يعد حاليا من أبرز الأسماء الواعدة في الوداد وفي سماء الكرة المغربية، فقد استطاع بدر كادارين أن يفرض رسميته داخل الفريق الأحمر في سن مبكرة بفضل قتاليته وانضباطه، يتوفر على يسرى ساحرة وقوية مكنته من شغل الرواق الأيسر وسد الفراغ بكل اقتدار، تفوق في هذا المركز على عناصر مجربة ونال ثقة المدرب عموتا في مباريات عصبة الأبطال الإفريقية وأوقف مهاجمين دوليين كبار.
كما تحدث عن تأهل الوداد إلى نهائي عصبة الأبطال.

ــ المنتخب: أي شعور يخالجك بعد تأهل الوداد لنهائي عصبة الأبطال الإفريقية؟
كادارين: طبعا تغمرني سعادة كبيرة وأنا أساهم في هذا الإنجاز التاريخي للوداد وللكرة المغربية أيضا، أريد أولا أن أشيد بالدور الكبير الذي لعبه الجمهور، فكان من العبث أن لا نتأهل للنهائي أمام تلك الأجواء التي عرفتها المباراة.
قياسا بمجريات المباراة، أعتقد أننا نستحق التأهل أداء ونتيجة رغم أن الخصم كان عنيدا وخلق لنا الكثير من المتاعب، لكن بفضل عزيمة اللاعبين وإصرارهم على الفوز تمكنا من تحقيق حلم طال انتظاره، لذلك لا بد من الآن التفكير في النهائي حتى تكتمل الفرحة.
قمنا بمجهود كبير يستحق على إثره اللاعبون كل الإشادة لا بد أيضا من التنويه بالعمل الكبير الذي قام به الطاقم التقني سواء على المستوى التقني والتكتيكي وكذلك الذهني.

ــ المنتخب: لكنكم عانيتم كثيرا في اللحظات الأخيرة من المباراة؟
كادارين: هذا صحيح خاصة بعد طرد عطوشي حيث ضغط الفريق الخصم علينا من أجل تسجيل هدف التعادل، كان من الطبيعي أن تكون المباراة صعبة لأن اتحاد الجزائر هو الآخر يملك لاعبين جيدين، ولعب الكل للكل، لكن كما تابعتم كان رد فعلي قويا سواء على مستوى الدفاع عن مرمانا أو من خلال الهدف الذي سجله بنشرقي حيث يؤكد قوة شخصية الوداد حتى في اللحظات الصعبة، لذلك أعتبر أن تأهلنا كان مستحقا.

ــ المنتخب: إنطلاقتكم هذا الموسم مختلفة عن الموسم الماضي، حيث انهزتم أمام الفتح في البطولة وأقصيتم من الكأس.. ألم تتأثروا بهذه النتائج قبل مواجهة اتحاد الجزائر؟
كادارين: هذه النتائج لا تعكس مستوى الفريق، ربما الإنشغال والتركيز أكثر على منافسات عصبة الأبطال الإفريقية هي من ساهمت في بعض هذه النتائج، وبخصوص البطولة فإننا خضنا مباراة واحدة فقط، وبالتالي كان من الصعب إصدار أي حكم على الفريق من مباراة واحدة، فالبطولة ما زالت طويلة، وبإمكاننا تعويض هذه الهزيمة الأولى في مباريات أخرى، عكس عصبة الأبطال، حيث الهزيمة كانت تعني الإقصاء، وهذا ما دفعنا للتركيز والاستعداد جيدا لمواجهة اتحاد الجزائر.

