بعد غياب دام 20 سنة، نجح الفريق الوطني المغربي في كسب ورقة التاهل لمونديال روسيا 2018، بفضل العديد من العوامل الإيجابية في مقدمتها استراتيجية متكاملة سطرتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومدرب كفء إسمه هيرفي رونار وجيل متوهج من لاعبين كبار وأجواء صحية داخل عرين الأسود، وكوتشينغ من الطراز الرفيع وجمهور شغوف بمنتخبه.
إستراتيجية ناجحة لرئيس شغوف 
بعد سلسلة من النكسات والإخفاقات للمنتخب الوطني الذي لم ينجح في التأهل للمونديآل منذ سنة 1998 بفرنسا، جراء سياسات فاشلة للمكاتب الجامعية المتلاحقة في تدبير بيت الفريق الوطني المغربي الذي عاش هزات عنيفة  وكارثية على جميع المستويات، ومباشرة بعد انتخاب فوزي لقجع على رأس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تم وضع استراتيجية متكاملة تركزت بالأساس على هيكلة الإدارة التقنية وتوفير الأجواء الملائمة للفريق الوطني والتعاقد مع مدرب عارف بخبابا وتفاصيل كرة القدم الافريقية، بالإضافة إلى جيل متوهج من لاعبين كبار، وحكامة جيدة في تدبير البيت الداخلى للمنتخب الوطني، وخلق أجواء مثالية واستتنائية بين جميع المتدخلين في اللعبة وخاصة بين الناخب الوطني والصحافة الوطنية، بالإضافة إلى العامل الإيجابي للجمهور المغربي بمؤازرته للأسود داخل المغرب وخارجه في أجوإء حماسية ورائعة. 
التعاقد مع الثعلب
من بين النقط الاساسية التي تحسب للمكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بقيادة فوزي لقجع وبعدما تبين وبالملموس أن الفريق الوطني بقيادة الزآكي بادو لا يسير وفق الطموحات والأهداف المسطرة، تقرر التخلى عن خدمات الزاكي والتعاقد مع المدرب الفرنسي هيرفي رونار الخبير بكرة القدم الإفريقية الذي نجح في أول مهمة له رفقة الأسود من العودة بفوز مستحق خارج الميدان أمام منتخب الرأس الأخضر برسم تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2017، ومباشرة بعد هذه النتيجة إنطلقت المسيرة الناجحة للفريق الوطني، حيث تأهل الاسود وبكل استحقاق لنهائيات الغابون، ومن خلال مشاركته في النهائيات بصم الفريق الوطني على مشاركة مشرفة وناجحة كشفت بالملموس عن ولادة جيل جديد من لاعبين  قادرين على إعادة  كتابة تاريخ المنتخب المغربي بفضل فكر وثقافة كروية جديدة رسخها المدرب القدير هيرفي رونار في عقلية جميع اللاعبين، والتي تتركز بالأساس على التنظيم الدفاعي الرسين والتوزيع الجيد داخل رقعة الملعب والسيطرة على وسط الميدان عن طريق اللعب الرجولي وعدم ترك الفراغات والإعتماد على الضغط العالى على لاعبي الخصوم  وبناء العمليات الهجومية المنظمة والسريعة والفعالة، كل هذه العوامل الإيجابية ساهمت في بناء شخصية قوية للفريق الوطني الذي أنهى تصفيات مونديال روسيا 2018 متصدرا للمجموعة الثالثة بـ 12 نقطة، مسجلا 11 هدفا ولم يسجل عليه أي هدف في دور المجموعات كأفضل منتحب إفريقي على الإطلاق في ذات التصفيات.
إستراتيجية متكاملة
من بين العوامل الأساسية التي ساهمت في تيسير عمل الناخب الوطني هيرفي رونار لتجهيز الفريق الوطني بالشكل اللائق الإستراتيجية المتكاملة التي خطط لها السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغريية لكرة القدم رئيس لجنة المنتخبات الوطنية، حيث وفر جميع الإمكانيات المادية واللوجستيكية على أعلى مستوى للمنتخب الوطني بطريقة احترافية وبتعاون وتنسيق تامين بين فوزي لقجع الرئيس الكفء الذي نجح في حماية الفريق الوطني من كل الدخلاء وبين الناخب الوطني هيرفي رونار الذي عرف بفضل تجربته الكبيرة كيف يدبر الأمور التقنية والتكتيكية بكل احترافية عآلية، حيث نجح في تحقيق حلم تأهل الأسود لكأس العالم.
 الإقصائيات المونديالية 
رغم الإنطلاقة المتعثرة للفريق الوطني في إقصائيات كأس العالم روسيا 2018 بتعادله أمام الغابون بليبروفيل وتعادله أمام فيلة كوت ديفوار بمراكش، ومباشرة بعد المشاركة الناجحة للفريق الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون استعاد الأسود عافيتهم وتمكنوا من تحقيق فوز عريض علي منتخب مالي بسداسية بالرباط وعادوا بتعادل من مالي وفازوا على الغابون بالدار البيضاء بثلاثية نظيفة ليصعدوا للصدارة بفارق نقطة واحدة عن منتخب كوت ديفوار، مستغلين تعادل الإيفواريين أمام مالي، وفي مباراة مباشرة وحاسمة بملعب هوفيت بوانيي بأبيدجان تمكن الأسود بقيادة الثعلب هيرفي رونار من تحقيق فوز مستحق طريقة وأداءا على الفيل الإفواري بفضل هدفي نبيل درار والعميد المهدي بنعطية، ليحجز الأسود بطاقة التأهل لنهائيات كاس العالم روسيا 2018 بعد انتظار دام 20 سنة.
إعلام مسؤول وجمهور متعطش 
لعب الإعلام الرياضي الوطني دورا محوريا وأساسيا في تقريب وجهة النظر بين الأجهزة الإعلامية الوطنية والناخب الوطني، بفضل المبادرة التي قام بها السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية، في تذويب الخلاف بين الناخب الوطني هيرفي رونار والًصحافة الرياضية الوطنية وتوفير مناخ سليم للفريق الوطني، مما ساهم في تصفية الأجواء والتي كان لها دور فعال في دعم المنتخب المغربي، بالإضافة إلى العامل الكبير الذي قام به الجمهور المغربي طيلة المراحل الإقصائية، وخاصة في المباراة الفاصلة أمام كوت ديفوار بملعب هوفيت بوانيي بأبيدجان، حينما حضر قرابة 3500 مناصر مغربي ساهموا في الرفع من معنويات العناصر الوطنية التي نجحت في حسم  بطاقة التأهل لمونديال روسيا 2018، بعد العمل الجبار الذي قامت به الجامعة الملكية المغربية وسفارة المغرب بكوت ديفوار، وكافة القطاعات الحكومية لتسهيل مأمورية الجمهور المغربي الذي كان في الموعد مع التاريخ لتحقيق حلم التأهل المومديالي.