ظهر المنتخب الحزائري الأول لكرة القدم بوجه شاحب ليلة الجمعة إلى السبت, عقب هزيمته المفاجئة أمام منتخب الرأس الأخضر (2-3), بملعب 5 يوليوز الأولمبي (الجزائر), في وقت وجد فيه الناخب الوطني رابح ماجر صعوبات جمة لإيجاد الحلول اللازمة, قبل ثلاثة أشهر عن خرجته الرسمية الثانية امام غامبيا. في حين كان الجميع ينتظر ردة فعل إيجابية من طرف العناصر الجزائرية, إثر الخسارة التي تلقتها منذ شهرين في مدينة غراز (النمسا) ضد إيران (1-2), أخفق زملاء العائد إلى المنتخب مختار بلخيثر, في مواجهتهم للرأس الأخضر, الذي يمتلك فريقا واقعيا ولم يسرق انتصاره بالجزائر. 
وفشل ماجر في التوصل إلى الحلول, وهو الذي أبدى سعادته يوم الأربعاء خلال ندوته الصحفية بحضور جميع اللاعبين لأول مرة منذ توليه مهمة قيادة العارضة الفنية الوطنية في أكتوبر 2017, وقبل ثلاثة أشهر من التنقل إلى غامبيا في إطار الجولة الثانية للمجموعة الرابعة, من تصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2019. وحاول ماجر المتأثر بضغط الجماهير التخفيف من وقع الهزيمة "أنا جد مستاء بسبب هذه الهزيمة, لكنها مجرد مباراة ودية وهذه هي كرة القدم. لعبنا جديدا في الشوط الأول وطبقنا كرة جميلة, حيث ضيعنا العديد من الفرص والحظ خاننا, فالكرة ضربت خمس مرات في قائم حارس الرأس الأخضر. المنافس كان واقعيا بتسجيله ثلاثة أهداف من أربع فرص. الأهم بالنسبة لي هو التحضير الجيد لمباراة غامبيا في سبتمبر المقبل للتأهل إلى كأس إفريقيا وهي هدفنا". ودخل "الخضر" جيدا في أطوار اللقاء, حيث وصلوا إلى شباك المنافس منذ الدقيقة الرابعة عبر بن سبعيني, لكن في الشوط الثاني تراجع أداء رفاق القائد نبيل بن طالب, تاركين المبادرة للزوار الذين أنهوا اللقاء لصالحهم. وكان الدفاع الجزائري مرة أخرى الحلقة الأضعف في التشكيلة الوطنية رغم تواجد ماندي, شافعي و مجاني, حيث تلقى ثلاثة اهداف في طرف 58 دقيقة ضد منافس ليس من العيار الثقيل.

-- مهمة ماجر تتعقد على رأس "الخضر" --

وتعتبر حصيلة رابح ماجر سلبية منذ توليه قيادة العارضة الفنية لـ "الخضر" منذ شهر أكتوبر 2017, ولو أنه لم يخض أي موعد رسمي, وتلقى صاحب الكعب الشهير, هزيمته الثالثة تواليا, باحتساب خسارة منتخب المحليين أمام السعودية (0-2) في 9 ماي المنصرم بمدينة قاديس (إسبانيا). وتعرض قائد "الخضر" خلال كأس إفريقيا 1990 بالجزائر, إلى صافرات الاستهجان من قبل الجماهير القليلة الحاضرة بمدرجات الملعب الأولمبي, فماجر يعيش وضيعة غير مريحة تماما, وهو محل انتقاد كبير بسبب فشله لحد الآن في إعادة بعث آلة المنتخب الوطني مجددا, على الأقل من ناحية اللعب.

"لن أستقيل من تدريب المنتخب بعد خسارة لقاء ودي لأنني أحترم الفريق والوطني وبلدي الجزائر, فلن أتهرب من مسؤولياتي. لأنه في حالة استقالتي, سينفجر الفريق الوطني وينهار وسيدخل في أزمة كبيرة", وهو مارد به رابح ماجر على سؤال بخصوص مستقبله. من جانبه, لم تصدر الجامعة الجزائرية أي ردة فعل غداة الهزيمة القاسية ضد الرأس الأخضر, غير أن حديث الدائر في محيط "الفاف", يؤكد أنه ستتم إقالة ماجر في حال خسارة جديدة في اللقاء الودي الثاني ضد منتخب البرتغال بطل أوروبا, بلشبونة (15ر20 بالتوقيت الجزائري). وحسب المتتبعين والمختصين, فعلى مكتب "الفاف" بقيادة خير الدين زطشي, الذي أتم سنة واحدة من عهدته على رأس الهيئة الفيدرالية, التحرك بسرعة والقيام بالتغييرات اللازمة قبل فوات الاوان, سيما بعدما أخفق في استقدام المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز, لتدريب الخضر, والذي تمت إقالته من منصبه بعد أشهر قليلة جراء سوء النتائج.