يخوض اليوم على ملعب جنيف بسويسرا المنتخب الوطني أولى حلقاته الودية التحضيرية لمونديال روسيا، واختار لهذا محكا من نوع خاص ومدرسة من أوروبا الشرقية تمثلت في المنتخب الاوكراني.
طبيعة هذا المنتخب واعتماده الكلي على اللياقة العالية على حساب الجانب المهاري تبرز بعضا من أفكار رونار المراهن على دفع لاعبيه للتكيف مع المواجهات ذات الإلتحامات القوية والحوارات الصدامية كما كان الأمر مع صربيا.
إختبار من الشرق
لا هو شبيه بمنتخب البرتغال المعتمد على الجانب المهاري والتقني ولا هو من طبيعة المنتخب الإسباني الذي يبني أداءه على الهجمات المنظمة واللعب السلس الإستعراضي، ولكنه فيه بعض من خصال المنتخب الإيراني المعتمد على القوة والإلتحام والحوارات الثنائية الكبيرة والقوية.
لذلك هو اختبار مختلف تماما عن السياقات التي سيصادفها الأسود في المونديال باستثناء بعض القواسم المشتركة مع المنتخب الإيراني والتي قد تمثل مصدر إلهام للناخب الوطني ليضبط ما بقي من أوتار خلال هذا الموعد الودي قبل مواجهة ممثل الفرس.
مواجهة أيضا تأتي في سياق حلقات ثلاثية من التحضير وفيها سيأخذ رونار كامل وقته من أجل تجريب بعض الوصفات التي تطابق فعليا مقدرات المنافسين.
كيف يقرأ النزال؟
مبدئيا لا يمكن إصدار أي من أحكام قيمة بخصوص طبيعة تفكير الناخب الوطني وما إن كان سيعتمد على التشكيل الرسمي المألوف والمعروف لدى الرأي العام سلفا أو سيتيح الفرصة لعناصر لم تأخذ فرصتها في السابق لتبرهن على مقدراتها وعلى أحقيتها في منازعة الأساسيين مقعدا ثابتا في التشكيل.
وإن كان المنطق يقول أن مثل هذه المباريات ما وجدت إلا لتكون فرصة لضبط الأوتوماتيزمات وزيادة جرعات التناغم والإنسجام بين الخطوط واللاعبين وتمكينهم من وصفات متعددة قبل المواعيد الرسمية المقبلة.
وبين هذا وذاك، فالمؤكد هو أن رونار لن يضيع فرصة نزال قوي من هذا الحجم دون أن يمثل له ذلك واجهة للإطمئنان أكثر على الكومندو الرسمي الذي يضعه في مخيلته لاستهلال رحلة المونديال قبل مواجهة إيران.
تعزيز الثقة
قبل هذا الموعد الودي كان المنتخب الوطني قد تفوق في آخر نزالين وديين وكان الأول أمام المنتخب الصربي بطورينو الإيطالية، في وقت أنهى المباراة الثانية أمام منتخب شبيه بفلسفة وأداء المنتخب الأوكراني مجسدا في منتخب أوزبكستان لمصلحته.
وسيكون من باب الإستفادة زيادة منسوب الثقة لدى اللاعبين وتعزيز ثقتهم في النفس بانتصارات ودية أخرى قبل المواعيد الرسمية الحارقة التي تلوح في الأفق في المونديال ومنها مواجهتي البرتغال وإسبانيا بطبيعة الحال.
ولن يكون المنتخب الأوكراني حتى وإن كان بدماء جديدة وتحت قيادة أسطورة الكرة الأوكرانية أندري شيفشينكو بالخيار السهل ولا المنتخب الذي في المتناول سيما وأنه أظهر مناعة قوية في آخر مبارياته بما فيها مباراته الودية الأخيرة شهر مارس المنصرم أمام المنتخب السعودي بماربيا الإسبانية والتي انتهت متعادلة.
فرصة منديل
ولأنه تغيب عن أولى الحصص وقادم من نشوة التتويج الأوروبي رفقة ريال مدريد، فإن المرجح أن يعمد رونار لاستبعاد اللاعب أشرف حكيمي من لائحة الخيارات الثابتة والقارة في هذه المباراة ليفسح المجال أمام حمزة منديل ليوضع في قالب الإختبار الصريح في مبارة قوية بكل المقاييس.
منديل الذي أشر على نهاية موسم طيبة للغاية امامه فرصة من ذهب ليقبض على الرواق الأيسر ويملكه لنفسه ولن يكون ذلك متاحا إلا بتقديم مباراة كبيرة ومقنعة وخاصة مثالية من الناحيتين الهجومية والدفاعية.
كما أن المواجهة قد تمثل فرصة لعناصر وجدت نفسها في نهاية المطاف مشاركة في المونديال ومن بينها المهدي كارسيلا المطالب بالتمرد على تواضعه السابق وأن يبرر اختياره وحضوره في هذا المحفل العالمي.
هي ودية اختبارية ستقاس فيها نجاعة الفريق الوطني هجوميا ومناعته دفاعيا ليرسل الإشارات لفرسان المجموعة الثانية، على أن قدومه لروسيا لن يكون من أجل الترفيه.
البرنامج
الخميس 31 ماي 2018
مباراة ودية
بسوسيرا: ملعب جنيف: س 18: بالتوقيت المغربي: المنتخب المغربي ـ منتخب أوكرانيا