رغم الخسارة أمام ألمانيا فقد حظينا بإعجاب العالم
بيكنباور ومولير إعتبرا الأسود برازيل إفريقيا
نحن من جلب العشق الكروي للمغاربة لكننا لم نستفد شيئا
المرحوم الملك الحسن الثاني خصنا باستقبال تاريخي وهو من شحذ همم العناصر الوطنية


يستحضر هنا بوجمعة بنخريف واحد من صناع التألق المغربي في مونديال المكسيك 1970 بعضا من الذكريات التي عاشها المنتخب الوطني الذي شهد حضور العديد من الأسماء التي مازالت تحظى لحد الآن باحترام كبير منهم من رحل لدار البقاء ومنهم من لازال على قيد الحياة.
"المنتخب" تعود لمونديال مكسيكو 1970 لتوثق أول مشاركة مغر بية في المونديال، كيف تم تجميع العناصر الوطنية؟ كيف إستعدت لهذا الحدث الكوني؟ وكيف كان رد فعل المغاربة والعالم حول هذه المشاركة التي عرفت تسجيل أول هدف في المونديال برجل المرحوم حمان في شباك الألمان.
بوجمعة بنخريف يسرد في هذا الحوار كل التفاصيل: 
ــ المنتخب: ماذا مثل لك الحضور في مونديال مكسيكو 1976؟ 
بنخريف: كانت فعلا فرحة لا توصف، خاصة وأنك ستكون محط أنظار العالم وكل وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وأنتم تعرفون بأن أي لاعب يكون له طموح التألق والوصول لأعلى درجات النجومية ولا يرغب أن يكون لاعبا مميزا فقط داخل ناديه، بل يرغب في حمل قميص منتخب بلاده وهذا هو الحلم الذي تحقق لي مع المنتخب الوطني في فترة السبعينات عندما كنت لاعبا وعميدا للنادي القنيطري، وجاورت آنذاك جهابدة الكرة الذين كانوا يبصمون على حضور كبير مع أنديتهم، حقيقة سؤالك أعادني لزمن جميل عشناه في تلك الفترة التي عرفت ميلاد عدد كبير من نجوم الكرة المغربية وكان الحلم المشترك الذي يجمعنا هو التأهل للمونديال أو الألعاب الأولمبية ثم كأس إفريقيا والحمد لله أنني حققت هذه الأمنيات الثلاث في مشواري الكروي، والواقع لم نكن نلعب على «الفلوس» بقدرما كان الحس الوطني هو الذي يلهمنا ويحفزنا، كنا ندرك قيمة القميص الوطني وما يلزمه من تضحيات كبيرة لإسعاد الجمهور المغربي آنذاك، وأنتم تعرفون بأن تلك الحقبة كان فيها المغرب في بداية البناء وهيكلة مؤسساته ويعمل بكل جهد لإعلاء كلمته على المستوى الخارجي خاصة في المجال الرياضي، واللعب في كأس العالم يبقى حلم أي لاعب.
ــ المنتخب: كيف جاء تأهل المنتخب الوطني آنذاك لكأس العالم في أول مشاركة له في هذا الحدث الكوني؟
بوجمعة: لم يأت تأهل المنتخب الوطني المغربي إلى نهائيات كأس العالم 1970 بسهولة، حيث خضنا وقتذاك 10 مباريات إقصائية بقيادة الإطار الفرنسي غي كليزو جعلت من تأهلنا إلى نهائيات مكسيكو مستحقاً، بعدما تعادلنا في الدور الأول ذهاباً وإياباً مع المنتخب السنغالي، قبل أن يتم الإحتكام لمواجهة في أرض محايدة وخضنا المباراة الفاصلة بلاس بالماس بعدما نسي حكم لقاء الإياب اللجوء للشوطين الإضافيين، فآل الفوز في تلك المواجهة لصالحنا، وتأهلنا للدور الثاني حيث واجهنا نسور قرطاج في مباراة الذهاب إنتهت آنذاك بالتعادل السلبي، وكذلك لقاء العودة والشوطين الإضافيين بالدار البيضاء، تم الإحتكام إلى إجراء مباراة فوق أرض محايدة جرت بفرنسا فانتهت بنتيجة التعادل بهدفين لمثلهما وكنا قد إحتلينا الصدارة في مجموعتنا ما مكننا من التأهل عن جدارة واستحقاق لمونديال مكسيكو 70 وهو التأهل الذي وصف بالإنجاز التاريخي حيث خصنا الملك الراحل الحسن الثاني باستقبال كبير شحذ خلاله همم العناصر الوطنية، ووفر لها كل الدعم لإمتاع العالم في المكسيك، حيث توجهنا إلى هناك قبل شهر ونصف من موعد المونديال، وخضنا معسكرا ب «گوادالاخارا» وأجرينا هناك مباريات إعدادية واستأنسنا بالأجواء إستعداداً للمونديال الأول.
