بمقر تداريب ليغانيس الإسباني إستقبلنا الدولي المغربي نبيل الزهر من أجل جلسة مكاشفة، حرص من خلالها الأسد الأطلسي الأصيل تمرير خطاب غير مشفر للناخب الوطني هيرفي رونار، وأحقيته في حمل قميص أسود الأطلس.
الزهر تحدث لـ «المنتخب» عن حضوره في الليغا، وكيف ينظر للأيام التي تفصل المنتخب المغربي عن نهائيات كأس العالم بروسيا، ولم يترك الفرصة تمر دون أن يقدم رأيه في خصوم المغرب في النهائيات خلال دور المجموعات، مشددا على أنه لا يعيش على وقع حالة إحباط رغم إبتعاده عن الأسود لمدة طويلة.
ــ المنتخب: العديد من الجماهير المغربية تخشى نجوم المنتخب البرتغالي وكذا نجوم إسبانيا؟
الزهر: لماذا سنخشى نجوم المنتخبين وغالبية اللاعبين المغاربة المحترفين سبق لهم مواجهتهم، يجب أن نثق كثيرا في مؤهلاتنا، ونلعب من أجل تشريف المغرب، فكأس العالم ليست منافسة تلعب كل سنة، الكثير من العناصر التي ستتواجد بمونديال روسيا قد تكون أول أو آخر مرة تشارك فيه، لذلك فأي لاعب سيكون مطالبا بتقديم أفضل ما يتوفر عليه.
ــ المنتخب: لكن إسبانيا من المنتخبات المرشحة لإنتزاع لقب المونديال؟
الزهر: قوة المنتخب الإسباني معروفة للجميع، يجب أن نحقق أكبر عدد من النقاط قبل مواجهته في المباراة الثالثة، الجميع يتحدث عن فقدان أسود الأطلس لحظوظ الإنتصار على إسبانيا، وشخصيا أكره هذا التشاؤم، فنحن نلعب كرة القدم، وكل شيء فيها يجوز.
ــ المنتخب: ماذا تغير داخل المنتخب المغربي منذ لحاق الناخب الوطني هيرفي رونار في رأيك الخاص؟
الزهر: رونار مدرب كبير لا أحد يناقش ذلك، ولمسته داخل المنتخب المغربي أصبحت واضحة من خلال أداء كل اللاعبين، حيث أصبح الكل يقاتل من أجل مكانته، وأظن مع إقتراب المونديال الأمر أصبح أكثر صعوبة، فكل اللاعبين المغاربة في مختلف البطولات الأوروبية، يحلمون بالتواجد مع المغرب، دون نسيان لاعبي البطولة الوطنية الذين توجوا مؤخرا بكأس إفريقيا للمحليين بالمغرب.
حديثي عن الناخب الوطني رونار يجرني لذكر رئيس جامعة الكرة فوزي لقجع الذي أصبح المنتخب المغربي على عهده منظما، بالنظر للمجهودات التي يبذلها، الحمد لله الكرة المغربية تسير في الإتجاه الصحيح، والواقع أصبح يؤكد ذلك من خلال الهيكلة التي خضعت لها كافة المنتخبات الوطنية، دون نسيان الأندية.
ــ المنتخب: ألم تتأثر من الناحية النفسية لغيابك عن المنتخب المغربي وأنت الذي تقدم مستوى رائع مع فريقك ليغانيس بالليغا؟
الزهر: تأثرت كثيرا بعد الدعم الذي وجدته من الجمهور المغربي الذي يطالب دوما بعودتي للمنتخب المغربي، صراحة عندما ألمس إجماعا من المغاربة وحتى من وسائل الإعلام أعرف أنني على الأقل نجحت في مسريتي الكروية.
