عبر أسطورة هولندا وميلان الإيطالي رود غوليت عن إنبهاره من التغييرات السريعة التي تشهدها دولة قطر في طريقها نحو استضافة أول بطولة لكأس عالم في الشرق الأوسط عام 2022.
جاء ذلك خلال زيارة قام بها النجم غوليت لجناح الإرث في مقر اللجنة العليا للمشاريع والإرث والكائن في برج البدع، حيث قال: "على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي أزور فيها قطر، إلا أن التقدم الذي تشهده الدولة في المطار ومدينة لوسيل ومشاريع البنية التحتية والفنادق المميزة هو أمر مذهل حقاً". 
وأشار قائد منتخب هولندا الفائز بكأس أمم أوروبا 1988 - وهو اللقب الوحيد للطواحين- إلى الطبيعة المتقاربة المسافات التي ستميز بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، وقال: "أعتقد بأن الطبيعة الجغرافية لقطر ستسمح باستضافة بطولة متقاربة المسافات، وسيخوض اللاعبون والمدربون تجربة كروية استثنائية تساعدهم على تقديم أفضل ما عندهم، إذ لن يتكبّدوا عناء السفر لمسافات طويلة كما هو الحال في بطولات أخرى. وسيتمكن المشجعون من حضور مباراتين مباشرة يفصل بينهما نصف ساعة فقط في المترو. وأرى بأن البطولة متقاربة المسافات في قطر ستكون بصمة تميز البطولة عام 2022. ومن واقع تجربتي كمحلل تلفزيوني لمباريات بطولة كأس العالم التي أقيمت بتنظيم مشترك بين كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، وجدت صعوبة كبيرة في التنقل بين الدولتين للقيام بمهامي".     
وأثنى غوليت على تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم خلال شهري نوفمبر وديسمبر، وهو ما يعني بأن البطولة ستنظم لأول مرة في منتصف الموسم، لإعطاء فرصة لجميع المنتخبات للمشاركة وهي على أتم استعدادها الفني والبدني، وأضاف: "لم يسطع نجم كثير من اللاعبين في بطولات مماثلة، وذلك لتنظيمها في موسم كروي طويل مزدحم بالبطولات، وهو ما يرهق اللاعبين ويحول دون تميزهم. لذا، ستكون بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر مميزة عن غيرها". 
ورداً على سؤال يتعلق بشغف سكان المنطقة بكرة القدم، قال غوليت: "يستشعر المار في طرقات مختلف المدن في المنطقة شغف السكان بكرة القدم وحبهم العميق لها. وهذا ليس بالأمر الجديد بالنسبة لي، حيث التقيت بكثير من المهاجرين العرب في هولندا وشعرت بحبهم وشغفهم باللعبة".
وعن رأيه حول خروج هولندا وعدم تأهلها لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، قال غوليت: "شكل هذا الأمر صدمة كبيرة بالنسبة لي، حيث كنا قادرين على التأهل لولا أننا خرجنا بفارق الأهداف عن السويد. لكن اللافت في الأمر بأن هولندا تملك الآن جيلاً جديداً على أتم الاستعداد للتأهل لكأس أمم أوروبا 2020 ونهائيات كأس العالم قطر 2022".
وفيما يتعلق بترشيحه للمنتخبات الأوفر حظاً في بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا فقد كانت تقليدية، حيث قال: "هناك فرصة كبيرة أمام فرنسا وألمانيا، أما البرازيل فستسعى إلى الانتقام من الحرج الذي خلفته النهائيات التي تظمتها عام 2014 حين سقطت بسباعية أمام ألمانيا في نصف النهائي". 
من ناحية أخرى، كان للحديث عن دوري أبطال أوروبا نكهة خاصة عند النجم الهولندي السابق الذي تمكن من انتزاع اللقب عام 1989 و1990 بقميص ميلان الأيطالي: "فريق ريال مدريد قادر على أن يصعد لمنصة التتويج للمرة الثالثة على التوالي، فهم يملكون المهارات والحظ. لقد شاهدنا ما حصل أمام يوفنتوس الإيطالي في الوقت القاتل وكيف عبروا أمام بايرن ميونيخ في المباراة الأولى حين خرج أريين روبن وجيروم بواتينغ بسبب الإصابة في وقت مبكر من عمر المباراة. وإياباً، ارتكب الحارس زفن أولريش خطاً قاتلاً، كما أن مدربهم الفرنسي زين الدين زيدان ناجح ومحظوظ أيضاً".ورفض غوليت تحميل لاعب ليفربول النجم المصري محمد صلاح ضغطا كبيرا وقال: "إنه أول موسم لمحمد صلاح مع ليفربول، وحقق خلاله إنجازات مذهلة توجهته كأفضل لاعب في إنكلترا. لكني أود أن أرى نجاحاته في مواسم وسنوات قادمة كما هو الحال مع ميسي ورونالدو. على صلاح أن يعي بأن الوصول للقمة أمر سهل، لكن البقاء فيها ليس سهلاً على الإطلاق".  
يذكر بأن غوليت من أفضل اللاعبين في فترة نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، وقد حاز على جائزة أفضل لاعب في أوروبا عام 1987، وعلى جائزة أفضل لاعب في العالم مرتين عامي 1987 و1989. حفلت مسيرته الكروية مع الأندية بكثير من المحطات لعلها أبرزها في صفوف ميلان في إيطاليا, كما دافع عن ألوان تشيلسي الإنجليزي وسمبدوريا الإيطالي. أما في هولندا، فبدأت مسيرته مع هارلم ثم فينورد روتردام ثم العريق أيندهوفن. إلا أن مسيرته التدريبية لم تشهد نجاحاً كبيراً باستثناء الفوز مع تشيلسي بكأس الاتحاد الإنجليزي 1987، كما أنه درب أندية نيوكاسل في إنكلترا وفينورد الهولندي وتيريك غروزني ولوس أنجلوس غالاكسي الأمريكي.