ــ المنتخب: لكن البعض يقول بأن استعداداتكم قبل بداية الموسم لم تكن في مستوى التطلعات، فهل كان لهذه الإستعدادات تأثير على هذه الإنطلاقة؟
كادارين: طيلة المواسم الثلاث الأخيرة، وبالنظر لمشاركتنا في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، لم يستفد اللاعبون من فترة راحة كافية، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على أداء اللاعبين بحكم العياء والإرهاق البدني، وقد قام الطاقم التقني بمجهودات كبيرة لتقليص حجم الأضرار الناتجة عن ذلك، من جهة أخرى فأغلب العناصر الودادية تواجدت رفقة مختلف المنتخبات الوطنية في المرحلة الإعدادية، وهذا ما حال دون برمجة معسكر خارجي كما جرت العادة و إجراء مباريات ودية مع فرق قوية، وبالرغم من هذه الظروف فالمكتب المسير لم يدخر أي جهد لتوفير كل سبل النجاح للفريق، والنتائج التي تحققت في عصبة الأبطال وبلوغ المربع الذهبي هي ثمرة لجهود كل مكونات الوداد.

ــ المنتخب: صحيح أن الوداد كان قويا في منافسات عصبة الأبطال، خاصة على مستوى الدفاع، فأين تكمن قوة الوداد في نظرك؟
كادارين: قوة الوداد في تماسك خطوطه وتوازنها، وأيضا في عزيمة اللاعبين وقتاليتهم داخل رقعة الميدان، وكذا الإنضباط وتطبيق تعليمات المدرب عموتا، وقوتنا كذلك في وحدتنا نحن كلاعبين، فنحن نشكل أسرة واحدة، هدفنا جميعا مصلحة الوداد وليس المصالح الشخصية، ونستمد هذه القوة وهذا الإصرار من جماهيرنا التي تساندنا في السراء و الضراء، فحضورها القوي في كل المباريات يمنحنا شحنة معنوية مضاعفة، ويزيد من حماسنا وعزيمتنا لتحقيق أفضل النتائج.

ــ المنتخب: وما هي الإضافة التي قدمها لكم المدرب عموتا؟
كادارين: المدرب عموتا قريب جدا من اللاعبين، وهذا ما يساعده على معرفة كل تفاصيل الفريق، بل إنه يعمل على حل بعض المشاكل الشخصية للاعبين، وهذا ما ساعده في عمله، فقربه من اللاعبين مكنه من ضبط المجموعة وخلق التلاحم بينهم، وشخصيا إستفدت كثيرا من نصائحه و توجيهاته، هذا دون إغفال الدور الكبير الذي يقوم به رشيد بن محمود، الرجل الذي يحظى بالإحترام من طرف الجميع.

ــ المنتخب: البطولة هذا الموسم انطلقت بإيقاع قوي، فكيف ترى حظوظكم للحفاظ على اللقب؟
كادارين: أظن بأن بطولة هذا الموسم ستكون أقوى وأصعب من الموسم الماضي، فمجموعة من الفرق إستعدت بشكل جيد، وعززت صفوفها بلاعبين جيدين، الإنطلاقة كانت قوية، لكن من الصعب جدا التكهن بمن سيفوز باللقب لأن المشوار ما زال طويلا، وبعض الأندية لم تأخذ بعد الإيقاع، هذا بالإضافة لوجود مباريات مؤجلة، وبالنسبة لفريق الوداد وكما جرت العادة سيدخل المنافسة بهدف التتويج والدفاع عن لقبه، المهمة لن تكون سهلة بحكم المشاركة على عدة واجهات، لكننا عازمون على التحدي لأن الوداد أثبت بأنه الأقوى والأفضل في السنوات الثلاث الأخيرة، وسنحاول الحفاظ على هذه الإستمرارية.

ــ المنتخب: لكن هناك بعض الثوابت الأساسية التي غادرت الفريق، ومن الطبيعي أن تترك فراغا، أليس كذلك؟
كادارين: أظن بأن الوداد لا يتوقف على أي لاعب، صحيح أننا افتقدنا لاعبين متميزين ونذكر هنا الثلاثي فال، جيبور وفابريس، ونتمنى لهم التوفيق في مسارهم الجديد، لكن في غياب هذه العناصر نجح الفريق في تحقيق نتائج جيدة في عصبة الأبطال وتصدرنا مجموعتنا بتشكيلة مغربية خالصة، وهذا دليل على غنى التركيبة البشرية للفريق وحسن تدبير الطاقم التقني لهذه المرحلة.

