ساهم رفقة المنتخب الوطني المحلي في تحقيق تأهل مستحق للشان على حساب الفراعنة، كما ساهم من قبل في تحقيق لقبين للبطولة للوداد البيضاوي، إنه صلاح الدين السعيدي ضابط الإيقاع بخط الوسط، أحد أفضل العناصر الحالية التي تجيد المزاوجة بين الأدوار الدفاعية، إلى جانب مساندة الهجوم، بل إنه كثيرا ما سجل أهداف حاسمة خاصة من تسديدات رأسية، المسار الناجح للسعيدي فرض علينا إختياره ليحل ضيفا علينا في هذا العدد من جريدتكم الغراء، وكعادته فقد قبل دعوتنا بصدر رحب، وتحدث بإسهاب عن تجربته الجديدة رفقة المنتخب المحلي وعن إنجاز التأهل للشان، وجرنا الحديث لمساره الموفق رفقة الفريق الأحمر، ولم يخفي سعادته بالإنتماء لهذا الفريق العريق معتبرا هذه المرحلة الأفضل في مسيرته الكروية، وكشف لنا كذلك عن أحاسيسه ومشاعره، وكذا عن طموحاته وكل أهدافه المستقبلية، كما أطمئن أنصار الفريق عن مستقبل الوداد مؤكدا بأن الفريق سيكون معادلة صعبة في الموسم الجديد حيث سيكون عليها المنافسة بقوة على كل الواجهات.

 ــ المنتخب: بداية نجرك للحديث عن المنتخب المحلي، لمعرفة شعورك بعد التأهل لنهائيات الشان؟
السعيدي: شعور يصعب وصفه، فالدفاع عن القميص الوطني هو شرف لكل لاعب، لكن حمل القميص الوطني يقلدك بمسؤوليات، فهناك شعب كامل ينتظر النتائج الإيجابية التي تدخل له السعادة، وحين تتوفق في تحقيق مثل هذا الإنجاز الذي يفرح الجماهير المغربية، فإنك ترتاح أكثر من الناحية النفسية، وبهذه المناسبة أهنئ كل مكونات المنتخب الوطني على هذا التأهل الذي لم يتحقق بمحض الصدفة بل كان هناك عمل كبير إستمر لحوالي سنة ونصف، وفي الأخير كانت النتيجة التي اثلجت الصدور، والحمد لله توفقنا في قطف ثمار هذا العمل الجاد.

 ــ المنتخب: المباراة الأخيرة أمام المنتخب المصري لم تكن سهلة، أليس كذلك؟
السعيدي: بالفعل فالمواجهات التي تجمع بين الكرة المغربية ونظيرتها المصرية سواء بالنسبة للمنتخبات أو الأندية غالبا ما تكون صعبة، وتتسم القوة والندية، كما يصعب التكهن بنتيجتها بالنظر لتقارب المستوى، وبالرغم من الظروف الصعبة التي أحاطت بمباراة الذهاب بالإسكندرية حيث ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة العالية، فإننا قدمنا مباراة في المستوى، وكان بإمكاننا العودة بنتيجة الفوز، فبغض النظر عن ضربة الجزاء التي ضاعت منا، كانت لدينا فرص أخرى واضحة لم نتوفق في إستثمارها، ومع ذلك فإن التعادل في قلب مصر يمكن إعتباره نتيجة جيدة، وفي الإياب كنا عازمين على حسم التأهل، وتحقق ذلك نتيجة وأداء، وهذا لم يتأتى من فراغ بل نتاج عمل كبير قامت به الجامعة التي وفرت كل الظروف الملائمة لهذا المنتخب من تداريب ومعسكرات، دون إغفال الدور الكبير الذي قامت به الإدارة التقنية الوطنية وكل الأطر الساهرة على هذا المنتخب.

 ــ المنتخب: الناخب الوطني رونار كان حاضرا معكم، في المواجهتين ضد الفراعنة، فما تأثير هذا الحضور على العناصر الوطنية؟
السعيدي: حضور السيد هيرفي رونار مع المنتخب المحلي لحوالي شهر ونصف، سواء في الفندق أو في الحصص التدريبية، كان مهما، وأعطى دفعة معنوية للعناصر الوطنية التي أحست بوجود إهتمام كبير بهذا المنتخب المحلي، وهذا ما زاد من حماس اللاعبين وإصرارهم على تحقيق هذا التأهل، ولا ننسى كذلك الإهتمام والعناية التي حظي بها المنتخب من طرف رئيس الجامعة الذي وقف شخصيا على كل كبيرة وصغيرة، وعمل على توفير كل ظروف النجاح لهذا المنتخب.

 ــ المنتخب: كانت للمنتخب الوطني تجارب سابقة في الشان، لكنها غير موفقة، فكيف ترى حظوظ المنتخب الحالي؟
السعيدي: أظن بأن هناك بعض الأخطاء التي إرتكبت في المشاركات السابقة، وذلك بالنظر لقلة التجربة، وعدم الإعداد الجيد لمنافسة من حجم الشان. لأنه بالعودة لمستوى البطولة الإحترافية غير مسموح لنا بلعب الأدوار الثانوية، كما ان الإمكانيات اللوجستيكية التي ترصد للمنتخبات الوطنية حاليا تفرض المنافسة على اللقب، فالتأهل للشان ليس هو الهدف النهائي الذي نسعى له، بل ان اللقب هو الغاية الأسمى لإعادة الكرة المغربية لمركز الريادة، وللمكانة التي تستحقها على المستوى القاري.

 ــ المنتخب: هل تعني بان تاهل المنتخب للشان دليل جديد على جودة المنتوج الكروي المحلي؟
السعيدي: هذا لا شك فيه، فشخصيا أعتبر البطولة المغربية من أفضل البطولات على الساحة الإفريقية، ومن وجهة نظري فهي أفضل من البطولتين المصرية والتونسية، ففي هذه البلدان المنافسة على اللقب مقتصرة على اندية محدودة، وهي الأندية التقليدية، كالاهلي والزمالك. والترجي والنجم الساحلي والنادي الإفريقي، عكس البطولة المغربية حيث تقارب مستوى الأندية، وفي كل موسم تظهر بعض الأندية الجديدة التي تنافس بقوة على اللقب، مثل الفتح وتطوان، وطنجة وبركان .. بالإضافة للقوى التقليدية الأخرى. والدليل على قوة البطولة المغربية هو تأهل الوداد لنصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية الموسم الماضي في مجموعة لم يتأهل فيها الأهلي المصري، مع تصدر مجموعته في مناسبتين، بما فيها النسخة الحالية بتواجد الأهلي مرة أخرى، كما أن الفتح الرباطي إستطاع بدوره أن يقهر الأندية التونسية.