منتخب مالي الذي سيواجهه الفريق الوطني مساء يوم الجمعة، عن الجولة الثانية من دور مجموعات كأس إفريقيا للأمم، المغرب 2025، ليس بالمنافس الغريب على الفريق الوطني، ذلك أن الأسود والنسور إلتقوا في مناسبات كثيرة، وبخاصة في تصفيات أو نهائيات كأس إفريقيا للأمم.

"المنتخب"، استعانت ببعض مواقع الرصد، لتقدم تشريحا تقنيا لنسور مالي.

يواصل منتخب مالي لكرة القدم ترسيخ مكانته كأحد المنتخبات الأفريقية الصاعدة بثبات في السنوات الأخيرة، مستندًا إلى قاعدة بشرية قوية ولاعبين محترفين في كبرى الدوريات الأوروبية. غير أن قراءة أسلوب لعب “النسور” لا تكتمل دون تحليل رقمي دقيق يكشف مكامن القوة والقصور، خصوصًا في البطولات الكبرى.

• أداء عام يعكس استقرارًا نسبيًا

يحتل منتخب مالي مركزًا متقدمًا نسبيًا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ضمن قائمة أفضل المنتخبات الأفريقية (53 عالميا و8 إفريقيا)، وهو انعكاس مباشر لنتائجه الإيجابية في التصفيات القارية والدولية. فخلال آخر المسابقات الرسمية، حقق المنتخب معدل نتائج إيجابي مع نسبة هزائم منخفضة، ما يؤكد استقرارًا في الأداء أكثر من كونه فريق مفاجآت.

• الهجوم: فعالية مقبولة وتنوع في الحلول

على المستوى الهجومي، يسجل منتخب مالي متوسطًا يقارب 1.7 إلى 1.8 هدف في المباراة الواحدة خلال التصفيات والمباريات الرسمية، وهو معدل جيد مقارنة بالمتوسط القاري.

يعتمد المنتخب على التحولات السريعة والاختراق من الأطراف، مستفيدًا من القوة البدنية والسرعة، إضافة إلى وجود لاعبين قادرين على التسجيل من مراكز مختلفة.

وتبرز أسماء مثل دورغليس نيني وكاموري دومبيا كعناصر مؤثرة في الثلث الأخير من الملعب، سواء عبر التسجيل أو صناعة اللعب، ما يمنح الجهاز التقني مرونة تكتيكية ويُقلّل من الاعتماد على مهاجم صريح واحد.

رقميًا:

- معدل التسديدات في المباراة: بين 10 و14 تسديدة

- نسبة التسجيل من الفرص المتاحة: متوسطة، مع إهدار فرص محققة في بعض المباريات

• الدفاع: صلابة في الأرقام وتراجع في اللحظات الحرجة

إحصائيًا، يُعد دفاع مالي من بين الأفضل أفريقيًا، إذ لا يتلقى سوى 0.6 إلى 0.8 هدف في المباراة الواحدة في المتوسط، مع عدد محترم من المباريات بشباك نظيفة.

يعتمد المنتخب على تنظيم دفاعي متماسك وثنائيات قوية في قلب الدفاع، إضافة إلى دور واضح للاعبي الوسط الدفاعي في إغلاق المساحات.

لكن هذه الأرقام تخفي مشكلة متكررة في الدقائق الأخيرة من المباريات، حيث فقد المنتخب نقاطًا ثمينة بسبب تراجع التركيز أو الانسحاب المبالغ فيه إلى الخلف، وهو ما ظهر جليًا في بعض مباريات كأس الأمم الإفريقية، وآخرها مباراة زامبيا التي تلقى خلالها هدفا قاتلا في الثواني الأخيرة حرمه من الفوز.

وتبلغ نسبة استقبال الأهداف بعد الدقيقة 75 أعلى من المعدل العام للمباراة، بالإضافة إلى صعوبة إدارة التقدم في النتيجة أمام منتخبات تجيد الضغط المتأخر.

• الاستحواذ وصناعة اللعب: سيطرة بلا حسم كافٍ

في المباريات التي يكون فيها الطرف الأقوى نظريًا، يفرض منتخب مالي نسبة استحواذ تفوق 55% في كثير من الأحيان، ويُظهر قدرة على التحكم في نسق اللعب، خاصة عبر وسط الميدان.

غير أن هذه السيطرة لا تُترجم دائمًا إلى أهداف، حيث يُعاني الفريق من:

- ضعف الفعالية أمام المرمى

- إهدار الفرص السهلة، بما في ذلك ركلات الجزاء والكرات الثابتة

وهو ما يطرح تساؤلات حول جودة اللمسة الأخيرة والجاهزية الذهنية في اللحظات المفصلية.

• قراءة شاملة: منتخب قوي… لكنه غير مكتمل

وتتمثل نقاط القوة عند المنتخب المالي، في التالي:

- معدل تهديفي مستقر وتنوع في مصادر الأهداف

- دفاع منظم بأرقام جيدة على المدى الطويل

- قدرة بدنية عالية وانضباط تكتيكي واضح

-سيطرة نسبية على مجريات اللعب أمام معظم المنافسين

وتبرز نقاط الضعف عنده في:

- ضعف التركيز في الدقائق الأخيرة

- محدودية الفعالية أمام المرمى رغم كثرة الفرص

- صعوبة إدارة التقدم في النتيجة

- غياب الحسم في المباريات الكبرى

• الخلاصات

يُظهر التحليل الرقمي أن منتخب مالي يملك كل مقومات المنافسة القارية، لكنه لا يزال بحاجة إلى تحسين التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق في البطولات الكبرى. فالفارق بين فريق جيد وفريق بطل لا يُقاس فقط بعدد الأهداف أو نسبة الاستحواذ، بل بقدرته على الحسم، وإدارة اللحظات الحرجة، وتحويل السيطرة إلى انتصارات، وهو ما يجب على الفريق الوطني أن يستثمره، ليكمل سلسة التفوق عليه في الآونة الأخيرة.