التعريفي في تصنيفي الفيفا والكاف، ورغم ذلك السكتيوي المطبوع في فلسفته وعقيدته التدريبية بأمرين «التقية والحذر» كان صريحا ويعلن احترامه لمنتخب قادم ليلعب على السمعة والكبرياء «لذلك هي جزر واعدة وتغري بالإستكشاف لكن مع الحذر الواجب من بعض المسالك والمطبات.
• كوماندو قوي
بالنظر إلى أنها أول مباراة فغالبا ما تكون الإفتتاحيات مطبوعة بطابع الصرامة والندية والمفاجآت بخلاف باقي المباريات التي تكون فيها الصورة قد اتضحت نوعا ما.
لكن السكتيوي الذي رحل صوب قطر وهو لم يلتئم مع لاعبيه إلا في محطتي المعمورة والقنيطرة أمام جيبوتي، بالنظر لتواجد 10 من  لاعبيه مع نواديهم الوداد والنهضة البركانية والجيش الملكي، لن يعمد لأي مغامرة مثلما لم يركن لأي ابتكار.
سيلعب بالتشكيل التقليدي المتعارف عليه مزيج بين عناصر "الشان" وأصحاب الخبرة بالخليج.
شهاب أو بنعبيد والأرجح شهاب المرتاح الذي لم يلعب أفريقيا، والذي يعرفه طارق مع الماص، بولكسوت وبنتايك وثنائية بوفتيني  وسعدان في متوسط الدفاع.
الوسط بحضور حريمات أفضل لاعب في "الشان" في الإرتكاز والملتحق بقطر بعد موقعة الأهلي، مع المهديوي وزحزوح، على أن مثلث الهجوم لن يخرج عن طنان أو البركاوي، واحتمال ثنائية تبسودالي وحمد الله، بإراحة بنشرقي، هكذا تبدو التوليفة الإفتتاحية الأقرب للظهور.