ــ المنتخب: القرعة أوقعتكم في مجموعة قوية مع منتخب ألمانيا حدثنا عن هذه المباراة وكيف تفاعل معها العالم؟
بنخريف: فعلا القرعة لم تكن رحيمة بنا في تلك الفترة، خاصة وأن العالم لم يكن يشهد هذا التطور التكنولوجي حتى نتمكن من متابعة المنتخبات عن قرب، بحيث كنا نسمع فقط عنها، وعندما كنا في معسكرنا بالمكسيك قمنا بزيارة للمنتخب الألماني قصد التعرف عليه وعند المغادرة بدأ لاعبون يشيرون لنا بعدد الأهداف التي سينتصرون علينا بها، والواقع هذا هو الشيء الذي شجعنا على تقديم صورة كبيرة في هذه المباراة حتى وأن المنتخب الألماني كان يضم آنذاك في صفوفه ألمع النجوم أبرزهم بيكنباور سيلير موولير الذي كان هدافا آنذاك، خضنا المباراة بقيادة المدرب اليوغسلافي فيدينيك بشخصية فذة، كنا فيها منافساً عنيداً للمنتخب الألماني الذي سجلنا عليه هدفا مباغثا عن طريق المرحوم حمان الذي كان قد إفتتح هذا العرس العالمي بأول هدف من أقدام مغربية أربك حساباته طيلة الشوط الأول، قبل أن ينتفض رفاق بكنباور في الشوط الثاني ويسجلوا  هدفين، علما أننا قدمنا مباراة كبيرة  بشهادة العالم آنذاك، نظر المستوى التقني والتكتيكي المميز الذي لعبنا به، وأتذكر أن الجمهور الذي تابع المباراة نهض من مكانه وبدأ يصفق علينا، مع الأسف خضنا المباراة الثانية ضد البيرو وخسرناها بثلاثة أهداف للا شيء لنتعادل في المباراة الثالثة والأخيرة بهدف لصفر سجل هدف التعادل موهوب الغزواني.
ــ المنتخب: الملاحظ أن جيلكم لم يحظ بالعناية اللازمة هل يمكن الحديث عن ظلم رافقكم في مسيرتكم؟
بنخريف: لا ليس لحد الظلم، إلا أن الواقع يقول أننا عشنا في فترة زمنية كانت فيها الحياة «على قدها» ولم يكن الغرض آنذاك جمع المال فقد قلت لك أن ما كان يجمعنا ويوحدنا هو القميص الوطني وحب الوطن وتشريف الكرة المغربية في كل المحافل، الحمد لله أنني أحتفظ بذكريات جميلة مع المنتخب الوطني، وهنا سأكون معك صريحا كون جيلنا يعود له الفضل في تحبيب الكرة للجمهور المغربي وأتذكر أنه حتى العنصر النسوي بدأ يلج الملاعب لتشجيع الفرق الوطنية، وأتذكر أيضا أن جيلنا كان متكاملا وكان لاعبو الجيش الملكي يشكلون العمود الفقري للمنتخب الوطني، ثم لاعبين من الدفاع الجديدي والمغرب الفاسي والنادي القنيطري، وكان الإحترام يسود الجميع إلى درجة أن لاعبي المنتخب الوطني ظلوا مجتمعين لسنوات طويلة.
ــ المنتخب: هل إستفاد بوجمعة بنخريف شيئا من هذا المشوار الملفت مع المنتخب الوطني والكاك؟
بنخريف: إستفدت حب الناس، وهذا يكفيني، والقلب شبعان، وكلها كيدي لي مكتاب ليه.
ــ المنتخب: ما هي حظوظ المنتخب الوطني في مونديال روسيا 2018؟
بنخريف: هي ليست حظوظ، فأنا لاعب سابق للمنتخب الوطني وشاركت في كأس العالم 1970، أترقب مشاركة إيجابية للمنتخب الوطني في مونديال روسيا 2018، وبمقدوره الوصول لمراتب متقدمة.