ــ المنتخب: هناك انتدابات جديدة هذا الموسم، لكن أغلب الوافدين الجدد لم ينجحوا في سد الفراغ الذي تركه اللاعبون الذين غادروا الفريق؟
كادارين: من الإجحاف أن نحكم على هذه العناصر الجديدة ونحن لا زلنا في بداية الموسم، فالوافدون الجدد يحتاجون لبعض الوقت من أجل التأقلم مع الأجواء داخل الوداد والإنسجام مع طريقة وأسلوب اللعب، وهذا ليس سهلا خاصة إذا كان اللاعب يحتاج للتنافسية ولإيقاع المباريات الرسمية، والوداد بحاجة لهذه العناصر بالنظر لتمرسها بالمنافسات خاصة في الأدغال الإفريقية، ونحن كلاعبين نتمنى للوافدين الجدد كل التوفيق والنجاح في مسارهم حتى يمنحوا الإضافة للفريق، وهم بحاجة حاليا للدعم والتشجيع أكثر من النقد.

ــ المنتخب: أنت لاعب أساسي ضمن المنتخب الوطني لأقل من 21 سنة، لكنك غبت عن المباراة الودية الأخيرة أمام منتخب إيطاليا، فكيف تابعت هذه المباراة؟
كادارين: تأسفت كثيرا لغيابي عن هذه المباراة، حيث كان بإمكاني مساعدة زملائي داخل رقعة الميدان، لكن ضرورة تواجدي مع فريقي الوداد فرضت هذا الغياب، المباراة كانت قوية وصعبة أمام منتخب إيطالي متمرس يتكون من لاعبين يمارسون بأقوى الأندية، النتيجة لم تعكس أداء المنتخب الوطني أمام منتخب تميز بفعالية هجومية ساعدته على الفوز برباعية، وأظن بأن اللاعبين وكذا الطاقم التقني قد استفادوا كثيرا من هذه المباراة أمام خصم قوي جدا، وهنا تكمن أهمية مثل هذه المباريات، حيث على ضوئها سنعرف مستوانا وسنصحح أخطاءنا، وإن شاء الله سنكون أفضل بفضل هذا الإحتكاك مع مختلف المدارس العالمية، وسنكون عند حسن ظن الجماهير المغربية.

ــ المنتخب: ماذا عن طموحات كادارين المستقبلية؟
كادارين: كما تعلم فأنا في بداية مشواري مع الوداد، والحمد لله أنني نجحت في التواجد مع الفريق الأول في سن مبكرة، وأنا سعيد جدا بتواجدي مع لاعبين كبار كنت أتابعهم من المدرجات أو على الشاشة، كما أنني محظوظ جدا بالتواجد مع المنتخب الوطني والتتويج بلقب الألعاب الفرنكفونية بكوت ديفوار، والفوز بعصبة الأبطال الإفريقية ولقب للبطولة، هذا هو الهدف الأول لأن إسعاد الجماهير الودادية لا يقدر بثمن، وبعد ذلك يأتي التفكير في المنتخب الوطني الذي يبقى شرف لكل لاعب، ولم لا خوض تجربة احترافية في إحدى البطولات الأوروبية لصقل مواهبي أكثر.

ــ في ختام اللقاء نترك لك مساحة حرة لتتحدث لجماهيرك و عشاقك..
كادارين: أشكر الجماهير الودادية التي ساندتني وشجعتني كثيرا وساعدتني على الإلتحاق بالفريق الأول، وأعدها بأن أكون عند حسن ظنها وأن أبذل كل طاقتي و جهدي لأبلل قميص فريقي وأدافع عنه بكل استماتة في كل المباريات.