هذه هي المواجهة 15 بين مصر الشقيقة وجنوب افريقيا في تاريخهما الكروي ، إذ بحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، تحمل مواجهات منتخب مصر ونظيره الجنوب أفريقي تاريخًا طويلًا، حيث خاض المنتخبان 14 مواجهة رسمية وودية، نجح خلالها الفراعنة في تحقيق 4 انتصارات فقط، مقابل 8 انتصارات لمنتخب الأولاد، بينما انتهت مباراتان بالتعادل.ويعود آخر فوز لمنتخب مصر على جنوب أفريقيا إلى مباراة ودية أقيمت عام 2006، حين سجل عماد متعب، مهاجم الفراعنة السابق، هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة الثالثة. بينما تعود آخر مواجهة جمعت بين الفراعنة وجنوب أفريقيا إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 التي استضافتها مصر، حيث شهد دور الـ16 مفاجأة مدوية بعدما نجح البافانا بافانا في إقصاء صاحب الأرض بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة، وهي الخسارة التي لا تزال عالقة في الأذهان.

وفي هذا الاطار ، وبعد فوز المنتخبين المصري على زيمبابوي بهدفين لواحد ، ومنتخب جنوب افريقيا على انغولا  بهدفين لواحد ، واستقرارهما في الصدارة ، وبعد تعادل انغولا وزيمبابوي في اللقاء الثاني بهدف لمثله ، أبدى المدرب حسام حسن رغبة في التخطيط الهجومي وتحصين الدفاع بإحداث متغيرين عن المباراة السابقة في متوسط الدفاع باشراك ربيع رامي بديلا لعبد المجيد حسام ، فضلا عن اشراك زيزو كأساسي بديلا لامام عاشور، أي ان هط الوسط والهجوم يملكان عناصر من الطراز العالي . فيما احدث مدرب جنوب افريقيا متغيرين أيضا على صعيد الوسط باستبدال اللاعب نكوطا موهو بالبديل مباطا ، واستبعاد المهاجم مبول سيفو تشيبانغ  باللاعب موريمي .

وبانطلاق المباراة بين الطرفين ، بدا التكافؤ مسيطرا على المباراة مع امتياز مصري في الهجوم في احايين مختلفة استغل منها ضربة خطإ خطيرة في الدقيقة 21 من تسديدة رائعة لمرموش تمر كرته جانبا من القائم ، ومع الصرامة التكتيكية والقوة البدنية التي انساقت اليها المباراة بدون فرص حقيقية ، تاتي الدقيقة 41 ليعلن الحكم عن ضربة جزاء بعد ان ضرب مدافع جنوب افريقي وجه محمد صلاح ، ويسجل صلاح هدف المباراة الأول ، والهدف 65 دوليا ، والثاني في النهائيات الحالية . ومع هذا الهدف ، يأتي اللاتوقع الثاني بعد طرد محمد هاني لارتكابه خشونة واضحة في حق احد لاعبي جنوب افريقيا ، وبالتالي ينتهي الشوط الأول على إيقاع حدثي هدف مصر وطرد لاعبه محمد هاني.

وفي مراحل الشوط الثاني، اضحى الامتياز لجنوب افريقيا مسيطرا وتواقا الى تعديل النتيجة بعد تراجع المنتخب المصري الى الدفاع ، ومع تسلسل احداث المباراة ، لم نر ردا فعليا لهجوم مصر الا في مرتد خاطف في الدقيقة 59 حسم بتسديدة امام عاشور بخطورة والحارس يبعد الكرة الى الزاوية كأبرز فرصة لمصر امام غياب النجاعة الهجومية لجنوب افريقيا بالنظر الى النظام الدفاعي القوي لمنتخب مصر وبترابط خطه الدفاعي مع الوسط .

وواصل جنوب افريقيا سيطرته واستحواذه على الكرة ، وكاد يسجل هدف التعادل في الدقيقة 74 من الظهير الأيمن مودو من تسديدة قوية والحارس الشناوي يبعد الخطر ، قبل ان يرد منتخب مصر من مروان عطية بتسديدة مماثلة عالية نسبيا عن القائم العلوي . ومع الروح العالية لدفاع مصر ، سيضيع جنوب افريقيا فرصة هدف التعادل من موديبا داخل المعترك مسددا نحو المرمى امام تدخل موفق للحارس الشناوي وينقد مرماه من هدف محقق . وبالتالي ، اعتبر هذا النزال شيقا في شوطه الثاني بفرص سانحة ، لكن تألق الحارس الشناوي ألغى كل شيء حفاظا على الفوز التاريخي وفك عقدة اقصاء منتخب بلاده من دورة 2019 التي نظمتها مصر ، وعاد لينقذ هدفا آخر في الدقيقة 90+7 مؤكدا الروح الانتصارية. ويتأهل رسميا الى الدور الثاني بعد فوزه السابق على زيمبابوي .