أسدل الستار على ذهاب دور المجموعات لمنافستي كأسي عصبة الأبطال والكونفدرالية، بعد أن أجرى الفرسان الأربعة ثلاث مباريات، ما يؤكد أن  الرباعي المغربي دخل المراحل الحاسمة من المسابقة، سواء ممثلي الكرة المغربية في كأس العصبة، الوداد الذي يسير في طريق جيد والدفاع الجديدي الذي يجد نفسه في موقف، أو بالنسبة لنهضة بركان والرجاء بمشوارهما المشجع في الكونفدرالية.

مرحلة الحسم
لم يبق على إسدال الستار على دور المجموعات سوى 3 مباريات، ما يؤكد أن منافستي عصبة الأبطال والكونفدرالية قد دخلتا مرحلة الحسم لتحديد مصير الفرسان المغربية الأربعة، ذلك أن هامش الخطأ سيكون ممنوعا، والنتائج الإيجابية عز الطلب، وستبحث الأندية الأربعة على كسب أكبر عدد من النقاط في المباريات الثلاث المتبقية، لتحقيق الهدف المنشود، بحجز بطاقة التأهل لدور الثمن.
وغالبا ما يكون النصف الثاني من دور المجموعات صعبا على الأندية، حيث تشتد المنافسة والصراع، وهو ما يتطلب من ممثلي الكرة المغربية أن تتسلح بكل الإمكانيات البشرية والتقنية والذهنية، خاصة بالنسبة للأندية التي تبقى وضعيتها صعبة، على غرار الدفاع الجديدي.

رباعي في الثمن
أكد تأهل أربعة أندية لدور المجموعات، المجهودات التي تقوم بها الأندية المغربية على المستوى القاري، إذ تراهن على تجسيد الطفرة النوعية التي تعرفها الكرة المغربية على المستوى القاري، بدليل أن الوداد  توج بلقب كأس العصبة في الموسم الماضي.
وسيكون من الرائع أن يتأهل هذا الرباعي إلى دور الثمن، ما يجعل حظوظ الفوز باللقب أكبر في المنافستين، خاصة أن فوز الوداد باللقب الإفريقي، فتح شهية الأندية من أجل إقتفاء آثار الفرسان الحمر، والتشبث بالحظوظ رغم أن المشوار والطريق نحو اللقب لن يكون مفروشا بالورود، فهل سيعرف دور الثمن تأهلا تاريخيا للكرة المغربية في المنافسة الإفريقية.

الوداد يتوعد بالمزيد
يبدو أن الوداد اكتسب مناعة البطل والفريق الذي يعرف ما يريد، خاصة بعد تجربتيه الناجحتين في النسختين الأخيرتين، إذ بلغ في نسخة  الموسم قبل الماضي دور النصف، قبل أن يفوز في الموسم الماضي باللقب عن جدارة واستحقاق.
ويبدو أن الفريق الأحمر قد إستفاد جيدا من التجربتين، وأصبحت له القوة لمقارعة الحيتان الإفريقية الكبرى، بدليل أنه يتصدر حاليا المركز الأول في مجموعته الثالثة ب 5 نقاط، من فوز وتعادلين خارج الملعب، ما يؤكد أن لديه كل الحظوظ للتأهل لدور الثمن، خاصة أنه سيخوض مباراتين  على ملعبة، ومباراة واحدة خارجه.
ويستضيف بطل إفريقيا كل من حوريا كوناكري الغيني وماميلودي سان داونز الجنوب إفريقي، فيما سيلعب المباراة الوحيدة خارج الدار البيضاء أمام بور الطوغولي.
ويملك الوداد مجموعة متجانسة قادرة على رفع كل التحديات الإفريقية، سواء بتواجد اللاعبين القدامى الذين لديهم تجربة وخبرة، كصلاح الدين السعيدي وابراهيم النقاش وعبداللطيف نصير، أو الذين تمَ انتدابهم في الميركاطو الصيفي ، كالنيجيري بابا توندي، في انتظار تسجيل ألتونسي أسامة الدراجي.