أقول هذا الكلام وأنا أتذكر الطريقة التي تحقق بها التأهل لنهائيات كأس العالم، بعد تجاوز كوت ديفوار بأبيدجان، تلك الذكريات الجملية تحفزني كثيرا على ضرورة أن أبذل مجهودات كبيرة، كي أكون عند حسن ظن المغاربة، سواء أولئك المقيمين بالمغرب أو أبناء الجالية المغربية بأوروبا، فيكفيني شرفا أنه عندما ألتقي بأي مغربي يشيد بالأداء الذي أقدمه مع ليغانيس، ويقول لي بأني أستحق التواجد مع المنتخب الوطني، الكلام الطيب يكفي أحيانا.
ــ المنتخب: العديد من الصحف الإسبانية وبمجرد أن أوقعت قرعة كأس العالم المغرب إلى جانب منتخب «لاروخا»، حتى بدأت توجه سهام النقد للمحترفين المغاربة في الليغا بسبب أو بدونه، كيف تعلق على هذا الأمر؟
الزهر: أظن بأن المحترفين المغاربة لن يتأثروا بما يكتب عليهم، من يجتهد ينال نصيبه من ذلك، ومن يسقط في فخ الغرور، يكون مسؤولا عن نفسه، من الطبيعي أن يقف الإعلام الإسباني لجانب منتخب بلاده، مثلما ما تفعله الصحافة المغربية مع اللاعبين المغاربة، وكما فعلت «المنتخب» من خلال التنقل لغاية مدريد من أجل محاورتي.
ــ المنتخب: لعبك ضد نجوم الليغا كرونالدو وميسي ولاعبين آخرين مميزين، ماذا تعلمت منهم نبيل؟
الزهر: عرفت بأن العمل الجدي هو طريق النجاح، تحدث عن نجمين حازا كل الألقاب، ولحد الآن يواصلان على إيقاع التنافس، لذلك أتطلع لمواصلة البصم على أفضل مستوى في البطولة الإسبانية التي أعجبني صراحة اللعب فيها على عدة بطولات بحكم مروري سابقا من ليفربول، الذي لم تتح لي فرصة اللعب معه كثيرا في فترة كنت فيها صغير السن.
ــ المنتخب: المغرب تقدم بترشيحه لنهائيات كأس العالم 2026، كيف ترى المنافسة التي يلقاها مع الملف المشترك، للولايات المتحدة الأمريكية، المكسيك وكندا؟
الزهر: بحكم سفري للمغرب بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بلدنا تطور كثيرا بالمقارنة ما كان عليه الحال في أعوام سابقة، ملفنا حاليا غير مبني على ماذا سنقوم به، فهناك عدة بنيات رياضية أنجزت، وأخرى في طور الإنجاز، ناهيك عن توفر المغرب على كل ما يعطي له حق استضافة منتخبات العالم.
لا أريد أن أسترسل إنجازات المغرب في العديد من المجالات، بقدر ما أتمنى أن يتواصل العمل بجدية، من أجل أن نكون في أتم الجاهزية عند موعد الإعلان عن البلد الذي سيحظى بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم.
ــ المنتخب: وبخصوص المشاركة العربية في نهائيات المونديال، كيف تراها؟
الزهر: لا أحد بإمكانه أن يتكهن بخصوص الصورة التي ستظهر عليها المنتخبات العربية التي ستشارك في النهائيات، سواء تعلق الأمر بتونس أو مصر أو السعودية، وكما قلت في مرات سابقة الكرة تلعب بالأقدام، ومن يريد تأكيد حضوره القوي يجب أن يثبث ذلك في الملعب.
ــ المنتخب: بالمناسبة، هل أنت مقل في الحديث مع وسائل الإعلام ؟
الزهر: لا أظن ذلك، أتكلم عندما يكون الأمر واجبا، ولست من اللاعبين الذين يبحثون عن الظهور في الإعلام، أحاول أن أترك بصمتي واضحة في الملاعب، لأن هذا واجبي في المقام الأول ويجب أن أتقنه، بالمقابل أكون عند حسن ظن جميع الإعلاميين سواء في إسبانيا أو المغرب، لأني أقدر العمل الذي يقومون به.
