أظهرت كأس العالم المليئة بالمفاجآت، مرة أخرى، كيف تجد الفرق الصغيرة طريقا لمنافسة الكبار، مثلما حدث قبل عامين في كأس أوروبا.

وأحدثت أيسلندا وويلز هزة في النظام الكروي عام 2016، والآن أظهرت بلجيكا وكرواتيا أن الدول الصغيرة، يمكن أن تحلم بالنجاح في كرة القدم، مع استمرار الفجوة مع القوى التقليدية في التقلص.

وقال ديديي ديشان، مدرب فرنسا، عقب فوز فريقه 4-2 على كرواتيا، في نهائي كأس العالم، أمس الأحد "كل فريق يستعد جيد جدا الآن، بشكل لا يجعل هناك الكثير من الفوارق بين الجميع".

ونجحت كرواتيا، التي يتجاوز عدد سكانها أربعة ملايين نسمة بقليل، في التغلب على فرق كبيرة لتبلغ النهائي، لكنها سقطت بشجاعة في ملعب لوجنيكي، في موسكو، أمس الأحد.

وبلغت بلجيكا الدور قبل النهائي، بقيادة جيل ذهبي، رغم البنية التحتية الكروية المتواضعة نسبيا، وستملك طموحا مشروعا لاقتناص أول ألقابها الكبرى، بعد عامين، في كأس أوروبا 2020.

وخلال كأس أوروبا قبل عامين، فاجأت ويلز الجميع ووصلت إلى الدور قبل النهائي، وانتزعت أيسلندا الإعجاب أيضًا، بفوزها على إنجلترا لتتأهل إلى دور الربع.

وواصلت أيسلندا، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة، مفاجآتها، لتصبح أصغر دولة تتأهل إلى كأس العالم.

وفي قارات أخرى أيضا، كانت هناك أمثلة متزايدة على التحديات المستمرة للنظام القائم، خاصة في البلدان ذات الموارد المحدودة، بسبب قلة عدد سكانها.

وقال زلاطكو داليتش، مدرب كرواتيا، عقب الخسارة أمام فرنسا "في حافلة الفريق شعار يقول (نحن بلد صغير يملك أحلاما كبيرة).. هذه رسالة جيدة للجميع، لو عملت بجدية يمكنك أن تملك لاعبين مميزين، وتحصل على نتائج".

وتابع "يجب أن تؤمن بأن كل شيء ممكن، ربما تفشل في بعض الأشياء، لكن يجب أن تحافظ على حلمك وطموحك، وتسعى لتحقيقه".

ومن المهم أيضا امتلاك لاعبين مؤثرين، مثل لوكا مودريتش، أفضل لاعب في كأس العالم، ولاعب الوسط الآخر إيفان راكيتيتش، من أجل إلهام بقية الفريق.

لكن منتخبات مثل أيسلندا واليابان، أظهرت انضباطا خططيا وثباتا ذهنيا، يمكنه في بعض الأحيان تجاوز الموهبة.

وكادت اليابان أن تقصي بلجيكا من دور الثمن، حينما تقدمت 2-0، قبل أن تخسر 3-2.

وستظل القوى الكبرى، مثل البرازيل وألمانيا وفرنسا وإسبانيا، مرشحة للفوز بالألقاب الكبيرة، لكنها ستأخذ حذرها من "المنافس الصغير" التالي، الذي سيشكل تهديدا حقيقيا.