الدكاليون في مأزق
لم يكن ممثل الكرة المغربية الثاني في كأس العصبة بالناجح،  وسجل خسارتين أمام مازيمبي الكونغولي ووفاق سطيف الجزئري، بينما تعادل في مباراة واحدة مع مولودية الجزئر، ويتذيل مجموعته بنقطة واحدة، وأصبحت مهمته صعبة لتجاوز الحواجز التي تنتظره.
ويبدو أن الخبرة والتجربة خانتا الدفاع الجديدي، وهو الذي يشارك  لأول مرة في تاريخه في هذا الدور، وبدا ذلك واضحا من خلال الطريقة التي إنهزم بها أمام وفاق سطيف ومازيمبي، وكذا تضييعه الفوز على مولودية وجدة، بعد أن كان متقدما بهدف للا شيء، قبل أن يسقط في فخ التعادل.
 وسيكون الفريق الدكالي  مطالبا بمناقشة المباريات الثلاث القادمة، بدون خطأ، وهي مهمة تبدو نوعا ما صعبة، أمام قيمة الخصوم وكذا الضغط الذي سيعيشه في المباريات الثلاث المتبقية، والمطلوب فيها الإنتصار لضمان التأهل.

النسور تعود
انتظر الرجاء البيضاوي الجولة الثالثة من دور المجموعات، ليسجل الفوز الأول حيث تعادل أمام كل من فيطا كلوب الكونغولي وإدوانا سطارز، قبل أن يسجل الإنتصار على أسيك ميموزا بهدف للا شيء، خارج الديار.
والواقع أن القرعة لم تكن رحيمة بالرجاء، حيث أسقطته في مجموعة صعبة، تضم أندية مُجربة على الصعيد الإفريقي، ومع ذلك إستطاع الرجاء أن يفرض نفسه، بدليل أأنه بات يحتل المركز الأول ب 5 نقاظ.
ورغم هذه العودة القوية، إلا أن القادم سيكون صعبا، ويتطلب مناقشة لمباريات الثلاث باحترافية وذكاء وتركيز، خاصة أن لا شيء حسم، ناهيك أن الخصوم الثلاث صعبة، ولن تنزل  يدها بسهولة، على  أن امتياز إستقبال مباراتين بالأرض من أصل ثلاث، قد يقوي من حظوظ النسور للتأهل لدور الثمن.

فرصة البركانيين
يبقى نهضة بركان من مفاجأت كأس الكونفدرالية، أمام المشوار الجيد الذي يوقع عليه منذ الدور التمهيدي إلى دور المجموعات، بدليل أنه سجل نتائج ملفتة، جعلته يصل إلى هذا الدور عن جدارة واستحقاق.
ويسير الفريق البركاني الذي يتأهل لأول مرة إلى دور المجموعات، نحو مواصلة مفاجآته أمام الطريق الصحيح الذي يسير عليه، رغم أنه لم يستغل مباراته الأخيرة على ملعبه، وتعادل أمام البور سعيدي المصري من دون أهداف، علما أنه فاز على كل من الهلال السوداني ويونياو دي سونغو الموزمبيقي، ويتصدر المجموعة الثانية ب 7 نقاط،  ويملك حظوظا كبيرة للتأهل إلى الدور الربع، وإن كان الفريق البركاني غادره مجموعة من اللاعبين المؤثرين، وظهر نوعا ما تأثير ذلك في المباراة الأخيرة أمام الفريق المصري، وأبرزهم أيوب الكعبي هداف الفريق والمسابقة ب 6 أهداف، وتخشى الجماهير البركانية تأثير أيضا، رحيل لاعبين آخرين  كسيبوفيتش والتورابي، علما أن الفريق البركاني سيخوض مباراتين خارج ملعبه، ومباراة واحدة داخل قواعده، لكن الحظوظ تبقى بين يديه، إن عرف كيف يستغل وضعيته جيدا، ويناقش المباريات الثلاث بذكاء.